تتزايد الدعوات المطالبة لبريطانيا بالاعتذار عن دورها في النكبة
الفلسطينية وإصدار
وعد بلفور، الذي وعد اليهود بإقامة وطن قومي على أرض فلسطين.
وجاء في تقرير أعدته من بيروت بيثان ماكرينان، لصحيفة "إندبندنت" أن حملة مطالبة باعتذار بريطاني لمساعدتها بإنشاء
إسرائيل في القرن الماضي تتزايد شعبية، بعد الإعلان عن عريضة برلمانية بهذا الشأن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن البارونة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي جيني تونغ، نظمت مناسبة في مجلس اللوردات، أعلنت فيها عن المبادرة، التي يقف وراءها مركز العودة الفلسطيني في لندن يوم الثلاثاء، والهادفة للضغط على الحكومة البريطانية، للاعتراف بدروها "قبل قرن في المعاناة الفلسطينية"، والأثر الاستعماري الذي تركته على المنطقة بشكل عام.
وتذكر الكاتبة أن العريضة، التي تنتظر الحصول على الدعم الرسمي، وقع عليها أكثر من 100 ألف شخص، لافتة إلى أنه للحصول على الدعم فإنه يجب عقد جلسة برلمانية لمناقشتها.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذه المبادرة تأتي تحضيرا للمئوية الأولى على وعد بلفور في العام المقبل، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر1917، أعلن وزير الخارجية البريطاني السير آرثر بلفور، في رسالة للزعيم اليهودي ورئيس الفيدرالية الصهيونية في بريطانيا العظمى اللورد روتشيلد، عن دعم حكومة جلالة ملك بريطانيا للطموحات اليهودية بإنشاء وطن لهم على أرض فلسطين، مشيرة إلى أن الرسالة تحدثت عن الدعم للوطن اليهودي في فلسطين التاريخية، طالما لم تتأثر الحقوق المدنية والدينية لغير اليهود، وحكمت بريطانيا فلسطين بعد نهاية الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ويفيد التقرير بأن المناسبة، التي نظمت في مجلس اللوردات، أدت إلى عاصفة غضب في إسرائيل، عندما ظهر شريط فيديو عن المناسبة، وتحدث فيه أحد الحضور للمناسبة، قائلا: "لو كان هناك طرف معاد للسامية فإنهم الإسرائيليون أنفسهم"، وأضاف أن اليهود عادوا هتلر، مشيرا إلى أن البارونة تونغ اتهمت بأنها لم تنتقد الرجل الذي لم تحدد هويته، وقالت لاحقا إنها لم تسمع بشكل كامل تبجحه.
وبحسب ماكرينان، فإن حزب الليبراليين الديمقراطيين قرر تعليق عضوية البارونة حتى يتم التحقيق في المناسبة، وهو ما قادها إلى الإعلان عن استقالتها من الحزب، في الوقت الذي أبعد فيه مركز العودة الفلسطيني نفسه عن التعليقات، وقال إن التعليق قام به عضو من حركة ناطوري كارتا، التي تعارض قيام إسرائيل؛ باعتبار أن الأمر يعارض التعاليم التوراتية.
وتنوه الصحيفة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، طالب بريطانيا بالاعتذار قبل حلول المئوية على وعد بلفور، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي في نيويورك، وقال في خطابه: "ندعو بريطانيا ونحن نقترب من المئوية الأولى على الوعد السيئ الذكر، إلى استخلاص الدروس المهمة، وتحمل المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والأخلاقية لتداعيات الوعد، بما في ذلك
الاعتذار للفلسطينيين على النكبة، والمأساة، والظلم الذي تسبب به الوعد، وأن تقوم بتدارك هذه الكوارث وعلاج تداعياتها، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية"، وهو أقل ما يمكن أن تفعله بريطانيا العظمى.
ويورد التقرير أنه جاء في بيان أرسله المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، أن الحكومة لا تعتذر عن "بيانات تاريخية"، وقال: "كان إعلان بلفور بيانا تاريخيا، ولن تعتذر عنه الحكومة البريطانية، ونحن نركز على تشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين لاتخاذ الخطوات التي تقربهم نحو السلام"، وقال إن الحكومة البريطانية تدعم حل الدولتين؛ كونه حلا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول البيان إنه "مع ذلك، فإننا نعترف بحساسيات الكثير من الناس حول وعد بلفور، وسنحتفل بالمناسبة بناء على هذا".