قدمت صحيفة "تايمز أوف
إسرائيل" الشكر لقائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وأعلنت عن إحباط سلطات الانقلاب خطة مشجعين
مصريين للاعتداء على المدرب الإسرائيلي لفريق غانا، أفرام جرانت، أثناء مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم للقارة الإفريقية بالإسكندرية (شمالا)، يوم 13 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم.
وسادت حالة من الرضا بين السلطة في مصر و"إسرائيل"، منذ انقلاب 2013. ووصف السيسي، من منصة الجمعية العامة الأمم المتحدة، في 20 أيلول/ سبتمبر 2016، السلام المصري الإسرائيلي بـ"التجربة الرائعة". وفي أيار/ مايو الماضي، قال السيسي إن تحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين و"إسرائيل" سيتيح إقامة "سلام أكثر دفئا" بين القاهرة وتل أبيب.
وتقديم الصحيفة الإسرائيلية الشكر للسيسي لم يكن الأول؛ حيث قدمته تل أبيب مرارا له، وأطلق مسؤولون ومحللون إسرائيليون وصلات من الغزل تجاهه، في مواقف متعددة، ترصدها "عربي 21"، في التقرير التالي:
شُكر شُكري
إثر مشاركة وزير خارجية مصر، سامح شكري، في جنازة الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، الذي أظهرته لقطات مصورة من الجنازة في حالة حزن تام، قدمت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الشكر له ولكل المصريين الذين شاركوا في الجنازة.
جهد مشكور للسيسي
وفي 21 آب/ أغسطس الماضي، امتدح وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي السيسي، ونقلت عنه صحيفة معاريف قوله: "إن السيسي شدد الحراسة على الحدود مع إسرائيل، وأقام سياجا أمنيا على الحدود الجنوبية، ويبذل جهودا واسعة لمنع اختراق المتسللين الأفارقة". كما أشاد بقتل الأمن المصري عشرات من المتسللين، واعتقال 70 آخرين، وأكد أنه "بعد جهود السيسي لم يدخل إسرائيل سوى 18 متسللا فقط".
السيسي وتغيير صورة اليهود
ووجّهت السفارة الإسرائيلية في القاهرة، في 18 تموز/ يونيو 2015، الشكر للممثلة المصرية منة شلبي، على مسلسل "حارة اليهود"، وأثنت على تشخيصها لدور الفتاة اليهودية، وقالت إن المسلسل بأكمله يمثل اليهود بطبيعتهم الحقيقية.
كما احتفلت قناة "آي24" الإسرائيلية بالمسلسل، واعتبرت أن مسلسلات رمضان 2015، التي تحدثت عن اليهود، حملت صورة إيجابية بخلاف السنوات السابقة، وأرجعت الفضل في ذلك إلى السيسي.
وقالت مراسلة القناة إن السيسي له الفضل في التحول الضخم للدراما المصرية لصالح اليهود، خاصة أنه عند ترشحه للانتخابات الرئاسية لم يخف أنه ابن حارة اليهود.
يوم تاريخي لـ"إسرائيل"
وقدمت "إسرائيل" الشكر لسلطات الانقلاب في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بعد أن صوت مندوب مصر لصالح منح "إسرائيل" العضوية الكاملة في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في الأمم المتحدة.
ووصفت صحيفة "معاريف" تصويت الانقلاب لصالح "إسرائيل" بـ"السابقة الأولى من نوعها"، واعتبرت أن "ما حدث هو يوم تاريخي".
كما وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الشكر لقائد الانقلاب ووزير خارجيته سامح شكري لتصويت مصر لصالح "إسرائيل" ودعمها للفوز برئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، في 14 حزيران/ يونيو الماضي، وهي المرة الأولى التي تتولى فيها "إسرائيل" رئاسة واحدة من اللجان الدائمة الست للمنظمة الدولية منذ انضمامها لها عام 1949.
وأشادت "إسرائيل" بدور الانقلاب في إقناع أربع دول عربية للتصويت لصالح "إسرائيل" لرئاسة اللجنة، على عكس رغبة المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة.
كنز استراتيجي ومعجزة لـ"إسرائيل"
ووصف المسؤول الأمني الإسرائيلي، عاموس جلعاد، في 9 تموز/ يونيو 2015، انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي بـ"معجزة لإسرائيل"، ووصفه بـ"الكنز الاستراتيجي لإسرائيل"، وهو المصطلح الذي استخدمه الوزير الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر في وصف الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال جلعاد: "لم يكن لنا ولا في أكثر الأحلام وردية أن نتوقع أن يهب جنرال ويخلصنا ويخلص المنطقة من حكم الإخوان المسلمين". وأضاف، متحدثا عن السيسي: "رجل أفعال في كل ما يتعلق بالحرب على الإسلاميين"، مؤكدا أن "صعود السيسي أبطل سيناريو الرعب الذي فزعت منه تل أبيب، من أن يقدم الإخوان على إلغاء اتفاقية كامب ديفيد".
كما وصف الحاخام يوئيل بن نون، أحد قادة المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، انقلاب السيسي بأنه "أهم معجزة حصلت لشعب إسرائيل في العقود الأخيرة". وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل جهوده في إقناع قادة الدول الأوروبية بتطبيع علاقاتهم مع السيسي.
إسرائيل شريكة وصديقة
وقدم الباحث الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، أوفير فاينتر، الشكر للسيسي، في تموز/ يونيو 2016، بسبب ما أحدثه من تغيير في المناهج التعليمية في مصر، وقال إن بلاده تشعر بالارتياح للمناهج الجديدة التي جعلت من "إسرائيل" شريكة وصديقة، وتقليل الحديث عن حرب العرب و"إسرائيل" وقضية فلسطين، كما أشار إلى شطب أي حديث عن صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من أيدي الصليبيين في المنهج الدراسي.
وامتدح فاينتر السيسي؛ قائلا: "إنه لم يعد مهتما بهذا الصراع، ورغبته بدت واضحة بعدم تصدر الصراع أولويات السياسة المصرية الخارجية".