كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، عن الاسم الثاني الأبرز في تخطيط وقيادة انقلاب 15 تموز/ يوليو، وهو "كمال
باتماز" الذي ألقي القبض عليه بالقرب من
قاعدة أقنجي الجوية، التي اتخذها الانقلابيون مقرا لهم في ليلة
المحاولة الانقلابية الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكدت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21" أن باتماز يُعد المساعد الأول لـ"عادل
أوكسوز" الذي تتهمه السلطات التركية بالتخطيط وقيادة الانقلاب؛ بناء على تعليمات من فتح الله
غولن.
وسلطت الصحيفة الضوء على الشخصيتين المذكورتين، وكشفت أن علاقة "وثيقة جدا" كانت تجمع بينهما، مؤكدة أنهما سافرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرات عديدة خلال الـ19 عاما الماضية، أولها كانت زيارة باتماز إليها في 1997، كما أن الاثنين قاما بزيارة أمريكا مرة أخرى في 1999، وتبع ذلك زيارات لهما خلال عامي 2009 و2010.
ولعل الزيارة الأبرز، التي أشارت إليها الصحيفة، هي تلك التي تمت في شهر تموز/ يوليو الماضي، أي قبل أيام من المحاولة الانقلابية، وفيها تواجد الاثنان في نفس الفترة بأمريكا، ورجعا سويا إلى
تركيا قبل يومين من الانقلاب، وهو ما يعني أنهما قاما بعرض مخطط الانقلاب على غولن وأخذ موافقته عليه، وإشارة البدء بتنفيذه، بحسب الصحيفة.
وأشارت "يني شفق" إلى أن أوكسوز قد تم إلقاء القبض عليه فجر 16 تموز/ يوليو، وهو بالقرب من قاعدة أقنجي الجوية، وعند استجوابه زعم أنه تواجد في تلك المنطقة من أجل معاينة أرض يريد شراءها، وهو ما جعل القاضي يقرر إطلاق سراحه، لافتة إلى أن السلطات التركية فتحت لاحقا تحقيقا مع هذا القاضي حول الإفراج عن أوكسوز، بعدما أثيرت حول الأول شبهات عديدة متعلقة بانتمائه لجماعة غولن.
وأضافت أن أوكسوز بات حاليا حرا طليقا، وهو المطلوب رقم واحد داخل تركيا على إثر محاولة انقلاب 15 تموز/ يوليو، ولا يُعرف مصيره، أو المكان الذي يختبئ فيه، أو هرب إليه.
وأوضحت الصحيفة أن باتماز مُعتقل في سجن سنجان، ويقطن في زنزانة منفردة، مبينة أن التحقيقات توصلت إلى أن الاسم الحركي لباتماز كان "عبدالله"، وأنه "بناء عليه انطلقت التحريات والتحقيقات من جديد؛ لمعرفة ارتباطات وعلاقات هذا الرجل، وخصوصا في الوقت الذي توصلت فيه التحقيقات إلى علاقة ثلاثة مدنيين آخرين نسقوا مع أوكسوز وباتماز، منهم مهندس اتصالات وتكنولوجيا عمل سابقا في مقر رئاسة الجمهورية؛ يُدعى هارون إيبيش".
وفي سياق متصل؛ كشفت صحيفة "أكشام" التركية، عن أن فتح الله غولن استطاع قيادة الانقلاب من خلال الاتصال المباشر بالفيديو مع أوكسوز وباتماز، وذلك في الغرفة التي تواجدا فيها بقاعدة أقنجي الجوية، حيث توصلت السلطات التركية إلى لقطات فيديو من كاميرا مراقبة؛ يظهر فيها أوكسوز وباتماز وهما يدخلان ويخرجان من هذه الغرفة.
وقالت الصحيفة إن المهندس إيبيش قام بتأسيس نظام اتصال فيديو مشفّر، بين فتح الله غولن، وبين الغرفة التي تواجد فيها أوكسوز وباتماز، مؤكدة أن "هذا يقود إلى أن غولن كان يتابع تطورات الانقلاب لحظة بلحظة، وربما يصدر التعليمات لمخططي الانقلاب".
وأضافت "أكشام" أن هذا الأمر يُفسر عرض أحد الانقلابيين على قائد الأركان خلوصي أكار، القيام باتصال مباشر مع غولن؛ من أجل أن يقنعه بقيادة الانقلاب، وبأن هذا الأمر فيه خير للشعب والأمة، وذلك بعد اقتياد أكار إلى قاعدة أقنجي الجوية، ولكنه رفض ذلك رفضا قاطعا.