بفتور بارز يهتم
الفلسطينيون بمجريات اللانتخابات الأمريكية و مخرجات رئيسها نظرا لخيبة أملهم الطويلة من الإدارات المتعاقبة ، ومع ذلك فهم يتطلعون لفوز من يعتقدون أنه أقل ضررا على القضية الفلسطينية .
ففي
استطلاع للرأي أظهره المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي ونشر اليوم الاثنين لعينات من غزة والضفة ، أظهرت النتائج تأييد 40% من المستطلعة آراؤهم لانتخاب هيلاري
كلينتون، في حين أيد 17.7%رونالد
ترامب، وامتنع 42.3% عن التصويت.
وقال 43.1% من الممتنعين عن التصويت ، إنهم امتنعوا بسبب التزام المرشحين بأمن إسرائيل ومصالحها والدفاع عنها، وأوضح 6.1% أن امتناعهم جاء نتيجةً لإسقاط حلّ الدولتين من برنامج المرشحين، و6.5% لتعهد المرشحين بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس كعاصمة موحَّدة لدولة إسرائيل، فيما اعتبر 13.5% امتناعهم لكرهِ المرشحين للإسلام والمُسلمين، و11% لافتقارهم إلى فهم العلاقات الدولية والقانون الدولي والاقتصاد العالمي، و10% بسبب شخصيتهم وعدم أهليتهم لمنصب الرئيس، و9.8% أجابوا "لا أعرف".
ورداً عن سؤال "إلى أي مدى حسب اعتقادك ستتغير السياسة الأمريكية إزاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في حالة فوز هيلاري كلينتون كمرشحة عن الحزب الديمقراطي في إنتخابات الرئاسة القادمة؟"، رأى 4.2% من المستطلعة آراؤهم أن السياسة الأمريكية ستتغير كثيراً إزاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في حالة فوز هيلاري كلينتون كمرشحة عن الحزب الديمقراطي في إنتخابات الرئاسة القادمة، في حين قال 31.5% إنها ستتغير بعض الشيء، واعتبر 28.5% أنها ستتغير بمقدار بسيط، ورأى 28.3% أنها لن تتغير على الإطلاق، في حين ردّ 7.5% بـ "لا أعرف.
يتحركون بدافع الخوف
ورأى 3.1% من المستطلعة آراؤهم أن السياسة الأمريكية ستتغير كثيراً إزاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في حالة فوز دونالد ترامب كمرشح عن الحزب الجمهوري في إنتخابات الرئاسة القادمة، في حين قال 25.4% إنها ستتغير بعض الشيء، واعتبر 26.1% أنها ستتغير بمقدار بسيط، ورأى 33.3% أنها لن تتغير على الإطلاق، في حين ردّ 33.3% بـ "لا أعرف.
وفي تعليقه على الاستطلاع اعتبر الدكتور ابراهيم علوش المحلل السياسي والخبير في الشئون الأمريكية أن الفلسطينيين " لا ناقة لهم ولا جمل في دعم أي من المرشحيين الرئاسيين الامريكيين اللذين يمثلان المؤسسة الحاكمة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا" .
وأشار علوش في تصريح خاص لـ "
عربي21" أن "هيلاري كلينتون معادية للقضية الفلسطينية ومصطفة مع اسرائيل وتحظي بدعم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وخطابها أدنى من سقف أوباما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهو سقف متهاوي أصلا" .
وفيما يتعلق بترامب أشار أنه يمثل الحرس القديم في المؤسسة الحاكمة وشرائحه البرجوازية الأمريكية المتضررة من تأثيرات العولمة وهو بدروه شخص عنصري معادي للأقليات وعلى رأسها العرب والمسلمين .
وأكد أن العرب اللذين يميلون لفوز كلينتون ضد ترامب يتحركون بدافع الخوف على مصالحم في الولايات المتحدة والأمر لا علاقة له بالموقف من القضية الفلسطينية معتبرا " أن موقف ترامب عل الصعيد الدولى أفضل قليلا بالنسبة للعرب من كلينتون بالرغم من عنصريته على الصعيد الداخلي الأمريكي".
بين سئ وأسوأ
وشدد علوش "هذه الانتخابات لا تعنينا تماما كانتخابات الكيان الاسرائيلي حيث الخيارات ما بين سئ وأسوأ" ؛ مشيرا أن نتيجة التصويت الفلسطيني المؤيد لكلينتون يأتي مدفوعا بالخوف من عنصرية ترامب الذي يهاجم العرب والمسلمين ؛ وسببها الآخر أن الادارة الامريكية "الديمقراطية" هي من الجهات الداعمة للسلطة الفلسطينية ولديها نفوذ من خلال المنظمات غير الحكومية فالعرب يميلون مع الديمقراطيين بسبب الموقف من الاقليات أيضا" .
وفيما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية القادمة من القضية الفلسطينة قال علوش "أعتقد أن الادارة الجديدة ستكون في مأزق بالنسبة للعلاقة مع اليمين المتطرف في اسرائيل لأنه يتعامل مع الحساسيات الدينية باعتبارها أولوية أولى ما يصعب لعبة الاستمرار في التفاوض وتحريك عجلة ما يسمى بالتسوية السلمية " .
وقال " لا نستطيع تجاهل تأثير اللوبي الصهيوني في الشأن الداخلي الأمريكي الذي يؤثر كثيرا على مخرجات السياسة الأمريكية فيما يتعلق بمنطقتنا ".