أعلن تيار حركة
فتح في غزة؛ عن تنظيم مهرجان الجمعة لإحياء الذكرى الثانية عشرة لوفاة الرئيس الفلسطيني،
ياسر عرفات، في حين نفى مسؤولون في الحركة برام الله، أي علاقة للحركة بمهرجان غزة، مؤكدين أن مهرجانا مركزيا سيقام في رام الله.
وجاء إعلان الحركة في غزة عن المهرجان غرب غزة؛ عبر بيان أصدرته الأحد، ودعت "الجماهير الفلسطينية" للمشاركة في هذه الفعالية.
وتأتي الذكرى هذا العام؛ في وقت تشهد فيه الحركة حالة من
الانقسام الواضح بين تيار الرئيس عباس والقيادي المفصول من الحركة محمد
دحلان، وهذا أكدته القرارات التي أصدرها عباس بحق الأخير، آخرها رفع الحصانة البرلمانية عن دحلان، كنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وفصل كل من يثبت موالاته لدحلان بتهمة "التجنح".
وكان عضو المجلس الثوري للحركة ومفوض العلاقات العامة، فيصل أبو شهلا، قد أعلن يوم 29 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن "الحركة لا تنوي إقامة أية فعاليات لها في ذكرى وفاة الرئيس أبو عمار في غزة"، ليؤكد الإعلان المضاد في غزة حالة الانقسام التي تعيشها الحركة.
"أمر لا نقبله"
من جانبها، أكدت نعيمة الشيخ علي، النائبة عن حركة فتح المحسوبة على "التيار الإصلاحي"، وفق ما يسمي أنصار دحلان أنفسهم، أن "تيار الحركة في غزة قرر إقامة مهرجان لإحياء ذكرى وفاة أبو عمار بعد أن تخلت القيادة الفتحاوية في رام الله عن غزة، ونسيانها لها حتى بوفاة مؤسس الحركة أبو عمار، وهذا أمر لا نقبله".
وأضافت لـ"
عربي21": "هذه الفعالية ستكون ردا على المؤتمر الإقصائي السابع الذي ستعقده القيادة في رام الله أواخر الشهر الجاري".
وأردفت أن الحركة سترسل الثلاثاء؛ دعوات لكافة الفصائل الفلسطينية للمشاركة في هذه الفعالية، "وسنرسل بها رسائل الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، ورفض قرارات فصل النواب ورواتب الموظفين الذي اتخذها الرئيس في الفترة الأخيرة"، كما قالت.
ويشكل ملف وفاة عرفات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 أحد أسباب الصراع في حركة فتح، وخصوصا بين عباس ودحلان، حيث يتهم كل منهما الآخر بالتسبب في إصابته بمرض غامض أدى لوفاته.
أجندة خارجية
من جانبه، أكد أبو شهلا أنه "لا علاقة للحركة بأي نشاط في غزة إحياء لذكرى وفاة الرئيس أبو عمار، واصفا الدعوات التي خرجت بهذا الصدد أنها لا تمثل الحركة بأي صلة".
وأضاف في حديث لـ"
عربي21" أن المهرجان المركزي بهذه الذكرى سيقام في مقر المقاطعة في مدينة رام الله يوم الخميس المقبل، واصفا الدعوات التي خرجت من غزة بأنها تحمل "أجندة خارجية"، تهدف لنزع الشرعية عن الرئيس
محمود عباس، وفق قوله.
رسائل دحلان
وفي قراءة لهذه التطورات التي تعيشها الساحة الفتحاوية، قال الكاتب والمحلل السياسي من غزة، مصطفى الصواف، إن "رفض تيار دحلان قرارات مركزية الحركة يؤكد أن الحركة تعيش حالة الانقسام والشرخ الواضح في جهازها التنظيمي والمؤسساتي"، خصوصا بعد أن "قام الرئيس عباس بفصل عناصر ونواب الحركة الموالين لدحلان، مما قد يساعد الأخير على تبني مطالبهم وتكوين قاعدة جماهيرية تلتف حوله يسعى من خلالها لإصلاح الحركة"، وفق تقديره.
وأضاف الصواف لـ"
عربي21" أن دحلان سيسعى من خلاله هذه الفعالية إلى رسم جزء من استراتيجيته القادمة وتوصيل رسائل للفصائل الفلسطينية، وخصوصا حركة حماس التي تدير شؤون القطاع وحركة الجهاد الإسلامي، عن استعداده للعمل معهم بشكل جدي، في المرحلة القادمة سعيا منه ليكون لاعبا مؤثرا في المشهد السياسي الفلسطيني لاحقا"، بحسب تحليله.