قال ضباط عراقيون مشرفون على العمليات في معركة
الموصل إن قواتهم تستعد للتقدم نحو
مطار الموصل على الطرف الجنوبي للمدينة لزيادة الضغط على
تنظيم الدولة الذي تعرضت دفاعاته للاختراق شرق الموصل.
ويقول الضباط إنهم يخططون لاستئناف تقدمهم شمالا بمحاذاة الضفة الغربية لنهر دجلة نحو المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وتقبع تحت سيطرة التنظيم منذ عامين.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على الموصل تمكن التحالف المؤلف من نحو 100 ألف مقاتل من تطويق المدينة بالكامل تقريبا لكن القوات لم تدخل إلا إلى عدد قليل من الأحياء في شرقها.
وقال اللواء ثامر الحسيني قائد قوات الشرطة الخاصة إن القوات بحاجة لوضع المزيد من الضغط على "العدو" في مناطق مختلفة وأضاف أنهم بصدد استئناف العمليات خلال يومين.
وقال المقدم ضياء مظهر من قوات التدخل السريع أيضا إن الهدف هو منطقة مطلة على مطار الموصل الذي أعلنه التنظيم منطقة غير صالحة للاستخدام لمنع مهاجميها من استخدامه كموقع لانطلاق عملياتهم.
وقال ضباط في الجيش إن عناصر التنظيم وضعوا جدرانا خرسانية على المدرج لمنع الطائرات من الهبوط في المطار.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة ستراتفور للمعلومات المخابراتية أن عناصر التنظيم حفروا خنادق عميقة في مدارج المطار ودمروا المباني لضمان أن المناطق مكشوفة أمام المدافعين لمنع القوات المتقدمة من استخدام منشآت المطار وحظائر الطائرات.
هدم كنيسة الساعة
وفي السياق ذاته قال مصدر أمني عراقي إن تنظيم الدولة الإرهابي شرع بهدم كنيسة اللاتين أو كنيسة "الآباء الدومنيكان" والتي تعرف كذلك شعبيا بـ"كنيسة الساعة" وسط مدينة الموصل شمالي العراق.
وأوضح الرائد محمد عبد العزيز من وكالة المعلومات الوطنية (الاستخبارات الداخلية) نقلاً عن مصادره الأمنية التي مازالت داخل المدينة، إن "التنظيم طوق مساء أمس الأربعاء كنيسة الساعة وأغلق جميع الطرقات المؤدية إليها وقام بنقل محتوياتها وأثاثها بواسطة عرباته الخاصة إلى جهة مجهولة".
وأضاف الضابط العراقي أن التنظيم استقدم آليات حفر عملاقة استولى عليها من مديرية بلدية الموصل إبان سيطرته على المدينة قبل عامين وبدأ بأعمال الهدم.
وتابع أن عناصر التنظيم منذ صباح اليوم يواصلون أعمال الهدم وقد وصلوا حتى ساعات الظهر لإنجاز نصف "المهمة الإجرامية"، على حد وصفه.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد شهر على سيطرته على الموصل، نشر تنظيم الدولة بياناً خاصاً بوضع المسيحيين من أهالي المدينة عبر منشورات ورقية ومكبرات الصوت لأجل تخييرهم ما بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو القتل، ولاحقا استبدل البيان بآخر يخيّرهم فيه بين المغادرة أو القتل، ومنحهم مدة 24 ساعة للمغادرة.