لجأ نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي؛ للعديد من الوسائل لإجهاض تظاهرات الجمعة (11/11)، التي تمت الدعوة إليها تحت شعار "
ثورة الغلابة".
وكانت حركات غير معروفة ونشطاء قد دعوا إلى تظاهرات؛ للتنديد بتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، تحت شعار "ثورة الغلابة"، ولاقت دعوتهم انتشارا واسعا بين
المصريين، قابلها استنفار غير مسبوق بين أجهزة الأمن لقمعها.
تهديد ووعيد
وقبيل موعد التظاهرات، أعلنت وزارة الداخلية اتخاذ إجراءات أمنية مشددة تحسبا لهذه التظاهرات، وأجرى المحافظون ومديرو الأمن جولات ميدانية تفقدوا خلالها تأمين الميادين والمنشآت الحيوية، وأكدوا استعدادهم للتصدي لأي محاولة للخروج على القانون أو ارتكاب أعمال عنف.
ورصدت "عربي21" تشديد الإجراءات الأمنية حول أقسام الشرطة والسجون. وقالت تقارير صحفية إنه نقل المئات من المحتجزين من الأقسام إلى السجون المركزية المؤمنة جيدا، كما قام خبراء المفرقعات بالقاهرة والجيزة بتمشيط وتفتيش محيط المنشآت العامة والوزارات والسفارات للتأكد من عدم وجود متفجرات بمحيط تلك الأماكن.
وأكدت الداخلية أن أجهزة الأمنية ستتوخي اليقظة والحذر وتوسع دائرة الاشتباه، وستضرب بيد من حديد من يفكر في زعزعة الأمن، موضحة أن القوات الخاصة والمجموعات القتالية المزودة بأسلحة متطورة ستتواجد في الشوارع لحفظ الأمن وتأمين المنشآت الحيوية والتصدي لأي إخلال بالأمن.
وحملت تصريحات المسئولين تهديدات صريحة للمتظاهرين بقمعهم، منها ما قاله اللواء خالد أبو الفتوح مدير أمن المنوفية الذي أكد أن من يحاول التظاهر دون ترخيص أو إثارة الشغب لا يلومن إلا نفسه.
أسلحة ثقيلة ومتفجرات
كما زعمت الداخلية أن جماعات إرهابية تستعد لارتكاب أعمال عنف يوم الجمعة، وأعلنت في بيان لها يوم الخميس ضبط أسلحة ثقيلة ومواد لتصنيع المتفجرات في وكر بمحافظة الفييوم لاستخدامها في تظاهرات 11/11.
وألقت أجهزة الأمن بالغربية القبض على 15 شخصا مساء الخميس واتهمتهم بالدعوة لتظاهرات 11/11 وتوزيع منشورات تحث المواطنين على المشاركة في "ثورة الغلابة".
شائعات حظر التجول
وكانت شائعات قوية قد سرت منذ صباح الخميس بأن الحكومة ستفرض حظرا للتجول في البلاد عشية التظاهرات، في محاولة لبث حالة من الخوف لدى المواطنين، بحسب مراقبين.
وبعد مرور ساعات طويلة على هذه الشائعة، نفى مجلس الوزراء مساء الخميس فرض حظر التجوال، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل طبيعي في البلاد ولا داعي لاتخاذ هذا القرار.
تخفيضات كبرى
وفي محاولة لجذب المواطنين وصرفهم عن المشاركة في التظاهرات، أعلنت العديد من المتاجر الكبرى والمدن الترفيهية عن تخفيضات كبيرة في أسعارها.
ولمواجهة هذا المخطط، أعلنت صفحة "ثورة الجياع على فيسبوك" أن أماكن التجمع لتظاهرات (11/11) هي أمام المتاجر الكبرى والمجمعات التجارية.
ديكورات الجزيرة
وفي ذات السياق، قالت صحيفة "اليوم السابع" في تقرير لها الخميس، إن قناة "الجزيرة" القطرية جهزت ديكورات ضخمة تشبه الشوارع المصرية ليتم تصوير مشاهد تمثيلية فيها لاشتباكات بين الشرطة، والمتظاهرين بالاستعانة بمئات الممثلين المأجورين، حتى يتم إذاعتها وكأنها تظاهرات حقيقية المدن المصرية ضمن فعاليات "ثورة الغلابة".
وأضافت الصحيفة الخميس أن الجزيرة ستعيد أيضا إذاعة مشاهد قديمة من ثورة كانون الثاني/ يناير 2011 وكأنها بث مباشر من الميادين لتظاهرات 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، لتشويه صورة مصر وتحريض المواطنين على النزول للشوارع، في إطار مؤامراتها ضد البلاد، حسب قولها.
شائعات إلغاء الثورة
ونشرت صحف ومواقع مؤيدة لنظام الانقلاب، الخميس، شائعات بأن الحركات الداعية للتظاهرات وجماعة الإخوان المسلمين؛ قررت إلغاء "ثورة الغلابة" بعد فشلها في حشد المواطنين للمشاركة بها، خاصة عقب خسارة هيلاري كلينتون لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي أربكت خطط واستراتيجيات الإخوان في الوقت الراهن، وفق زعم هذه الشائعات.
لكن "حركة ثورة الغلابة" نفت إلغاء دعوتها للتظاهر، قائلة في بيان لها على صفتها على فيسبوك الخميس؛ إن هذه الشائعات تهدف إلى صرف الناس عن المشاركة في فعاليتها.
وعلى الرغم من إصدار جماعة الإخوان المسلمين؛ بيانا يوم الخميس أكدت فيه مشاركتها في التظاهرات، إلا أن وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب ظلت طوال الساعات الماضية تؤكد عدم مشاركة الإخوان في الفعاليات.
إلغاء محاضرات الجامعات
وخوفا من انضمام الطلاب للتظاهرات، قررت الجامعات المصرية المختلفة إلغاء محاضرات طلاب التعليم المفتوح المقرر لها يوم الجمعة، لدواع أمنية، كما منعت إجازات الأمن الإداري بكل الجامعات؛ حتى يشاركوا في التصدي للتظاهرات وتأمين الجامعات من الداخل.
كما أغلقت المدن الجامعية أبوابها وأجبرت الطلاب على إخلائها صباح الخميس على أن تكون عودتهم يوم الأحد المقبل.
غلق محطة السادات
وكما اعتاد المصريون طوال السنوات الثلاث الماضية قبل أي تظاهرات متوقعة، أعلنت السلطات غلق محطة أنور السادات لمترو الأنفاق يوم الجمعة، والتي توجد أسفل ميدان التحرير لدواع أمنية.