تواصل القوات
العراقية تقدمها في شرق الموصل، وقد وصلت إلى حي الزهراء، تزامنا مع تشكل سحب ضخمة من الدخان المتصاعد فوق المناطق السكنية، عقب قتال عنيف مع
تنظيم الدولة.
وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة (دفاع وداخلية عراقية) في بيان إن "قوات الفرقة التاسعة تمكنت من تحرير قرية تل عاكوب من عناصر تنظيم الدولة ثم تقدمت باتجاه قريتي السلامية والحاوي شمال الزاب وقامت بمحاصرتهما".
من جهته، قال جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، إنه سيطر على حي الزهراء بعدما طرد مقاتلي التنظيم.
وواجهت القوات العراقية مقاومة شرسة من التنظيم على مدى أيام، وشن مفجرون انتحاريون وقناصة هجمات ونصبوا الأكمنة.
وتقود القوات الخاصة التابعة للجهاز الحكومي، عملية الموصل، وهي جزء من قوة قوامها مئة ألف شخص من الجيش وقوات الأمن ومقاتلي البيشمركة الكردية ومقاتلي الحشد الشعبي، تهدف إلى طرد تنظيم من أكبر مدينة تحت سيطرته في العراق أو سوريا.
وسيطرت القوات العراقية سابقا على قرية
نمرود الأثرية التي تركها التنظيم وراءه أطلالا.
وأقدم التنظيم بعد سيطرته على المنطقة من ضمن الأراضي الشاسعة التي اجتاحها في العام 2014، على تجريف ما تبقى من الموقع الأثري.
ويقف علي البياتي فوق بقايا تمثال الثور المجنح العملاق الذي كان يحمي موقع نمرود الأثري القديم، بحسب الأسطورة، قبل أن يجتاح تنظيم الدولة المنطقة.
ويقول المسؤول المحلي: "عندما كنا نأتي إلى هنا في السابق، كنا نتخيل كيف كانت الحياة" في ذلك العصر، "لكن الآن لم يبق أي شيء".
ويعتبر موقع نمرود التاريخي، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وأحد أشهر المواقع الأثرية في العراق.
ونشر التنظيم الجهادي شريط فيديو العام الماضي، يظهر مقاتليه وهم يفجرون ما تبقى من القصر الشمالي الغربي الشهير، ويحطمون المنحوتات الحجرية في الموقع، مبررين ذلك بأنها مخالفة للشريعة.
وكانت منظمة "يونيسكو" دانت تدمير الموقع ضمن عمليات ممنهجة للتنظيم ضد المواقع الأثرية، معتبرة أنها ترقى إلى جريمة حرب.