قال نشطاء سوريون إن
الوحدات الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، احتجزت خلال الأيام الثلاثة الماضية، أعدادا من أهالي ريف
الرقة، وذلك عقب السيطرة على قراهم بعد انسحاب
تنظيم الدولة منها.
وقال الناشط الإعلامي خليل رمضان، في حديث خاص لـ"
عربي21"؛ إن قوات الحماية الكردية "تحتجز داخل مؤسسة الأقطان في منطقة عين عيسى، المئات من أهالي قرى ريف الرقة، وسط ظروف إنسانية بالغة السوء، حيث اشترطت على الأهالي وجود كفيل كردي كشرط أساسي لإخلاء سبيلهم والسماح لهم بالبقاء في منازلهم أو التنقل بحرية في المناطق التي تسيطر عليها"، مشيرا إلى أن الوحدات الكردية تتذرع، بـ"الإجراءات الأمنية التي تقوم بها في إطار المخاوف من وجود خلايا نائمة للتنظيم بين صفوفهم".
واتهم رمضان المليشيات الكردية بالقيام بعملية "نهب واسعة للمنازل والممتلكات الخاصة، حيث تم توثيق سرقة عشرات المنازل في قرية لقطة شمالي الرقة، بعد احتجاز قسم من أهلها ومغادرة القسم الآخر إلى مناطق تقع ضمن مناطق سيطرة التنظيم، كما تم تدمير خزانات مياه الشرب في قريتي الكالطة والعبارة لمنع السكان الأصليين من العودة لها"، وفق تأكيده.
وأكد رمضان ازدياد حركة نزوح الأهالي في ريف الرقة بسبب كثافة قصف طيران التحالف الدولي لمناطق سيطرة تنظيم الدولة، إضافة إلى قصف مدفعية الوحدات الكردية "بشكل عشوائي" للأماكن السكنية، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين المدنيين، وصل عددهم إلى أكثر من 23 مدنيا في قرية الهيشة، كما راح ضحية قصف طيران التحالف الدولي شخصان من قرية الشيخ حسن أثناء محاولتهما النزوح، وفق قول رمضان.
وأشار رمضان إلى أن اشتداد القصف من قبل الوحدات الكردية والتحالف الدولي على قرى ريف الرقة؛ أجبر عشرات العائلات على نصب خيام خارج قراهم؛ بغية تجنب القصف، وسط فقدان المواد الغذائية والماء.
من جانبه، قال أبو محمد الرقاوي، وهو قائد عسكري سابق في قوات
سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري؛ إن "الوحدات الكردية تسعى عقب أي تقدم جديد في قرى ريف الرقة الشمالي إلى ضم الشبان العرب الذين يقطنون فيها إلى قواتها لسد النقص الكبير ضمن صفوفها، ولتغطية المساحات الشاسعة التي تسيطر عليها، الأمر الذي تسبب خلال الفترة الماضية في عدة اختراقات من قبل عناصر تنظيم الدولة"، وفق قوله.
وأضاف الرقاوي لـ"
عربي21"؛ أن "الوحدات الكردية تنتهج نفس الأساليب التي اتبعتها بريف حلب الشرقي، وكان آخرها في مدينة منبج وريفها، حيث يضع مسؤول حزب الاتحاد الديمقراطي الأهالي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما انضمام أبنائهم ضمن صفوف قواتها تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" بهدف حماية منازلهم من تنظيم الدولة أو مغادرة قراهم.
وأشار الرقاوي إلى أن الاعتقالات الأخيرة على يد الوحدات الكردية؛ جاءت ضمن "عملية فرز للأهالي، حيث ستسمح للذين وافقوا على الانخراط في صفوفها بالعودة إلى منازلهم وتقوم بتسلحيهم تحت مسمى قوات سوريا الديمقراطية، بينما ستطرد القسم الآخر خارج حدود المناطق التي تسيطر عليها بشمال سوريا"، وفق قوله.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية؛ كانت قد أعلنت في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عن بدء عملية عسكرية تحت مسمى "غضب الفرات"، بغية السيطرة على ريف الرقة الشمالي، وعزل المدينة وقطع خطوط إمداد تنظيم الدولة إليها، حيث تواصل تقدمها على عدة محاور، بدعم جوي مباشر من مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.