تمكن الجيش
العراقي وقوات مكافحة الإرهاب من التوسع داخل مدينة
الموصل، معقل
تنظيم الدولة، كما تمكنت مليشيا "بدر"، التابعة لمليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية، من السيطرة على مطار تلعفر، وسط تعهدات من التنظيم بشن مزيد من الهجمات الانتحارية.
واقتحم جهاز مكافحة الإرهاب منطقة التحرير على المشارف الشمالية الشرقية للموصل، آخر مدينة كبيرة تحت سيطرة تنظيم الدولة بالعراق.
ويتراجع مسلحو تنظيم الدولة بشكل سريع من مناطق حول الموصل، إلى داخل المدينة، منذ بدء المعركة في 17 تشرين الأول/ أكتوبر بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال الفريق عبد الوهاب الساعدي، من جهاز مكافحة الإرهاب إن التقدم بطيء بسبب وجود المدنيين، مشيرا إلى أن قوات الجهاز التي دربتها الولايات المتحدة تسعى "لتطهير" بقية المنطقة خلال اليوم.
وبينما دخلت الحملة شهرها الثاني، ما زالت قوات الحكومة العراقية تقاتل في أكثر من 12 من نحو 50 حيا في الجانب الشرقي من الموصل التي يقسمها نهر دجلة ويمر عبر وسطها.
"بدر" تسيطر على مطار تلعفر
وأعلنت "قوات بدر"، المنضوية في مليشيات الحشد الشعبي، الجمعة، تطهير مطار تلعفر غرب الموصل والقرى المحيطة به بالكامل.
وقال إعلام القوات في بيان إن "قوات بدر تمكنت، اليوم، من إكمال تطهير مطار تلعفر والقرى المحيطة به"، مضيفا أن "عملية التطهير أسفرت عن قتل العشرات من عناصر داعش المحاصرين داخل المطار والاستيلاء على كميات من الأسلحة الثقيلة والعجلات".
وكان هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الحشد الشعبي، قال الخميس، إنه سيتم "اتخاذ مطار تلعفر منطلقا لتحرير ما تبقى بيد تنظيم الدولة"، رغم تأكيد التحالف عدم مشاركة مليشيات الحشد الشعبي في معارك السيطرة على الموصل، خشية من الانتهاكات والمجازر الطائفية.
اقرأ أيضا: أمير "الحرب" بتنظيم الدولة يتحدث عن معركة الموصل ويتوعد
دخول حي القادسية
وفي سياق متصل، يستعد الجيش العراقي لاقتحام حي القادسية الأولى في الموصل، ويحاول التقدم باتجاه نقاط جديدة تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة، حيث قال قيادي في قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية، إن "داعش فقد قوته للدفاع عن نفسه"، بحسب تعبيره.
وقالت شبكة "روداو" الكردية، نقلا عن الفرقة الذهبية العراقية في حي الزهراء، بداخل الموصل، إن "القوات العراقية تستعد لاقتحام حي القادسية الأولى، لطرد داعش منه"، مضيفا أن تنظيم الدولة "فجر، الجمعة، سيارة مفخخة لإعاقة تقدم القوات العراقية نحو الأمام"، لافتا إلى أن "السيارة أسفرت عن تدمير غالبية المنازل المحيطة بالموقع".
وتشير تقديرات الجيش العراقي إلى وجود ما بين 5 و6 آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل، كما يواجههم تحالف قوامه 100 ألف من أفراد القوات الحكومية العراقية والمقاتلين الأكراد والفصائل الشيعية المسلحة.
معركة طويلة
وأحجمت السلطات العراقية عن تحديد جدول زمني لاستعادة المدينة بالكامل، لكن من المرجح أن تستمر لشهور. ونفذ المتشددون موجات من الهجمات على القوات المتقدمة، وهو ما اضطرها لخوض معارك شوارع عنيفة في شوارع ضيقة ما زالت مليئة بالسكان.
ولم تنشر السلطات العراقية إجمالي عدد القتلى والمصابين الذين سقطوا في حملة الموصل سواء من قوات الأمن أو المدنيين أو مقاتلي تنظيم الدولة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 59 ألف شخص نزحوا نتيجة القتال وانتقلوا من قرى وبلدات حول المدينة إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال سكان وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنه في بعض الحالات تم فصل الرجال الذين يسمح سنهم بالقتال عن تلك المجموعات وإعدامهم بينما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، أن أكثر من 300 من رجال الشرطة السابقين قتلوا الشهر الماضي ودفنوا في مقبرة جماعية قرب بلدة حمام العليل جنوبي الموصل.