تخللت معارك متقطعة اليوم الثاني من هدنة لـ48 ساعة في
اليمن أعلنها
التحالف العربي بقيادة
السعودية، مؤكدا الأحد انه لن يمددها الاثنين في حال استمرت "الانتهاكات" من جانب الحوثيين.
ولم تتعرض صنعاء التي يسيطر عليها
الحوثيون لأي غارات جوية منذ بدء سريان
الهدنة ظهر السبت.
لكن مناطق أخرى شهدت مواجهات على غرار ميدي في شمال غرب البلاد حيث خلفت المعارك سبعة قتلى هم أربعة متمردين وثلاثة عناصر في القوات الحكومية وفق مسؤول عسكري يمني.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي اللواء الركن احمد عسيري إلى أعمال عنف أيضا في تعز (جنوب غرب) ثالث مدن البلاد حيث "لا يزال يسجل إطلاق نار (من الحوثيين) على السكان"، مؤكدا انه "لم يتوقف".
وأفاد مصدر طبي أن قسم غسل الكلى في المستشفى العسكري في تعز (شرق المدينة) أصيب واندلعت فيه النيران، محملا الحوثيين مسؤولية القصف.
وأصيب ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال مساء بصواريخ أطلقها الحوثيون على وسط تعز، وفق مصادر عسكرية وطبية.
وقال الحوثيون إن الصواريخ استهدفت قاعدة عسكرية في نجران بجنوب المملكة ردا على القصف السعودي لقرى يمنية على الحدود.
وفي المحصلة، قتل 18 مدنيا وأصيب 27 آخرون في محافظة تعز منذ بدء الهدنة. وأفادت لجنة عسكرية حكومية في بيان مساء أن 195 انتهاكا للهدنة من جانب المتمردين سجل في هذه المحافظة.
وكان عسيري اتهم المتمردين بانتهاك الهدنة 180 مرة في الساعات العشر التي أعقبت بدء سريانها.
وأورد مسؤول عسكري يمني أن طيران التحالف العربي رد في محافظة مأرب (وسط) على إطلاق صواريخ من جانب الحوثيين، مستهدفا العديد من مواقعهم في سروة.
والصواريخ التي أطلقت فجرا تم اعتراضها ولم تسفر عن ضحايا، لكن التحالف أعلن انه يحتفظ بحق الرد على "انتهاكات" الهدنة.
وسئل عسيري عما إذا كان التحالف يعتزم تمديد الهدنة الاثنين، فقال "إذا كان هناك وقف كامل للانتهاكات (من جانب المتمردين) سيكون هناك تمديد. إذا لم يتوقفوا فسيكون هناك انتهاك مباشر لشروط وقف إطلاق النار".
"وضع كارثي"
أدى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من سبعة آلاف شخص وإصابة زهاء 37 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام الأمم المتحدة. كما تسبب النزاع بنزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وبأوضاع إنسانية صعبة.
وهدنة السبت هي السادسة منذ آذار/مارس 2015، تاريخ بدء عمليات التحالف الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على صنعاء منذ أيلول/سبتمبر 2014.
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن الهدنة "توفر أملا جديدا في وضع تتزايد كارثيته بالنسبة إلى الأطفال".
وأشار المدير التنفيذي للمنظمة أنطوني لايك في بيان مؤرخ السبت، إلى أن النزاع في اليمن أدى إلى مقتل أكثر من ألف طفل وحرم الملايين من العناية الأساسية، وجعلهم يواجهون خطر الموت.
إلى ذلك، أشار لايك إلى أن 1,5 مليون طفل يعانون سوء تغذية حادا في ظل تراجع كميات المياه والغذاء المتوافرة، مع تزايد في حالات الكوليرا والحصبة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن الثلاثاء من أبو ظبي عن موافقة المتمردين والتحالف على وقف لإطلاق النار كان من المقرر أن يبدأ الخميس. إلا أن الحكومة اليمنية أكدت في حينه أنها "لا تعتبر نفسها معنية" بالاتفاق.
إلا أن مصدرا مقربا من الرئيس اليمني أفاد السبت بأن "ضغوطا دولية مورست من اجل هدنة واستئناف مفاوضات السلام".
وقبل ذلك بثلاثة أيام رفضت حكومة هادي إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن الأطراف المتحاربة وافقت على هدنة مفتوحة للعمل باتجاه تشكيل حكومة وحدة.
وشكت حكومة هادي من أنه لم يجر استشارتها بشأن الاتفاق الذي كشف عنه كيري في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بعد زيارة إلى سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة. وقالت إن الاتفاق لم يتطرق إلى مطالبة الحوثيين بالانسحاب من المدن التي سيطروا عليها في عام 2014.
وشكك الحوثيون بدورهم في الهدنة التي أعلنها التحالف لمدة 48 ساعة وقالوا إن هدفها هو تقويض الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في عمان الأسبوع الماضي.
وذكرت وكالة أنباء (سبأ) التي يديرها الحوثيون أن المجلس السياسي الأعلى المؤلف من الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "رحب بكل الجهود الساعية لإيقاف العدوان وفي مقدمتها جهود سلطنة عمان لإحلال السلام في اليمن".
وقال مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إن الأطراف وافقت على استئناف اجتماعات "لجنة التنسيق والتهدئة" بنشر ممثلين في جنوب السعودية.
وقال ولد الشيح أحمد إن بنود وشروط التهدئة تشمل وقفا تاما وشاملا للأنشطة العسكرية.
وكانت الجولة الأخيرة من المشاورات بين أطراف النزاع بدأت في الكويت برعاية الأمم المتحدة في نيسان/ابريل، وعلقت مطلع آب/أغسطس في ظل عدم تحقيق أي خرق جدي.