تسبب هجوم قرد على فتاة في المدرسة الثانوية، في اشتباكات قبلية شديدة دامت خمسة أيام بمدينة سبها جنوب
ليبيا، وأدت إلى مقتل 14 شخصا على الأقل وإصابة 60 آخرين بجروح.
وتعود القصة وفق ما أوردتها شبكة "سي إن إن" إلى أنه بعدما هاجم قرد أليف أصحابه من قبيلة "
القذاذفة"، فتاة في المدرسة الثانوية من قبيلة "أولاد سليمان"، وخدش وجهها ونزع حجابها، الجمعة الماضية، ردت قبيلة "أولاد سليمان" بقتل بعض الرجال من قبيلة "القذاذفة، وقتل القرد أيضا". ووفقا لتقارير محلية، لم يتأكد من صحتها.
وقال المتحدث باسم المركز الطبي في سبها أسامة الوافي: "إن المركز تلقى أكثر من 50 مصابا و14 جثة"، محذرا في الوقت نفسه من افتقار المرفق الطبي إلى الموارد الطبية للتعامل مع حالة الطوارئ.
وأكد أحد أبناء القبائل المحلية، أن "لجنة من شيوخ وعمداء الجنوب التقوا مع كلا الطرفين في محاولة لوقف القتال".
وتمثل قبيلتا "القذاذفة" و"أولاد سليمان" أقوى
الفصائل المسلحة في المنطقة وجذور عداوتهما عميقة. إذ يذكر أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الذي أطيح به من السلطة واغتيل على يد ثوار مناهضين لنظامه في عام 2011، ينتمي لقبيلة "القذاذفة"، وتاريخيا كانت قبيلة "أولاد سليمان" شديدة الاستياء من نظامه. وبعد فترة وجيزة من مقتل القذافي، اتُهم أعضاء من قبيلة "أولاد سليمان" بالتآمر للإطاحة به.
وأصدر المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" المدعومة من الأمم المتحدة في ليبيا بيانا يحث فيه كلا الطرفين على وقف إطلاق النار، معربا عن بالغ الأسف لما وقع من اشتباكات مسلحة في مدينة سبها أودت بحياة عدد من المواطنين.
ودعا المجلس الرئاسي في البيان ذاته إلى وقف فوري للاشتباكات في المدينة وناشدهم لضبط النفس وتحكيم العقل.
وأعلن المجلس عن تكليف وزير الداخلية بفتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الاشتباكات وملابساتها، كما كلف المجلس وزير الصحة بمتابعة أحوال المصابين والجرحى.
ويذكر أن أحد اهتمامات السلطات الرئيسية في جنوب ليبيا هو أن كلا من القبيلتين تدعمهما بشكل كبير جماعات مسلحة، إذ سُمعت أصوات إطلاق النار ودوي مدافع دبابات وقذائف هاون في وقت مبكر من الاثنين، ما اضطر السكان إلى البقاء في بيوتهم، وإغلاق الهيئات العامة.