أعلنت
وفود المغرب والسعودية والإمارات، الثلاثاء، انسحابها من القمة العربية-الأفريقية بغينيا الاستوائية بسبب إصرار الاتحاد الأفريقي على مشاركة وفد ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية"، في أعمال القمة.
وانطلق أمس الإثنين، اجتماع وزراء الخارجية العرب والأفارقة، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، للتحضير للقمة العربية الأفريقية الرابعة، التي تنطلق غدا الأربعاء.
وخلال اجتماع وزراء خارجية القمة المستمر لليوم الثاني على التوالي، اعترض وزير شؤون الهجرة المغربي "أنيس بيرو" ورئيس الوفد المغربي المشارك، على تواجد وفد ما يسمى بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي أعلنتها جبهة
البوليساريو في 1976، من جانب واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية.
وقال الوزير المغربي إن وفد بلاده انسحب إثر تعمد القمة مشاركة هذا الوفد، مشيرا إلى أن المغرب بذل جهودا كبيرة مع دول أخرى لحل هذا الإشكال، إلا أن بعض الدول (لم يسمها)، حالت دون ذلك.
وأضاف في كلمة له أن المغرب تنسحب من القمة حتى لا تحدث ضررا بطموحات الدولة المضيفة (إثيوبيا) التي تسعى إلى إنجاح هذا التكتل العربي الأفريقي.
بدوره أعلن السفير أحمد بن عبد العزيز قطان سفير السعودية لدى مصر والجامعة العربية، أن بلاده أعلنت انسحابها تضامنا مع المغرب.
وقال خلال المجلس الوزاري، إن السعودية تساند المغرب في انسحابها من القمة و"كل ما يمس سيادة الدولة المغربية ترفضه السعودية".
واقترح رفع علم "الصحراء" من على طاولة الدول المشاركة حتى يتم التوافق على حل لمواصلة الاجتماعات، مضيفا أن غينيا الاستوائية "لم تقدم دعوة للصحراء".
بدوره، أعلن وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي "ثاني بن أحمد الزيودي" مساندة موقفي المغرب والسعودية، وقال في كلمة خلال الاجتماع إن بلاده تضم صوتها إلى جانب المغرب والسعودية في
الانسحاب من القمة.
وفي سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي أفريقي رفيع، عن رفع جلسات أعمال المجلس، إلى وقت لاحق لم يحدد.
وقال المصدر للأناضول إن انسحاب وفود المغرب والسعودية والإمارات من القمة تسبب في "إخلال كبير بأعمال القمة مما اضطر رئيس المجلس الوزاري للقمة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي وزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، إلى رفع أعمال اجتماعات المجلس الوزاري إلى وقت لاحق لم يحدد".
وذكر المصدر أن "هذه الخلافات ستسبب في فشل القمة العربية الأفريقية الرابعة التي ستنطلق غدا في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الرؤساء في التوافد إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في أعمالها".
وأضاف أن الدول الأفريقية ستعقد اجتماعا طارئا، الثلاثاء، لبحث هذا الخلاف مع الدول العربية، وبالمثل سيعقد رؤساء وفود الدول الثلاث المغرب والسعودية والإمارات اجتماعا لبحث الأزمة وإمكانية إيجاد حل لمواصلة أعمال القمة.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاستعمار الإسباني لها، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، قبل أن يتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.
وتُصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح كحل، حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة. وكانت المملكة العربية السعودية قد تقدمت بطلب لاستضافة القمة الخامسة بالرياض في العام 2019.
وعقدت قمة الكويت (الثالثة)، عام 2013، بمشاركة 34 رئيس دولة، وثلاثة نواب رؤساء، و7 رؤساء وزراء، إلى جانب هيئات ومنظمات دولية أخرى، وفرض فيها الجانب الاقتصادي نفسه بقوة على أجندة أعمالها.
ومنذ انطلاق الدورة الأولى للقمة العربية الأفريقية، عام 1977 بالقاهرة، مرورا بدورتها الثانية في سرت الليبية عام 2010، لم تنجح
القمة العربية الإفريقية في إرساء مشروعات أو استراتيجيات حقيقية من شأنها تحقيق تواصل أو تكامل ولو جزئي بين الموارد الأفريقية البكر، وبين رؤوس الأموال العربية لاسيما الخليجية، والتي تجوب أركان العالم الغربي بحثا عن فرص استثمارية آمنة، بحسب مراقبين.