نشر رئيس تحرير صحيفة الأخبار
اللبنانية، علي الأمين، مقالا تناول فيه تحالف التيار العوني وحزب الله الأخير، موضحا أن هذا التحالف يحتاج إلى "صيانة"، وفق قوله.
وقال تحت عنوان "ارحموا تفاهم عون ونصرالله"، إن العلاقة بين
حزب الله وجمهوره، من جهة، والتيار الوطني الحر وجمهوره، من جهة أخرى، "تستوجب بعض الصيانة".
وذهب الأمين إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله سيعود ليشرح ويوضح، ويحسم الجدل، حول
ميشال عون، بأنه هو الحليف الذي لا مجال للتشكيك فيه قبل الرئاسة وبعدها.
وأضاف أن حزب الله الذي وقف إلى جانب عون لينجح في معركة الرئاسة، لن يتركه إلى أن تنجح مسيرته الرئاسية، وفق قوله.
ولكنه قال إن نصر الله قد يضطر إلى إعادة التذكير بقواعد العمل الخاصة بحزب الله؛ بالتحديد، أن التحالفات التي يبنيها مع قوى وشخصيات وجهات لا تلزمه بأي علاقات أو تحالفات تبنيها هذه القوى والشخصيات والجهات مع جهات أخرى.
وأراد الأمين من هذه التصريحات الإشارة إلى تحالف عون مع
القوات اللبنانية، معتبرا أن الجنرال كان أمام استحقاق التعاون مع "القوات اللبنانية" حين لم يحصل على دعم مسيحي كبير مرشحا للرئاسة، لا سيما بعد أن نجح خصومه في إخراج سليمان
فرنجية من دائرته.
وأضاف أن عون حرص رغم ذلك، من اليوم الأول، على إطلاع حزب الله على كل تفاصيل حواره مع "القوات"، مبينا أن علاقاته السياسية الداخلية أو الخارجية لن تكون يوما على حساب تحالفه المركزي مع حزب الله.
شروط حزب الله لتشكيل الحكومة
وعبر مقال الأمين عن مخاوف حقيقية لدى حزب الله من رئيس قوي.
وأكد موقع "جنوبية" اللبناني هذه المخاوف لدى الحزب، ونقل عن مصادر لبنانية في بيروت وصفها بـ"الموثوقة" أن "حزب الله اشترط فض التحالف بين التيار العوني والقوات اللبنانية لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة".
ونقل عن المصادر التي لم يسمها، أن حزب الله يرى أن تقرب الوزير جبران باسيل من القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع، تحكمه هواجس انتخابية، إذ يريد باسيل تأمين مقعده النيابي في البترون.
ونقل الموقع عن القيادي في تيار المستقبل، الدكتور مصطفى علوش، قوله إن "أي رئيس بخلفية سيادية يحاول أن يطغى بسلطة الدولة الشرعية، لن يتناسب مع الرؤية المرحلية لحزب الله أو الرؤية الاستراتيجية بقيادة إيران".
بري وعرقلة تشكيل الحكومة
وهاجم الأمين في مقاله بري، معتبرا أن شروط الأخير هي السبب الرئيس لعرقلة قيام الحكومة، وقال إن هاجسه هو منع أي طرف آخر، خصوصا الرئيس عون، من الحصول على حق تسمية وزير شيعي.. فهو لا يريد لأحد في الجمهورية أن يرشح شيعيا إلى الحكومة، ما لم يحظ ببركته.
ولفت إلى أن مشكلة عون مع بري، أن الأخير لم يكن يريد، من اليوم الأول، تسهيل الأمور، في ما يخص تشكيل الحكومة.
وقال الأمين: "ثمة كلام لا يقوله عون، وقد لا يتبناه، ويتعلق بطريقة إدارة الرئيس بري ملف تشكيل الحكومة، إذ إن التفويض الذي حصل عليه من نصرالله لم يكن تفويضا مطلقا وشاملا، بل كان واضحا في أنه يتعلق بالحصة الشيعية في الحكومة".
وبحسب الأمين، فإن للحزب أسبابه وحساباته من هذا التفويض. لكن بري الذي حاول تركيب جبهة نيابية واسعة معارضة لانتخاب عون، تصرف على أنه يمثل هذه الجبهة في ملف تشكيل الحكومة.
وقرأ رئيس تحرير صحيفة "الأخبار"، أن بري لم يقاتل فعليا لإقناع الحريري برفع عدد الوزارات إلى ثلاثين. فهو يعرف أن من أرادهم حلفاء له في الكتلة النيابية، لن تكون أمامهم فرصة للتمثل داخل الحكومة إلا إذا رفعت إلى ثلاثين.
ونقل عن بري أنه قال: "أريد خمسة وزراء متاولة"، قاصدا أنه يريد لهؤلاء أن يحصلوا على فحص الدم في عين التينة. وهو هنا، مثل الحريري وجنبلاط ومثل آخرين، يريدون القيام بأي شيء يمنع حصول تعددية مفيدة داخل الطوائف، وفق قوله.
ووفقا للأمين، فإن الموقف الأكثر قساوة لرئيس مجلس النواب بري، هو تحويل حصة النائب سليمان فرنجية إلى "أمّ المعارك"، على حد وصفه.
بري والحريري يستخدمان فرنجية
وأشار الأمين في معرض مقاله إلى أن خطأ فرنجية اليوم، هو "استمراره بقبول استخدامه من قبل بري والحريري لمحاربة عون والآخرين".
وقال: "صحيح أن في مقدور العماد عون المبادرة وفتح صفحة جديدة مع فرنجية. لكن على الأخير إدراك أنه يخسر اليوم الكثير من الجمهور المسيحي عموما، والجمهور العوني على وجه الخصوص".
وأضاف: "حتى لا ينسى أحد، فإن من يحذّر اليوم من كون جمهور عون يهاجم حزب الله بحجة أنه يغطي بري، عليه أن يتذكر أن جمهور فرنجية كان قد هاجم حزب الله بحجة أنه لا يمارس الضغط على عون، ويفرض عليه الانسحاب من المعركة الرئاسية".
وهاجم فرنجية في مقاله، وقال إن الأخير "يخطئ إن هو استمر بلعبة المكابرة، مراهنا على أن بري لن يخذله. وهذا خطأ، أساسه اعتقاد فرنجية بأن موقف رئيس المجلس من التشكيلة الحكومية إنما هو موقف حزب الله أيضا".
وقال الأمين الذي يعبر عن تفكير حزب الله، إن "الحزب يريد فرنجية في الحكومة طرفا قويا، ويريد إعادة إحياء العلاقات بين التيار الوطني الحر وتيار المردة".
وكشف أن العماد عون حينما التقى نصرالله قبل جلسة الانتخاب، لم يتأخر الأخير في لفت انتباه ضيفه إلى ضرورة إيجاد المخرج المناسب لاستعادة العلاقة مع فرنجية. لكن عون تعمّد في اليوم التالي أن يقطع الطريق، وكأنه يريد مشكلة، وفق قوله.
وبحسب الأمين، فإن المشكلة اليوم، هي "في أن يبقى فرنجية موافقا على استخدام قضيته المحقة في حسابات الآخرين، من الحريري الذي يرفض أن يعطيه حقيبة من عنده، إلى بري الذي يرفض أيضا إرضاءه بحقيبة وازنة من حصته".
وقال: "عند سؤال بري والحريري، يجيبان مرة واحدة: اتفقنا على عدم تبديل الحقائب. وعندها يأتي الجواب من بعبدا: حسنا، حفظ التمثيل كما هو الحال في حكومة تمام سلام، يعني أن وزارة الثقافة هي حصة فرنجية. وهنا يعود بري والحريري إلى الصراخ: لا، أعطوه حقيبة من حصة التيار أو القوات!".
"وباء القوات"
وتناول الأمين مخاوف متنامية لدى أوساط لبنانية واسعة، بينها جميع قوى 8 آذار وجهات مستقلة، من "انتشار وباء القوات اللبنانية في هواء العهد"، وفق قوله.
وأوضح أن المشكلة هنا، ليست في أن يتحول العماد عون وكوادر التيار وقواعده إلى معجبين بأفكار الحكيم وعائلته، بل تكمن في تجاهل بعض الحقائق، على حد قوله.
ووفقا لما نشره الأمين، فإن من بين هذه الحقائق:
أولا: أن "القوات" لم تكن عنصرا حاسمًا في الانتخابات الرئاسية.
وأوضح أنه "لو قبلت السعودية مع الحريري بترشيح عون في المحاولة الأولى، وظلت القوات معارضة، لكان عون صار رئيسا دون موافقة القوات". وكذلك الحال لو أن العماد عون تنازل لسليمان فرنجية، لوصل الأخير إلى بعبدا.
ثانيا: أن "القوات" تسعى اليوم إلى انتزاع شرعية شعبية عامة عند المسيحيين، ولذلك تتصرف على أنها منتصرة، وفق قوله.
ثالثا: أن الحديث عن استعادة حقوق المسيحيين لا يمكن للتيار الوطني أن يترك أمر إدارتها إلى "القوات"، وهي شريك أساسي في هدر هذه الحقوق، منذ أن قبلت تولي معركة الإطاحة بـ"عون" في ثمانينيات القرن الماضي، إلى حين عودتها بعد عام 2005.
رابعا: أن "القوات" تروّج أن ما يقوم به الرئيس بري في الملف الحكومي، هو مطلب لحزب الله أيضا.
خامسا: تقود "القوات" معركة ضد عزلها وضد عزل المسيحيين.
هواجس لدى الجميع
ولفت الأمين في مقاله إلى أن جميع القوى في لبنان لديها هواجس، ليس حيال ما سيحصدون في هذه الحكومة، بل بشأن استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، "وهو الذي إن تم على ما ألِفناه سابقًا، تحول إلى ضربة تحت الحزام".
وقال: "علما بأن العماد عون يعرف أن إقرار قانون جديد مسألة بسيطة إذا حصل التفاهم".