دخلت أزمة
السكر في نفق مظلم، بعدما استمر شح المعروض منه في السوق
المصري، وسجلت أسعاره أرقاما قياسية بعدما ارتفع من نحو خمسة جنيهات قبل اندلاع الأزمة، ليسجل في الوقت الحالي نحو 16 جنيها بزيادة 11 جنيها تقدر نسبتها بنحو 220%.
ومع تفاقم الأزمة، فقد بدأت صناعات على الانهيار، مثل صناعة الحلوى وصناعة عسل النحل وصناعة العصائر، وجميعها صناعات يعد السكر العنصر الرئيس فيها.
أما رفع رسوم التعرفة الجمركية، فقد أثر بشكل مباشر في أكثر من مائتي صناعة، من بينها الأثاث والموبيليا، والمستحضرت الطبية، وبعض أجهزة النظافة، وأصبحت هذه الصناعات في مهب الريح مع توقعات بتعثر العاملين فيها خلال الأسابيع المقبلة.
مربو النحل في مصر قالوا إن "صناعتهم معرضة للتهديد بسبب نقص السكر، وكذلك الزهور والمحاصيل التي يلقحها نحلهم".
وفي الأشهر القليلة الماضية أصبح من الصعب العثور على السكر بعدما سيطرت الحكومة على المخزونات، للتصدي لما تدعي أنه احتكار من قبل التجار، في رد فعل على صعود الأسعار نتيجة نقص العملة الأجنبية.
ويعمد مربو النحل إلى تغذيته بالسكر أثناء الشتاء، وللتعويض عن العسل الذي يجمع من خلاياها. وتريبة النحل في مصر يمكن إرجاعها إلى عهد الفراعنة ويرجع تاريخ أول ظهور لكلمة "نحل" إلى آلاف السنين.
وقال سعيد هجرس الذي يشتغل بتربية النحل: "توجد أزمة في السكر تدمر المناحل، لدرجة أن 60 في المئة من النحل فقد من عندنا".
وأضاف: "السكر هو غذاء النحل في الشتاء.. لا يوجد رحيق ولا أي زهرة ولا أي حاجة.. ويحصل حاجة اسمها بيات شتوي للنحل. إنت لازم تشتي النحل وتعطيه محلول سكري والسكر ليس موجودا حاليا. وبدلا من أن نأخذ منتج العسل ونربح.. فقد بدأنا نضعه للنحل مرة أخرى بدلا من السكر.. نرجعه تاني للنحل".
ومع نقص المعروض من السكر، فقد لجأ مربو النحل إلى ترك نحلهم يستهلك العسل بدلا من السكر.
ومن صناعة العسل إلى صناعة الحلوى حيث يقول محمد عبد الله، صاحب مصنع الحلويات بالجيزة، إن "أزمة السكر تسببت في وقف إنتاج المصنع منذ أكثر من أسبوعين، رغم أننا نعمل بنصف طاقة المصنع منذ اندلاع الأزمة قبل عدة أشهر".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن سعر طن السكر في الوقت الحالي لا يوفر أية مكاسب لأصحاب مصانع الحلوى، حيث إننا نشتري الطن بما لا يقل عن 15 ألف جنيه، تساوي نحو 900 دولار، وكنا نطرح منتجاتنا في الأسواق الشعبية، لكن ومع ارتفاع الأسعار وتعثر غالبية الأسر المصرية، فإنه لا يوجد من يشتري الحلوى في الوقت الحالي.
وأشار أحمد عبد العظيم، وهو صاحب مصنع موبيليا، إلى أن
الصناعة مهددة بالفعل منذ رفع التعريفة الجمركية، خاصة على الأخشاب وقطع الموبيليا المستوردة، حيث ارتفعت الأسعار في السوق المحلي بنسب لا تقل عن 100%، وبالتالي فإن غالبية المصانع مهددة بالاغلاق.
وقال في حديثه لـ "
عربي21"، إن هناك ركودا حادا في السوق منذ بداية العام الجاري، خاصة مع ارتفاع الأسعار وانخفاض نسب الزواج بشكل عام، ومع تحول غالبية المصريين إلى فقراء ومحدودي الدخل فلم يعد لهذه الصناعة مكان في المجمتعات الشعبية الفقيرة.