صحيفة السفير اللبنانية تودع قراءها.. وإعلاميون يعلقون

قالت صحيفة السفير اللبنانية في افتتاحيتها إنها ستكمل مسيرتها الصحفية الأخيرة حتى أوائل كانون الثاني/ يناير القادم، ما يعني فعليا إغلاق الصحيفة العريقة.

وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن الأزمة الخطيرة التي تعصف بالصحافة المحلية تهدد الصحافة في العالم أجمع، بسبب ضعف الموارد وضيق السوق.

وأضافت الصحيفة: "لقد اجتهدنا ما وسعنا الاجتهاد، بذلنا من عرق التعب، وأحيانا من الدم، فضلاً عن مطاردتنا بالتفجيرات، وصمدنا للاجتياح الإسرائيلي وللإقفال الظالم، بالقهر أو باستغلال القضاء لأغراض لا تتصل بدوره أو برسالته".

وختمت السفير رسالتها بأنها ستعود في رسالة وداع في قادم الأيام.

من جهته، قال الكاتب بيار أبي صعب في مقالة له في صحيفة الأخبار، إن الخبر بات رسميا، وإن السفير تعيش آخر أيامها.

وقال أبي صعب: "علينا أن نتهيأ لمواصلة حياتنا دون جريدة السفير التي ستغيب حتى عن العالم الافتراضي بحسب المعلومات المتوفرة حاليا".

وأضاف أبي صعب: "إن الأسباب والمسؤوليات التي تقف وراء أزمتها القاتلة، وهي أكثر تعقيدا من الخطاب التبسيطي الذي يشنف آذاننا به بعض المعنيين. كلا ليس الإنترنت (وحده) هو المسؤول"، وأضاف: "الطامة الكبرى أن نخسر الثقة مع القارئ، أن تنقطع معه علاقة الغواية والتفاعل والفائدة المشتركة. علينا أن نتوقف عند عجزنا الجماعي عن التفكير في البدائل المطلوبة".

من جهته، علق الإعلامي اللبناني نديم قطيش على إغلاق الصحيفة بنوع من الحسرة، حيث قال في منشور على صفحته الخاصة بـ"فيسبوك": "مع إقفال السفير نهاية العام أودع شيئا من نفسي ومن تاريخي الشخصي في المهنة، شيء من نكهة الصحافة والسياسة اللبنانية سيتغير بلا شك".

وأضاف قطيش: "لا مزاج لي في الرثائيات، وأعتقد بأن إقفال السفير هو جزء من مسار تطور مهنة الصحافة، بعدما أدت قسطها في الريادة. وربما تكون هذه الخاتمة فرصة لولادة شيء جديد أقدر على العيش والاستمرار".

وختم قطيش منشوره بشكر طلال سلمان رئيس التحرير، ومؤسسها بسبب عمله السابق في السفير.

وكان حزب الله اللبناني من أبرز داعمي صحيفة السفير، ولكنه أوقف الدعم عنها بسبب توفر البدائل له كصحيفة الأخبار، كما قال النشطاء اللبنانيون.

وكان رئيس تحرير الصحيفة طلال سلمان اجتمع في وقت سابق بأمين عام حزب الله حسن نصر الله لمحاولة إعادة الدعم، ولكن المحاولات لم تنجح في إقناعه بذلك.