فتحت هجمات
تنظيم الدولة الجديدة على مدينة
تدمر العديد من التساؤلات حول الغايات التي يريدها التنظيم من إعادة فتح الجبهة بعد انسحاب التنظيم من المدينة والذي شابه الكثير من الجدل .
وتتواصل المعارك العنيفة، بين عناصر قوات
النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم الدولة من جهة أخرى، مترافقة مع قصف عنيف ومكثف واستهدافات متبادلة وتفجيرات هزَّت مدينة تدمر شرق حمص.
ووضعت قوات النظام جل ثقلها في معركة
حلب التي يقول الاعلام المقرب منه أن "تحريرها" بات وشيكا؛ في ظل معركة غير متوقعة مع التنظيم في تدمر.
وراء الكواليس
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن تنظيم الدولة يشن هجمات متزامنة ومتلاحقة، على عدة مناطق في تدمر، متمكنا من تحقيق تقدم، في منطقة قصر الحلابات إلى الجنوب الغربي من تدمر وجبل حيان إلى الغرب من المدينة ومنطقة حويسيس إلى الشمال الغربي؛ ليصل إلى مقربة من مدينة تدمر، حيث تفصله عدة كيلومترات عنها من جنوب غرب المدينة، وترافقت الهجمات العنيفة مع تفجيرات وقصف عنيف، قال النظام إن العشرات من عناصره قتلوا وجرحوا فيها .
ورغم احتدام المعارك حول تدمر وتقدم التنظيم على حساب وجود قوات النظام السوري في المدينة الأثرية إلا أن المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي أحمد الحمادي اعتبر في حيث لـ "
عربي21" أن هناك شئ ما يحدث من وراء الكواليس .. فالتنظيم الذي يخوض معارك قاسية على عدة جبهات كالرقة والباب والموصل وغيرها من الأجدى أن يعمل على تعزيز وجوده والدفاع عن نفسه في هذه المناطق بدلا من الهجوم على تدمر.
وأشار الحمادي أن النظام انسحب تكتيكيا من تدمر قبل ثلاثة أيام وترك المدينة للتنظيم دون وقوع قتلى كما يزعم قائلا : النظام يريد أن يعطي صوره أمام العالم بأنه شريك في محاربة الإرهاب وأنه ضحية ويهاجم من قبل تنظيم الدولة".
مصالح مشتركة
وأكد الخبير أن التنظيم يخسر أراضي مع قوات درع الفرات التركية وقوات سوريا الديمقراطية وكذلك مليشيات الحشد الشيعية في الموصل فالأجدى أن يعزز حماية مواقعة في تلك الجبهات المفتوحة مستدركا .. "إلا اذا كان هناك اتفاق وراء الكواليس".
وأشار أن ثمة مصالح مشتركة بين تنظيم الدولة والنظام ، وربما يكون هناك اختلاف على بعض مناطق النفوذ مثل حقول النفط وخلافه لكن التنظيم يتقدم في بعض المناطق لإحداث خلل في التوازنات في تلك المنطقة.. فالطيران الروسي والسوري الذي نجده يقصف مناطق المعارضة لم يستخدم تلك القوة لوقف تقدم أرتال مسلحي تنظيم الدولة المتجهة نحو تدمر رغم وجود الأقمار الصناعية والطيران المتطور للروس في هذه المنطقة .
النظام و"الدولة" متعايشان
وقال الحمادي "النظام وتنظيم الدولة متعايشان مع بعضهما ويتبادلا الأدوار فيما بينهما؛ ولولا أن يكون هناك تنظيم الدولة لما بقي النظام السوري وحاجة المجتمع الدولي له".
وختم الحمادي "هناك لعبة بين التنظيم والنظام فربما يتخلى النظام عن تدمر نتيجة تفاهمات مع التنظيم لمحاربته مرة ثانية ؛ مشيرا أنه بات من المعروف أن تنظيم الدولة تم اختراقه من قبل أجهزة مخابرات ومنها الروسية والإيرانية ويتم استخدامه في جبهات عدة".
وأقدم تنظيم الدولة على مهاجمة تدمر؛ رغم أنه في وضع سئ في كل من سوريا والعراق منذ أواخر العام الماضي مع فقدانه الكثير من الأراضي التي سيطر عليها في السابق ورغم مقتل بعض من أبرز قيادييه في ضربات جوية.