أكدت جماعة
الإخوان المسلمين المصرية أن الشاب "محمود شفيق"، الذي ادعى رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي قيامه بتفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية في محافظة القاهرة، الأحد، مثله مثل الشاب "السيد بلال"، الذي اتهمته وزارة الداخلية عام 2011 بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، وقاموا بتعذيبه حتى الموت، ومثل الشباب الستة الذين تم قتلهم في سيارة أجرة بالقاهرة في آذار/ مارس الماضي برصاص الأمن المصري على خلفية قضية "ريجيني".
وأضافت "الإخوان" -في بيان لها الثلاثاء-: "هؤلاء نماذج من ضحايا عُرفت أسماؤهم، وعشرات أو مئات غيرهم لم تُعرف أسماؤهم، قام نظام العسكر بقتلهم؛ من أجل التغطية على جرائم ارتكبها واحترف التملص منها وإلصاقها بآخرين، ولكن يُفتضح أمره دائما".
وقالت إن "حالة الارتباك التي تظهر بوضوح على سلطة الانقلاب وقائده منذ تفجير الكاتدرائية، ومحاولة إلصاق التهمة بشاب في بداية العقد الثالث من عمره، بادعاء تحليل الحمض النووي لجثمان الشاب في 24 ساعة من التفجير، وعرض صورتين لجثمان الشاب المتهم مختلفتين كليا عن بعضهما، ثم اعتقال الأمن لأسرته بالكامل، وما سبقه من تضارب في الروايات الرسمية حول تفاصيل التفجير، كل ذلك يكشف للجميع أننا أمام نظام مجرم ملوث بدماء المصريين".
وأكدت أن "ما شهدته مصر من جرائم ومجازر ارتكبها العسكر، بداية من تفجير كنيسة القديسين، وموقعة الجمل، وماسبيرو، ومحمد محمود، والمنصة، وفض رابعة والنهضة، ورمسيس، والفتح، وصولا إلى تفجير الكاتدرائية، هذا السجل الإجرامي يكشف بوضوح أن السيسي وعصابته العسكرية لا يتورعون في قتل المصريين، مسلمين ومسيحيين؛ من أجل تحقيق أهداف خاصة بهم، ثم يقدم تمثيليات يفشل دائما في إقناع أحد بها إلا عساكره".
وتابعت:" إن جماعة الإخوان المسلمين تدق ناقوس الخطر من جديد، وتؤكد أن الأزمة في مصر ليست ثنائية، ولكنها معركة شعب بأسره، بمختلف انتماءاته الفكرية والعقائدية وطبقاته الاجتماعية، ولن يجر هذا السفاح مصر إلا إلى الهاوية، فهو يتاجر الآن بدماء الأقباط؛ من أجل مصالحه، وهو في حقيقة الأمر لا يحمي إلا نفسه، ونسيج الشعب المصري بأسره تحت مرمى نيرانه".
وأكملت الجماعة: "أي جرم هذا الذي يدفع بسلطة لأن تقتل أبرياء وتعتقل شرفاء في صراع داخل أجنحتها الانقلابية على سلطة هي مغتصبة لها من الأساس، وقتلت في سبيل ذلك الآلاف، واعتقلت واختطفت وأخفت وعذبت عشرات آلاف".
وأردفت: "أي جرم هذا الذي يدفع العصابة الحاكمة أن تختطف نساء وتلفق لهن قضايا، وهي تعلم أنهن بريئات منها، وتختطف مواطنين أبرياء وتخفيهم، ثم تقتلهم؛ تارة بالتعذيب، ومرة بالرصاص، وأخرى بالتفجير. الوطن مختطف بالفعل، ومصائر المختفين في يد مجنون مجرم".
ووجهت رسالة إلى نظام السيسي قائلة: "أيها المجرمون، أبعدوا خلافاتكم وصراعاتكم عن الأبرياء وعن دور العبادة، رواياتكم وتحقيقاتكم كاذبة، الكل يعلم ذلك"، مضيفة: "ما جرى في الكنيسة البطرسية نموذج لوطن مختف وجريمة مكتملة الأركان، وعلى المجتمع بكل أطيافه أن يواجه هؤلاء المجرمين الذين سرقوا الوطن وقتلوا أبناءه".