تنتهج دول خليجية منذ سنوات سياسة حجب
المواقع الإخبارية لاعتبارات عدة، في الوقت الذي يعيش فيه العالم ثورة معلوماتية عززتها
مواقع التواصل الاجتماعي ومن قبلها القنوات الفضائية، وفق مراقبين.
وقرأ مختصون أنه لا جدوى من سياسة الحجب في منع وصول المعلومة إلى الفرد
الخليجي، وذهبت تفسيراتهم إلى أن تلك القرارات بنيت على "أمزجة وأهواء شخصية"، و"لم تكن نابعة من استراتيجية للحفاظ على الأمن القومي والمصلحة العليا للبلد"، في ظل الفضاء الواسع.
جدوى الحجب
من جهته، رأى أستاذ الإعلام السياسي في
السعودية أحمد بن راشد بن سعيد، أن "سياسة الحجب غير مجدية وغير حضارية وتعبر عن إفلاس الوزارات التي تتخذ تلك القرارات، لأن المعلومة لا يمكن حجبها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال ابن سعيد لـ"
عربي21"، الثلاثاء، إنه "من المؤلم عندما أرى وزارات مختصة في الثقافة والإعلام، تقصّر في مهامها التنويرية والتثقيفية والتوعوية وتذهب لمطاردة المواقع الإخبارية وحجبها"، لافتا إلى أن "الوزارات تقزم من نفسها بتلك الإجراءات".
وأضاف أن "ما تقوم به تلك الوزارات لا ينسجم مع ثقافة ورؤية الإعلام، لاسيما ونحن في عصر ثورة المعلومات، وعلى تلك الوزارات أن تغير اسمها إلى وزارة الحجب والطمس إذا استمرت في سياستها هذه، أو أن ترتقي بعملها".
وعن جدوى هذا الإجراء في حجب المعلومة، أوضح أستاذ الإعلام السياسي أن "حجب المواقع لم يعد مجديا، لأن الناس ومنهم الأطفال يعرفون كيف يلتفون على تلك الأمور، فضلا عن سعي تلك المواقع على ابتكار طرق جديدة في إيصال المعلومة، لأن العالم مفتوح على الهواء الطلق".
ودعا ابن سعيد "تلك الوزارات إلى دخول عالم المنافسة بدلا من إضاعة جهدها في حجب المواقع الإجبارية التي تقدم معلومة للفرد دون تهويل وتضخيم، لأنه من المستحيل احتكار معلومة"، لافتا إلى أن "هذه معركة يشارك فيها المواطن لأنه هو من ينتج المعلومة ويطورها ويحللها في عصر صحافة المواطن".
أسباب الحجب
وبشأن الأسباب التي تدفع بعض تلك الدول لحجب مواقع إخبارية، فقد قال ابن سعيد إنها "نابعة من نظرة ضيقة وأمزجة وأهواء أشخاص، وربما تتخذ على جلسة غداء، ولا علاقة لها بالأمن القومي أو استراتيجية الحفاظ على مصالح البلد العليا".
ووصف أستاذ الإعلام السياسي، هذه الإجراءات التي تتخذها بعض الوزارات بأنها "هراء وإضاعة للوقت، وبنيت على أسس غير منطقية وغير مهنية لمنع مواقع تقدم معلومة ولم تسئ لأحد".
ويتفق المحلل السياسي البحريني مع هذا الطرح، قائلا إن بعض دول الخليج تميل إلى العمل بعقلية الرعوية لحماية شعوبها من المناهج الخطأ والمنحرفة، معربا عن رفضه لثقافة المنع، قائلا: "إنما أنا مع ثقافة المناعة".
ولفت عبد الله بن عيسى، في حديث لـ"
عربي21"، الثلاثاء، إلى أن ذلك يتم من خلال تبني دول الخليج سياسة بناء الفرد الخليجي (الفردية الفكرية) بدلا من حجب المواقع، إلا إذا كانت المواقع تلك تقدم مواد إباحية أو مسيئة.