ذكرت صحيفة "ذا هيل" أن الرجل الذي اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب مستشارا للأمن القومي، الجنرال المتقاعد مايكل
فلين، سرب معلومات سرية عن المخابرات الأمريكية "
سي آي إيه" وعملياتها في أفغانستان.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تحقيقا سريا كشف عن ضلوع فلين في الأمر عام 2010، وبحسب ما أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن التحقيق كشف عن أن فلين لم يقم بهذا الأمر عن سوء نية، أو بمعرفة منه، أو لم يؤد إلى الإضرار بالأمن القومي.
وتقول الصحيفة إن النتيجة النهائية للتحقيق، الذي رفضه فلين قبل فترة، يثير أسئلة حول الشخص الذي انتقده معارضو ترامب؛ بسبب تعليقاته المؤذية عن الإسلام، وميله إلى الإيمان بنظريات المؤامرة.
ويلفت التقرير إلى أنه بحسب ملخص من أربع صفحات للتحقيق، الذي حصلت عليه صحيفة "واشنطن بوست"، بناء على قانون حرية المعلومات، فإن ضابطا في البحرية الأمريكية اشتكى من أن فلين، الذي كان يعمل مديرا لوحدة الاستخبارات العسكرية في أفغانستان، قام عن طريق الخطأ "بمشاركة معلومات أمنية مع عدد من ضباط المخابرات الأجانب، و/ أو المسؤولين في أفغانستان".
وجاء في التحقيق: "لقد حصل تبادل غير مناسب لمعلومات سرية أمريكية مع عدد من الضباط و/ أو المسؤولين الأجانب، وحدث ذلك نتيجة لتوجيهات (فلين) وأفعاله".
وتنقل الصحيفة عن عدد من المسؤولين الأمريكيين، قولهم إن المواد السرية شملت شرائح عرض "سلايدات"، حول عمليات "سي آي إيه" في أفغانستان، مشيرة إلى أن الوثائق لا تكشف عن اسم الدولة أو الدول التي يعتقد أن فلين سرب لها المواد السرية.
ويستدرك التقرير بأن فلين قال في آب/ أغسطس، إن القضية أدت إلى إثارة قلق المسؤولين البريطانيين والأستراليين، وقال في مقابلة معه إن "التحقيق بشأني كان بسبب مشاركتي معلومات مع البريطانيين والأستراليين أثناء القتال، وأشعر بالفخر لهذا الأمر"، وأضاف: "كان هذا أمرا جوهريا لأنني فعلته، لكنك ستجد أني فعلته بإذن عندما تتعمق في التحقيق"، وقال: "أفتخر بهذا الأمر، وهو اتهامي بالتشارك في المعلومات في أثناء القتال مع حلفائنا الأقرب"، وأكد قائلا: "كان هناك تحقيق لأن هذا ما تقوم الحكومة بعمله".
وتفيد الصحيفة بأن الملفات التي حصلت عليها الصحيفة تقول إن التحقيق تم لأن ما أقدم عليه فلين تم دون إذن رسمي، لافتة إلى أن فلين اتهم أيضا بالكشف عن معلومات أمنية حساسة للحكومة الباكستانية، إلا أنه لم يتم التحقيق في هذا التصرف، وبدلا من ذلك، قيل إنه تم توبيخ جيمس كلابر، الذي كان مديرا للمخابرات العسكرية في حينه، ويعمل كلابر الآن مديرا للأمن القومي المنتهية ولايته.
وينوه التقرير إلى أن فلين تحدث في مناسبة أخرى لمجلة "نيويوركر"، وقال إنه سيتجنب القواعد "المجنونة"، التي وضعتها "سي آي إيه" وغيرها من الوكالات الأمنية عن العراق، وتلك المتعلقة بالبنتاغون.
وبحسب الصحيفة، فإن القيادة المركزية قامت بالتحقيق في الأمر، وكان يقودها في ذلك الوقت الجنرال جيمس ماتيس، الذي أعلن ترامب أنه مرشحه لوزارة الدفاع، مستدركة بأنه رغم أن التحقيق أخر ترفيع فلين، إلا أنه لم يؤد إلى أي عقوبات.
وتختم "ذا هيل" تقريرها بالإشارة إلى أن نجل فلين، مايكل، وصف القصة في تغريدة على "تويتر" قائلا إنها "كذب"، وبدا وكأنه يشكك في نزاهة التحقيق، الذي وضعه بين علامات اقتباس، وقال إن "واشنطن بوست" منظمة إخبارية "زائفة"، ووصفها بأنها "سماد عضوي".