وفاء "عالروزانا"
ومن أشهر الأغاني والقدود الحلبية أغنية "عالروزانا"، التي تختلف الروايات حولها، لكن أغلبها تدور حول قصة سفينة تدعى "روزانا"، بحسب صحيفة "العربي الجديد".
وتقول القصة الأولى إن "روزانا" سفينة عثمانية محملة عنبا وتفاحا، وجيء بها إلى بيروت لتبيع كل إنتاجها، بدل إنتاج المزارعين اللبنانيين، وهو ما حصل، فكسد الإنتاج اللبناني، ليأتي تجّار حلب ويتضامنوا مع اللبنانيين ويشتروا كل محصولهم، وينقذوهم من الفقر والعوز.
أما الرواية الثانية فتقول إن السفينة التي تدعى "روزانا" هي سفينة إيطالية وأرسلتها إيطاليا إلى لبنان وسوريا وقت المجاعة الكبرى عام 1914، محملة بالقمح، لكن عندما وصلت تبيّن أنها محملة عنبا وتفاحا ما أصاب اللبنانيين والسوريين بالخيبة، ورغم ذلك قام أهالي حلب بتأمين القمح اللازم للبنانيين، لإنقاذهم من المجاعة.
خلال الشهر الماضي، لم يبق من مدينة الفن والغناء والوفاء والهناء والقدود، سوى آهاتها ووجعها، ولم يعد هناك فرق إن كانت "روزانا" عثمانية أم إيطالية، فلا سفينة اليوم إلا حاملة الطائرات الروسية، التي وقفت حلب وحدها أمامها، دون أن تجد ما يكفي من "الوفاء" الذي حفظ شوارعها ومبانيها وذكرياتها التي صارت ركاما وحطاما.