أعلنت الحكومة التركية، الخميس، استعدادها الكامل لاستقبال اللاجئين القادمين من
حلب، لأن إطلاق النار على قوافل المدنيين المغادرين من قِبل قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، أمر يدعو للقلق والانزعاج.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، أنّ بلاده أكملت كافة استعداداتها تجاه احتمال حدوث موجة لجوء جديدة للخارجين من شرقي حلب.
الظروف الملائمة
وأعرب مفتي أوغلو في أول مؤتمر صحفي رسمي له، عن أمله في أن تتوفر الظروف الملائمة للمدنيين الخارجين من شرقي حلب، وأن تتاح الفرصة لهم للبقاء في وطنهم.
وشدد على أنّ إطلاق النار على قوافل المدنيين المغادرين لشرقي حلب من قِبل قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، أمر يدعو للقلق والانزعاج.
وقال الناطق باسم الخارجية إن "إدارة الكوارث والطوارئ التركية تبذل جهودا كبيرة لتأمين حياة كريمة لأهالي شرقي حلب، فالهدف الأول حاليا هو نقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات التركية، والهدف الثاني هو إسكان المدنيين في مراكز الإيواء وإراحتهم من معاناتهم".
وأشار إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظرائه في الدول المعنية بالأزمة السورية، مؤكّدا في هذا الخصوص أنّ أنقرة لن تلتزم الصمت حيال الجرائم الإنسانية التي تُرتكب في حلب.
استقبال الجرحى والمدنيين
وفي السياق ذاته وصل رئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنق، على رأس فريق إلى منطقة آمنة قرب حلب السورية، الخميس، لاستقبال الجرحى والمدنيين من سكان المدينة الذين يتم إجلاؤهم، وفقا لاتفاق وقف إطار النار.
وقال كرم قنق، إنهم ينتظرون في منطقة "أورم الكبرى" قرب حلب، مؤكدا أن إجلاء الجرحى والمدنيين من شرقي حلب سيتم عبر المنطقة المذكورة.
وأكد رئيس الهلال الأحمر التركي أنهم يأملون أن يصلوا إلى المنطقة التي نقف فيها بشكل مباشر ودون أي عوائق، و"سنرافقهم ونشرف على إيصال الجرحى إلى الحدود التركية بشكل آمن".
وأكد أن وزارة الصحة التركية، أرسلت سيارات إسعاف إلى معبر "جيلفا غوزو" الحدودي مع سوريا، وتم نصب الخيام هناك، حيث سيتم إجراء الإسعافات الأولية للجرحى من قبل كوادر صحية تنتظر على الحدود الآن.
وأوضح أن الجرحى ذوي الإصابات بالغة الخطورة، والذين يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية سيتم نقلهم إلى
تركيا، مبينا أن ذوي الإصابات الطفيفة تم تخصيص أسرّة لهم في مشافي قريبة من إدلب.
وبعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر وأسفر عن مقتل وجرح المئات، تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بوساطة تركية، الثلاثاء الماضي، يفضي إلى إجلاء جميع المحاصرين في المدينة، إلا أن النظام خرق الهدنة باستهدافه الأحياء المحاصرة، ليعاود استئناف وقف إطلاق النار منذ منتصف الليلة الماضية.
ودعما لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 آب/ أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات"، استهدفت تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم الدولة الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.