اغتيل مهندس طيران
تونسي محسوب على حركة "
النهضة"، أمس الخميس، في ولاية صفاقس، من خلال التعرض لإطلاق نار من مجهولين، فيما اتهم صحفي تونسي الموساد الإسرائيلي باغتياله "بسبب علاقته مع حركة حماس".
وعثر أمس الخميس على محمد الزواري (49 عاما) مقتولا بالرصاص داخل سيارته وأمام منزله في منطقة العين من ولاية صفاقس، بحسب وزارة الداخلية.
وصرح متحدث باسم النيابة العامة في صفاقس لإذاعة "موزاييك إف إم" التونسية الخاصة، بأن "القضية حق عام، وأن إضفاء الصبغة الإرهابية عليها هو حديث سابق لأوانه".
وأضاف أن الشرطة أوقفت أربعة مشتبه بهم، وحجزت "مسدسين وكاتم صوت" استعملها الجناة.
وأوضح أن جثة القتيل استقرت فيها ثماني رصاصات من جملة أكثر من 20 رصاصة أطلقت عليه.
وتابع بأن المحققين يحللون حاليا أشرطة فيديو للجريمة، سجلتها كاميرا مراقبة.
وفي خبر لاحق، قالت إذاعة "موزاييك" إن عدد الموقوفين على خلفية الجريمة ارتفع إلى سبعة؛ هم أربعة تونسيين إضافة إلى رجلين وامرأة يحملون الجنسية الروسية.
وأضافت الإذاعة نقلا عن مصادرها الخاصة، أن الموقوفين يمثلون جزءا من طاقم سفينة قادمة من أمريكا الشمالية، وتم الاحتفاظ بهم في إطار التحقيقات الجارية لكشف من يقف وراء عملية
الاغتيال.
وتابعت الإذاعة: "من ناحية أخرى أفادتنا بعض المصادر المطلعة أن التونسية التي أجرت حوارا صحفيا مع المهندس الراحل محمد الزواري بمنزله، وغادرت إلى المجر يوم الأربعاء 14 ديسمبر 2016 قد عبرت عن استعدادها للمجيء إلى تونس، والمثول أمام الفرق المكلفة بالتحقيق في جريمة الاغتيال للإفادة بكل المعلومات المتعلقة بمحاورتها للضحية، وقالت بعض المصادر إنها في طريقها إلى تونس".
من جهته اتهم الإعلامي التونسي برهان بسيس الموساد الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال قائلا: "محمد الزواري خرج من تونس عام 1991 واستقر لمدة قصيرة في ليبيا ثم السودان ثم سوريا، وفي سوريا ربط علاقات متطورة مع حركة حماس الفلسطينية، وكان مقربا منها ليتعاون مع جناحها العسكري الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه".
وأضاف بسيس في مقابلة مع قناة محلية: "الرجل كان أول دفعته بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، كان يعمل منذ مدة على مشروع تطوير الطائرات دون طيار وتصنيعها، فرصده الموساد الإسرائيلي منذ مدة وكان محل متابعة حتى حدود آخر تنقل له، الذي كان منذ مدة قصيرة في لبنان قبل أن يعود إلى تونس وصفاقس تحديدا حيث تم اغتياله".
وأضاف الصحفي التونسي إن القناة الإسرائيلية العاشرة نشرت أنباء تفيد بانتماء الزواري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ولكن لم يتسن لـ"عربي21" التأكد من صحة هذا الخبر.
أما الصحفي الإسرائيلي أورلي هلر مراسل في القناة العاشرة الإسرائيلية فقال: "إذا كان الموساد قد اغتال محمد الزواري فعملية الاغتيال لم تكن على ماضيه، بل على ما هو قادم حسب تعبير المراسل، فالزواري يساعد حركة حماس للاستعداد للمواجهة القادمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي."
وفي أول تعليق رسمي من حركة حماس، رفض المتحدث باسمها مشير المصري تأكيد أو نفي علاقة الزواري بكتائب القسام، وقال في تصريح إذاعي إن الجناح العسكري للحركة هو المخول بالرد على الأسئلة حول ارتباط المهندس التونسي بالقسام من عدمه.
واعتبر المصري أن "المستفيد الوحيد من عملية الاغتيال هو الكيان الصهيوني"، وفق تعبيره، معبرا عن عدم استبعاده في الوقت نفسه ضلوع (الموساد) في العملية.
الطائرات التي كان يطورها محمد الزواري
وبعد ساعات من جريمة الاغتيال أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي عبد الرحمن بلحاج علي استقالته من منصبه دون ذكر أسباب، فيما لم تستبعد مصادر سياسية أن تكون أسباب الاستقالة عملية الاغتيال.
وكان المدير العام للأمن الوطني صرح لـ "الإخبارية" التونسية، مساء الخميس، أنه قدم استقالته ولم تتم إقالته، في إشارة إلى أنها جاءت احتجاجا على قضية ما. وذكر الموقع أن الاستقالة جاءت عقب اجتماع عاصف جمع وزير الداخلية الهادي مجدوب بمدير عام الأمن الوطني عبد الرحمن بلحاج علي.
واستنكرت حركة النهضة التونسية عملية الاغتيال، وطالبت السلطات التونسية بسرعة الكشف عن ملابساتها.
وتعيد عملية اغتيال المهندس التونسي للأذهان عملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010، من خلال حقنة سامة خلال وجوده في أحد فنادق المدينة.