ملفات وتقارير

الجمود يسود جبهات القتال باليمن لماذا؟.. محللون يجيبون

اليمن - الأركان - أرشيفية
تسود حالة من الجمود جبهات القتال في اليمن للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل عامين، باستثناء إعلان قوات الشرعية إحراز تقدم محدود في بعض الجبهات، والتصدي لهجمات يشنها الحوثيون وقوات صالح على مواقع في جبهات أخرى، دون المبادرة في توسيع عملية الصد إلى هجوم معاكس يمكّن القوات الحكومية من تحقيق مكاسب نوعية على الميدان.

وتثار أسئلة عدة حول هذا الجمود، على اعتبار أن الوقت يمر دون أي مكاسب عسكرية لقوات الجيش في مصلحة قطبي الانقلاب، فيما يرى محللون أن الارتباك في الجبهات وتداخله مع عوامل إقليمية ودولية لها ارتباط بواقع العمليات العسكرية للجيش المدعوم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الوقت الراهن.  

إنهاك

وفي هذا السياق، يرى الخبير اليمني في النزاعات المسلحة، علي الذهب، أن بعض الجبهات تعيش حالة من الإنهاك الشديد لدى الطرفين، فالقتلى بالعشرات، خاصة في المناطق التي يحاول الجيش الوطني التوسع فيها، مثل جبهتي "ميدي والبقع"، التابعتين لمحافظتي حجة وصعدة الحدوديتين مع السعودية.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن هناك مسألة جوهرية تكمن فيما يشبه "التوافق على التهدئة" بين طرفي الحرب، مشيرا إلى أن تفاهمات مسقط الأخيرة لربما دخلت بعض بنودها ذات الطابع الإنساني حيز التنفيذ".

وأشار الخبير الذهب إلى أن من يمول ويدير معركة استعادة الشرعية يميل إلى هذا الحال، في ظل الوضع الدفاعي الذي يتخذه الحوثيون وحليفهم صالح". وفق تعبيره.

عوامل محلية وإقليمية ودولية

من جهته، أكد السياسي اليمني، رئيس مركز "أبعاد" للدراسات والبحوث، عبدالسلام محمد، أن الوضع العسكري في اليمن مرتبط بعوامل متعددة محلية وإقليمية ودولية.

ووفقا لمحمد، فإن العامل المحلي يتمثل في "الاستعدادات العسكرية على الجبهات وترتيبات أمنية تجري في المناطق المحررة، بالإضافة إلى "العجز المالي ونقص السلاح"، وكل هذه المعطيات "تبطئ العملية، خصوصا الترتيب السياسي الضعيف داخل السلطات الشرعية".

وأضاف، في حديث لـ"عربي21"، أن صانع القرار اليمني يرى أن الجبهات وتحركاتها مرتبطة ارتباطا كليا بالتنسيق الإقليمي، في الوقت الذي شكلت الضغوطات الدولية والإقليمية عراقيل أمام العمليات العسكرية للشرعية، رغبة منها في تحقيق بعض الاختراقات في المشاورات السياسية.

أما العامل الإقليمي، حسب رئيس مركز "أبعاد"، فيتمثل في أن رؤية التحالف العربي لا تعتمد على الحسم العسكري فقط، بل من الضروري وجود أداء سياسي إلى جانبه؛ للوصول إلى نهاية للحرب.
وقال إن هناك ضغطا دوليا كبيرا يمارس على التحالف العربي والشرعية؛ للقبول باتفاق سياسي مع الانقلابيين لا يستند للمرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية، والحوار الوطني، والقرارات الدولية وفي مقدمتها 2216، على حسب قوله.

من جانب آخر، تحدث محمد عن الدور الإيراني الموجه للانقلابيين بالاستمرار في الفوضى، في ظل التراخي الذي تبديه إدارة الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، مع طهران ودعمها لهم.

لكنه توقع اتضاح كثير من الأمور بعد انتقال السلطة في واشنطن إلى الرئيس الجديد دونالد ترامب، منتصف كانون الثاني/ يناير القادم، للتعرف أكثر على توجهات ترامب فيما يخص قضايا المنطقة.