هكذا استنفر السيسي لجنة أمريكية يهودية بمصر لمودة ترامب
القاهرة- عربي21- زكي توفيق20-Dec-1601:38 PM
شارك
السيسي أشاد بتعاون مصر وإسرائيل في محاربة الإرهاب- أرشيفية
يواصل وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، برئاسة جون شابيرو، زيارته للقاهرة، الثلاثاء، بعد أن بدأ الزيارة الأحد، وعقد ثلاثة لقاءات، الاثنين، مع كل من: رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزرائه شريف إسماعيل، ووزير خارجيته سامح شكري، وناقش معهم كل ما يتعلق بمصر، وسياستها الخارجية والداخلية.
وتأتي زيارة الوفد، بناء على دعوة رسمية من مصر، للمرة الثانية في أقل من عام ونصف العام، إذ التقى السيسي مع الوفد نفسه، يوم 6 تموز/ يوليو عام 2015 بالقاهرة، بناء على دعوة مصرية كذلك، لكنه يستهدف هذه المرة، من خلال لقائه به، دعم التقارب مع الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة دونالد ترامب، وفق بيان صادر من رئاسة الجمهورية نفسها، عن الاجتماع.
ويُعد لقاء السيسي مع الوفد هو اللقاء الرابع له، على الأقل، مع يهود أمريكيين في قرابة العام ونصف العام المنصرم، إذ التقى، بجانب لقائيه المشار إليهما، وفدا من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية لدى زيارته إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2016، كما التقى وفدا من رؤساء تلك المنظمات يوم 11 شباط/ فبراير 2016 في القاهرة، بدعوة من السيسي كذلك.
وتأتي زيارة وفد اللجنة الأمريكية اليهودية الحالية إلى مصر، بعد أيام من اختتام وزير الخارجية المصري سامح شكري، أطول زيارة له إلى الولايات المتحدة، استغرقت أسبوعين، بعد أن توجه إلى هناك، بتكليف من السيسي، حيث التقى بالوفد هناك، بجانب لقائه بالعديد من المسؤولين بإدارة ترامب، والإدارة الأمريكية الانتقالية، بهدف الحصول على مزيد من الدعم المادي والمعنوي للسيسي، ونظامه.
السيسي للوفد: الإرهاب خطر على العالم كله
والتقى السيسي وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، الاثنين، بحضور سامح شكري. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، علاء يوسف، بأن السيسي أكد للوفد أن مصر تعتزم الاستمرار في التصدي الحاسم للإرهاب، وأن الشعب المصري عاقد العزم على اقتلاع جذور تلك الجماعات الإرهابية من أرضه.
وشدد على ضرورة دعم أركان الدولة الوطنية في المنطقة، وعدم السماح للقوى الإرهابية بالتمدد في الفراغات التي قد تنشأ نتيجة انهيار الدول، مضيفا أن تعامل المجتمع الدولي مع ظاهرة الإرهاب يتطلب استراتيجية شاملة، بما في ذلك وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، وفق بيان المتحدث.
وأكد السيسي لأعضاء الوفد أيضا أنه يأتي على رأس التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الحالية قضية الإرهاب التي تمثل خطرا حقيقيا، ليس فقط على مصر أو المنطقة، وإنما على المجتمع الدولي بأكمله.
وذكر المتحدث الرسمي أن "الرئيس أكد للوفد الأمريكي ضرورة مواصلة الولايات المتحدة لدورها تجاه المنطقة، بهدف التوصل إلى حلول للأزمات القائمة، وخصوصا في ما يتعلق بدفع مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الأمام، وخلق واقع جديد يعطى أملا لشعوب المنطقة، بالإضافة إلى القضاء على أحد أهم منابع استقطاب البعض إلى صفوف الجماعات الإرهابية والمتطرفة".
إسماعيل: انقلوا رسائل إيجابية للإدارة الأمريكية
وجاء اللقاء الثاني لوفد اللجنة الأمريكية اليهودية يوم الاثنين مع رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، الذي أكد أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة في الارتقاء بأطر التعاون لآفاق جديدة بين مصر والولايات المتحدة، وفق وصفه، مؤكدا ضرورة استمرار اللجنة في الاضطلاع بأداء مهامها، والتنسيق مع دوائر صنع القرار المختلفة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة لحماية المصالح المشتركة بما يعود بالنفع على البلدين، حسبما قال.
ووفق بيان أصدره مجلس الوزراء، طالب إسماعيل أعضاء اللجنة بنقل رسائل إيجابية للإدارة الأمريكية والكونغرس حول ما تشهده مصر من تطورات إيجابية على مستويات عدة، وأهمية استمرار البناء على القواسم المشتركة الكائنة بين البلدين، وفق قوله.
وأكد إسماعيل عزم الحكومة الاستمرار في تبني إستراتيجية التنمية المستدامة 2030 باعتبارها تمثل رؤية لتحقيق المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية الشاملة، علي الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية، خاصة في ظل التقدم المحرز في ضوء خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يهدف لرفع معدلات النمو وخفض العجز في الموازنة ومعدلات البطالة.
وأشار إلى بعض المشروعات القومية الكبرى، وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس؛ الذي يهدف لتحويل هذه المنطقة إلي مركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية والصناعات التحويلية، مشيرا إلى أن الاكتشافات الكبرى في مجال الغاز بالبحر الأبيض المتوسط، تمثل فرصة قيمة للشركات الأمريكية الكبرى.
شكري للوفد: "تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب"
وبعد لقاء شريف إسماعيل به، التقى شكري الوفد أيضا، الاثنين، وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إن اللقاء تناول العلاقات المصرية - الأمريكية، وأهمية تعزيزها، لاسيما مع قرب تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها مطلع العام الجديد.
وأكد شكري لأعضاء اللجنة، بحسب بيان المتحدث، أهمية استثمار جميع الدوائر الأمريكية من أجل تنشيط وتعزيز العلاقات الأمريكية مع مصر في مجالاتها الاقتصادية والسياسة والعسكرية والاجتماعية، بالإضافة إلى أهمية تكثيف التنسيق والتشاور السياسي حول القضايا الإقليمية، لاسيما في ظل ما تواجهه المنطقة من مخاطر وتهديدات متزايدة تؤثر على مصالح جميع الأطراف، بحسب البيان.
وأحاط شكري الوفد بنتائج زيارته الأخيرة إلى واشنطن، واللقاءات مع قيادات الإدارة الانتقالية والكونجرس الأمريكي بمجلسيه، ورؤية مصر لكيفية دفع عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية إلى الإمام، والتقويم المصري للأوضاع الإقليمية وتأثيراتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن وجهود مكافحة الإرهاب.
وكان موقع "ميديل إيست آي" البريطاني؛ قد نشر تقريرا حول اللقاء الأول للسيسي باللجنة الأمريكية اليهودية، في تموز/ يوليو 2015، قال فيه إن السيسي، التقى في مقر الرئاسة بالقاهرة، ممثلين عن اللجنة الأمريكية اليهودية التي تعرف بكونها المدافع الأول عن حقوق اليهود في العالم.
وذكر الموقع أنه على الرغم من شح المعلومات المتعلقة بهذا اللقاء، فإن المعلومات الواردة تؤكد أن السيسي حذر خلاله من أن نتائج المواجهات بين تنظيم الدولة والجيش المصري في شمال سيناء ستنعكس بشكل سلبي على واقع منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي شباط/ فبراير 2016 ذكر موقع "ميكور ريشون" الإسرائيلي أن السيسي التقى في القاهرة وفدا للمنظمات اليهودية الأمريكية، تزامنا مع لقاء وزير الخارجية المصري بكبير المنظمات اليهودية الأمريكية في واشنطن.
وذكر "ميكور ريشون" أن اللقاء، الذي امتد ساعتين، بحث في موضوعات متعددة داخلية وأخرى دولية، مثل علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل، وعلاقات مصر وإسرائيل، والتهديدات الإقليمية.
ومن جهته، سخر الإعلامي المصري باسم يوسف على حسابه بموقع "تويتر"، من عدم اعتراض أحد على استقبال السيسي وفدا من رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية، في خلال تواجده بمدينة نيويورك، في أيلول/ سبتمبر 2016، من أجل حضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشاد السيسي في اللقاء بالتعاون بين مصر وإسرائيل في ما وصفه بالحرب على الإرهاب.
واستنكر يوسف في تعليقه "عدم تسجيل أي اعتراض من قبل اللجان التي دائما ما تتهم وتخون العديد من البشر"، بحسب قوله.
وقال: "ما عنديش اعتراض والله، بس يا ترى نفس الألسنة واللجان اللي هارين البشر يمين وشمال بالاتهامات والتخوين حيسكتوا شوية؟ دولقتي ما يقدروش يتهموا حد إن فلان أو علان بيتشاور أو يتحاور معاهم".
وتابع ساخرا: "أهو الكبير بتاعكم ما عندوش مشكلة، المهم إنهم أكيد حيلاقوا تخريجة من ناحية أنه دهاء سياسي وذكاء الثعلب وفطنة النعامة"، في إشارة منه إلى السيسي.