نشرت صحيفة "فرانكفورته ألغيمانه" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الدور الهام الذي يلعبه قائد العمليات
الإيرانية في الأراضي السورية، قاسم
سليماني، منذ بداية تدخل إيران في الصراع الدائر في
سوريا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن قاسم سليماني، رجل إيران في سوريا، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منذ عام 1998، ساهم بشكل كبير إلى حد الآن في بقاء نظام
الأسد.
وذكرت الصحيفة أن خطيب الجمعة في طهران، آية الله محمد إمامي كاشاني، تحدث مؤخرا عن سيطرة قوات النظام على شرق حلب، قائلا "إن انتصار حلب يعتبر انتصارا للمسلمين على الكفار"، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن "هذا الانتصار كان نتيجة العزم والتصميم".
واعتبرت الصحيفة أن سليماني لعب دورا مهما في ترجيح كفة الحرب السورية لصالح قوات النظام؛ فقد استقر منذ سنة 2012 في دمشق، وتمكّن بالتعاون مع قوات حزب الله اللبناني من إعادة تنظيم قوات الأسد التي كانت بصدد الانهيار، كما أنه ساهم في تأمين كميات من الأسلحة والمعدات، فضلا عن أنه جلب عددا من المقاتلين من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان، ما مكنه من تكوين فيلق شيعي وصل تعداده إلى قرابة 50 ألف مقاتل.
وذكرت الصحيفة أن قاسم سليماني أصبح منذ آب/ أغسطس 2015 مسؤولا عن معركة حلب، وفي الشهر ذاته سافر إلى روسيا، رغم العقوبات المفروضة من طرف الأمم المتحدة على إيران، التي تشمل مسؤولين كبارا، من بينهم سليماني.
ومنذ سنة 2014، توجه قاسم إلى العراق؛ حيث أنشا قوات الحشد الشعبي. وبعد شهرين من دخول تنظيم الدولة الموصل، نجح سليماني ولأول مرة في وقف زحف التنظيم عند بلدة أمرلي ذات الأغلبية التركمانية الشيعية في محافظة صلاح الدين. كما اتفق مع القوات الأمريكية أيضا على تدعيم الهجوم جوا، وفي ربيع سنة 2015، نجح في استعادة مدينة تكريت العراقية من أيدي تنظيم الدولة.
وأفادت الصحيفة بأن سليماني، الذي ولد في سنة 1957 في محافظة كرمان وسط عائلة فقيرة، شارك في الحرب ضد العراق سنة 1980، باعتباره جنديا تابعا للحرس الثوري الإيراني.
وقد احتفل الإيرانيون بسليماني، باعتباره بطلا، في حين تصفه الصحافة السعودية "بمجرم الحرب" و"بالإرهابي".
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن سليماني يدرك تماما حجم القوة والنفوذ اللذين يمتلكهما، حيث إنه كتب في رسالة إلى القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال بترايوس قائلا: "يجب أن تعلم أنني أتحكم في السياسة الإيرانية، كما أنني أسيطر على كل من العراق ولبنان وغزة وأفغانستان، وأسيطر الآن أيضا على سوريا".