نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول تجاهل
المرشح الرئاسي اليميني للانتخابات الفرنسية،
فرانسوا فيون، لدعوات الأمير السعودي
محمد بن سلمان لعقد مقابلة معه.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كثّف اتصالاته مع ممثلين عن المرشح اليميني فرانسوا فيون، من أجل عقد لقاءات ثنائية بينهما بمناسبة الزيارة الخاصة التي أداها الأمير السعودي إلى باريس خلال الأسبوع الماضي.
وأضافت أن فرانسوا فيون الذي يخوض سباق الانتخابات الرئاسية في
فرنسا عن الجمهوريين، يبدو غير متحمس للقاء محمد بن سلمان، الذي ألحّ في طلب مقابلته خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وأكد أحد المقربين من فرانسوا فيون أنهم قد تلقوا بالفعل "طلبات عديدة من عدة مصادر لعقد لقاء بين الأمير السعودي وفرانسوا فيون"، لكنهم "لم يردوا عليها حتى الوقت الراهن".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير السعودي الذي يحظى بثقة الملك سلمان؛ أمضى أياما عديدة في باريس على أمل لقاء المرشح الفرنسي اليميني قبل العودة إلى الرياض.
وقالت إن المملكة
السعودية التي اختارت منذ البداية دعم المرشح آلان جوبي في سباق الانتخابات التمهيدية الفرنسية؛ أصبحت تشعر بالارتباك بعدما تبين أن الطريق أصبح مفتوحا أمام فيون نحو قصر الإليزيه، لافتة إلى أن المرشح اليميني لم يتردد خلال حملته الانتخابية في انتقاد سياسات المملكة السعودية التي اتهمها بدعم التطرف في العالم، وخاصة في فرنسا.
وذكرت الصحيفة أن السعوديين قلقون من إمكانية وصول فرانسوا فيون للسلطة، ما قد يعني تعيين برونو لومار في منصب وزارة الخارجية، مشيرة إلى أن هذا الأخير يُعرف برغبته في إعادة النظر في العلاقات بين فرنسا ودول الخليج، وتحديدا المملكة السعودية وقطر.
ويتبنى كل من برونو لومار وفرانسوا فيون، سياسة تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إيران، على حساب دول الخليج العربي، ما سيسمح لفرنسا بصياغة مفهوم جديد للعلاقات مع إيران.
وأضافت الصحيفة أن السعودية تعتبر شريكا استراتيجيا لفرنسا في عهد الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، "ويتبنى البلدان المواقف والتوجهات ذاتها في ما يتعلق بعديد المسائل الدبلوماسية، بما في ذلك نظرتهما للحرب السورية، التي يتفقان فيها على ضرورة رحيل بشار الأسد".
واستدركت: "لكن الشهر الأخير شهد بعض التوترات في العلاقة بين البلدين، بسبب عقود التسليح السعودية التي وعدت بها فرنسا".
وذكرت الصحيفة أن المملكة السعودية "طوت صفحة فرانسوا هولاند" على حدّ تعبير أحد رجال الأعمال السعوديين، بينما كثفت جهودها لعقد لقاءات مع شخصيات فاعلة في المشهد السياسي الفرنسي.
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إن أحد الدبلوماسيين علّق بسخرية على تجاهل فرانسوا فيون لمحمد بن سلمان، قائلا إن "الأمور كانت تحدث بشكل عكسي في الماضي؛ عندما كان المسؤولون السعوديون يجعلون نظراءهم الفرنسيين ينتظرون لساعات طويلة قبل مقابلتهم".