تلقى الإعلاميون الموالون لرئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، مقطع الفيديو الذي يظهر تعرض أفراد من حرسه للضرب والطرد والإهانة وسحب السلاح، على يد حرس الرئيس الأوغندي، يوري موسيفيني، لدى زيارة الأول لأوغندا، الأحد الماضي، بمواقف تتراوح بين إنكار صحة المقطع، ووصف حرس السيسي بأنهم أبطال، واتهام الإخوان بأنهم وراء ترويجه و"فبركته"، في وقت قال فيه دبلوماسي سابق إن حرس السيسي يجهلون قواعد البروتوكول.
الفجر والغيطي وحسني: "مفبرك والإخوان السبب"
وأنكرت صحيفة "الفجر" صحة الواقعة، ونشرت تقريرا بعنوان: "وسائل إعلام إخوانية تزعم: اشتباكات بين حرس السيسي وحرس الرئيس الأوغندي".
وزعم محمد الغيطي، في برنامجه "صح النوم"، عبر فضائية "إل تي سي"، مساء الأربعاء، أنه لا يظهر مصريون في المقطع، مضيفا: "يبدو أنهم خواجات أفارقة في بعض، أو أفارقة مع أجانب من خارج أفريقيا".
واستضاف الغيطي، في برنامجه، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية وتسوية النزاعات المسلحة، حسني صادق، الذي زعم أن الفيديو مفبرك بحرفية، ولا يمت للواقع بصلة، "ولو طالب في أولى إعلام.. هيكتشف ده"، حسبما قال.
وأكد حسني أن الإخوان وراء هذا الفيديو، وأرادوا "دق إسفين" بين مصر وأوغندا، بهدف استكمال الحرب ضد مصر، المستمرة منذ 25 يناير 2011، على حد زعمه.
وشدد على أن الفيديو عار تماما من الصحة، بغرض تعكير صفو زيارة السيسي لأوغندا، التي من شأنها توطيد العلاقات المصرية في المنطقة، بحسب قوله.
وأضاف، في مداخلته مع الغيطي، أنه لا يعقل للحرس المصري أن يقوم بمثل هذه التصرفات الصبيانية.
مؤسس جيش السيسي الإلكتروني: "أبطال"
وعلى العكس من "الفجر" والغيطي وحسني؛ قال الرائد خالد أبو بكر، مؤسس الجيش المصري الإلكتروني، أحد فروع المليشيات الإلكترونية للسيسي: "إن إعلام الشر يقول إن الحرس الشخصي للرئيس تشاجر مع حرس الرئيس الأوغندي، ورفع عليه السلاح، وجرده من سلاحه".
وتابع: "في مثل هذه المؤتمرات لا يُسمح بدخول الحرس جميعا، وتقتصر على الحرس الخاص، وباقي الحرس ينتظرون خارج القاعة، وما حدث أن الحرس المصري حاول الدخول بعد دخول الرئيس، وحرسه اللصيق، وحينها اعترض حرس القاعة الموجودة في منزل الرئيس الأوغندي، وهو حقهم الطبيعي".
وأضاف، بصفحة "الجيش الإلكتروني"، بموقع "فيسبوك": "الحرس المصري أصر على الدخول، ونظيره الأوغندي حاول صدهم بالقوة، لكن رجالنا تمكنوا من الدخول واحدا تلو الآخر "بكامل تسليحهم"، ما عدا ثلاثة أو أربعة حراس لم يتمكنوا من الدخول، وكان خلفهم على مسافة يقف اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس وباقي الوفد، وبعد أن هدأت الأمور، دخل البقية، لأنهم أبطال، ويحمون الرئيس في أي مكان"، حسبما قال.
ووصف أبو بكر، حرس السيسي، بالأبطال، مردفا: "هذا يحدث منذ عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حينما تمكن حراسه من تسريب سلاحهم في المطار، وتمكنوا من إفشال محاولة اغتياله في أثيوبيا، وتصدوا للإرهابيين"، على حد قوله.
الأشعل: يحتاجون لتعلم البروتوكول
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، أن ما حدث يشير إلى عدم كياسة ولياقة الحرس المصري.
وأضاف الأشعل، في تصريحات صحفية، أن حرس السيسي أخطأوا، ويحتاجون إلى تدريب على قواعد البروتوكول والتعامل الدولي مع الأطراف الخارجية؛ مردفا أن تلك التصرفات قد أسهمت في التشويش على زيارة السيسي، وعدم تحقيقها لأهدافها.
ورأى الأشعل أن هناك خطأ حدث من السفارة المصرية في
أوغندا؛ نتيجة عدم الاتفاق مع السلطات الأوغندية على دخولهم بالسلاح، وأن ذلك يُعد خللا في الإعداد للزيارة، مشيرا إلى أنه كان يجب على الحرس المصري أن يحترموا قواعد الدولة المضيفة "أوغندا"؛ باعتبار أنها المخولة بتأمين السيسي.
استمرار السخرية عبر "حرس السيسي"
إلى ذلك، استمر وسم (هاشتاغ) "حرس السيسي" في تصدر "تويتر". وسخر مغردون قائلين: "ضربونا في أوغندا يا بوحة".
وقال الإعلامي أسامة جاويش: "مشهد يليق بجنرال مهزأ ومدير مكتبه اللي بيضرب ترامادول".
وغرّد الشاعر عبد الله الشريف: "
#ضربوني_يا_هيما".
وبدوره كتب الناشط عمرو عبد الهادي: "حرس السيسي أكل علقة سخنة من حرس الرئيس الأوغندي في أوغندا.. انتوا لو رايحين مع رئيس حقيقي ماكنش حصل فيكم كده.. إنما ده سيسي يعني كل الرؤساء ركبته".
وكان السيسي، زار الأحد الماضي، أوغندا تلبية لدعوة من الرئيس الأوغندي لإجراء مباحثات ثنائية حول دعم التعاون بين البلدين، والتباحث حول عدد من القضايا التي تخص دول حوض النيل والتعاون في المجال الزراعي والتجاري، بحسب تغطية الإعلام المصري.