استأنفت القوات المسلحة
العراقية، السبت، العمليات العسكرية من المحور الشمالي لمدينة
الموصل (شمال البلاد)، بمساندة برية وجوية مباشرة وواسعة من قبل
التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية.
وكشف الجيش العراقي والتحالف أن الهدف من العمليات، فتح جبهات قتال في مختلف الجهات، لتشتيت مقاومة تنظيم الدولة وإضعاف قدرته على شن هجمات مضادة.
انطلاقة جديدة
وانطلقت معركة استعادة الموصل في 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بدعم جوي من التحالف الدولي، وتوقفت قبل 4 أيام، في إطار استعداد الجيش العراقي لاستكمال المرحلة الثانية من تحرير أحياء شرقي دجلة.
وقال المقدم الركن في الفرقة السادسة عشرة، يونس إحسان المعلمي، إن "المئات من القوات الأمريكية الخاصة (المارينز) وصلوا إلى الضفة الشرقية لدجلة من الطرف الشمالي مصطحبين معهم عجلات قتالية وآليات ثقيلة، وسط تحليق مكثف لطائرات الآباتشي الهجومية".
وأضاف أن "المدفعية الثقيلة للقوات الأمريكية باشرت بمعالجة الأهداف المسلحة للتنظيم (الثابتة والمتحركة) في مناطق بعويزة والسكر والصديق والحدباء والكندي، شمال الموصل، بمساحة 30 كيلومترا مربعا".
وأشار المعلمي، إلى أن "اللواء 76- الفرقة 16 واللواء 71- الفرقة 15، بالتعاون مع قوات حرس نينوى، بدأوا بالتقدم البري نحو الأحياء السكنية شمال المدينة والالتقاء مع القوات المسلحة العراقية الأخرى التي تقاتل في بقية الجبهات عند ضفاف النهر".
ويأتي استئناف العمليات بعد أسبوع من توقفها، حيث أعادت القوات العراقية ترتيب صفوفها، لشن الهجوم على المدينة من جميع الأطراف.
واقتصر الهجوم قبل ذلك على الجبهة الشرقة بقيادة قوات "مكافحة الإرهاب" (تابعة للجيش) التي دربها الجيش الأمريكي، لكن تقدمها تباطأ كثيرا في الأسابيع الأخيرة نتيجة مقاومة مسلحي تنظيم الدولة وهجماتهم المضادة التي أنهكت القوات العراقية.
وقبل أن تتقدم القوات العراقية ومن خلفها مباشرة القوات الأمريكية شمال المدينة، شنّت طائرات التحالف غارات على تجمعات لمسلحي التنظيم في الأحياء القريبة.
الحصيلة الأولية
وقال المقدم في اللواء 71- الفرقة 15، حمدون المعماري، إن "طائرات حربية قصفت فجر اليوم، بنحو 7 صواريخ تجمعات قتالية لعناصر التنظيم في مناطق المهندسين والشرطة والأندلس والزراعي عندما كانوا يستعدون لشن هجمات على مواقع القوات العراقية-الأمريكية في منطقة الشلالات، شمال المدينة".
وأضاف أن "القصف أسفر عن مقتل 17 مسلحا وإصابة نحو 6 آخرين، كحصيلة أولية للغارات الجوية، وإجبار الآخرين على التراجع وعدم تنفيذ هجماتهم المسلحة".
ورأى المعماري، أن "مشاركة القوات الأمريكية بعمليات برية وجوية سوف يساعد في القضاء على التنظيم بنحو عاجل، لما تمتلكه هذه القوات من إمكانيات قتالية كبيرة جدا ومميزة في الوقت ذاته"، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، وعناصر تنظيم الدولة، في الجانب الغربي لضفة النهر، بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد التنظيم في المحور الشمالي.
وقالت مصادر أمنية، إنه "في تمام الساعة الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي، شنّ نحو 15 شخصا هجوما على مواقع هامة للتنظيم في منطقة الدندان جنوب الموصل، واشتبكوا معهم لنحو 10 دقائق مستخدمين في ذلك أسلحة خفيفة قبل أن ينسحبوا إلى جهة مجهولة".
وأكدت المصادر، أن "التنظيم فرض طوقا أمنيا مشددا على المنطقة وأقام نقاط تفتيش عند مداخلها ومخارجها في محاولة منه للوصول إلى منفذي العملية والجهة التي تقف وراءهم وتساندهم". وتابعت: "لغاية الآن لم تتبنَ أي جهة من فصائل المقاومة هذه العملية".
ورجحت المصادر ذاتها، أن "تشهد الموصل ازدياد عمليات كهذه ضد التنظيم مع اشتداد معارك التحرير واستمرار القوات بالتوغل نحو أهدافها".