منذ انقلابه
العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013، أطاح رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي بأكثر من نصف أعضاء
المجلس الأعلى للقوات المسلحة
المصرية (أعلى هيئة عسكرية في مصر)، حيث يُجري كل فترة حركة تغييرات تشمل عددا من كبار قادة الجيش، ليصبحوا بموجبها خارج تشكيل المجلس العسكري، وفي الوقت ذاته يتم تعيين معظمهم في وظائف استشارية أو فنية أو حكومية لا قيمة أو تأثير لها على الإطلاق داخل المؤسسة العسكرية، فيتم تعيين بعضهم مساعدين لوزير الدفاع أو مستشارين عسكريين للسيسي أو وزراء بالحكومة.
وتغير دور "المجلس العسكري" بصفة جوهرية عقب ثورة يناير، حيث أصبح هو المسيطر والمحرك والمخطط لتفاعلات المشهد المصري بشكل كبير وواضح لا يخفى على أحد، بينما كان دوره قبل
الثورة غير ملموس أو فاعل بدرجة كبيرة، بل إنه لم يكن يجتمع إلا في المناسبات السنوية للحروب السابقة فقط، وهذا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع "مبارك".
ووفقا للقانون رقم 20، الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور في 24 شباط/ فبراير، يتكون المجلس العسكري من خمسة وعشرين عضوا، بمن فيهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، إلا أنه يحق للسيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي تعيين أعضاء في المجلس، ويستمر وزير الدفاع في رئاسة "المجلس" إلا عند حضور "السيسي" لأحد الاجتماعات.
وقبل استقالته من منصبه كوزير للدفاع تمهيدا للترشح للرئاسة بأيام قليلة، أجرى "السيسي" في 17 آذار/ مارس 2014 أول حركة ملحوظة في التغييرات الداخلية بقيادة الجيش.
وعقب استقالة "السيسي" من منصبه كوزير للدفاع، أدى الفريق أول صدقي صبحي، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، اليمين الدستورية وزيرا للدفاع في 27 آذار/ مارس 2014، وتم تعيين صهر "السيسي" اللواء محمود حجازي، الذي كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية، رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، رغم أن كل التوقعات كانت تشير وقتها لاختيار الفريق عبدالمنعم التراس (تمت الإطاحة به مؤخرا) لمنصب رئاسة الأركان.
وردا عما إذا كان له صلة بتعيين صهره اللواء محمود حجازي رئيسا لأركان القوات المسلحة، قال "السيسي": "إجابتي حاسمة جدا، أنا ما عملتش ده مع أولادي، قيمي تمنعي أتصرف وأفكر بهذه الطريقة.. هذا اختيار المجلس الأعلى للقوات المسلحة"، مؤكدا أن "الجيش كله أهل ثقة، من أول جندي بيخش الجيش لأعلى رتبة فيه ما عندناش الكلام ده"، وفق قوله.
ويؤكد مراقبون أن الإجراءات التي يقوم بها "السيسي" في الجيش - وخاصة إعادة تشكيل المجلس العسكري- تهدف بالأساس لمحاولة بسط سيطرته وفرض نفوذه المطلق عليه، كي يضمن الولاء التام له، وخضوعه لقراراته، وكي لا يشعر بأي خطر ما من قبل أي أحد من قادة الجيش.
ومن المنتظر أن يقوم "السيسي" بحركة تغييرات جديدة داخل صفوف الجيش المصري خلال شهر كانون الثاني/ يناير المقبل في نشرة التنقلات الخاصة بالقوات المسلحة، وهي نشرة دورية تصدر مرتين في العام، إما في كانون الثاني/ يناير أو تموز/ يوليو.
وكان مصدر رفيع المستوى، قد صرح، في 19 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لموقع "دوت مصر"، بأنه تم التصديق على تعيين اللواء وحيد عزت رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة بدلا من اللواء توحيد توفيق، وأنه تم الإبقاء على رئيس المخابرات الحربية محمد فرج الشحات، ومدير إدارة الشؤون المعنوية محسن عبد النبي في مناصبهما.
وأشار موقع "دوت مصر"، القريب من المخابرات، الذي قام بحذف الخبر بعد أقل من ساعتين من نشره على موقعه، بينما تركه على صفحته الرسمية على "الفيسبوك" حتى الآن، إلى أن "السيسي" اعتمد نشرة التنقلات الخاصة بشهر كانون الثاني/ يناير المقبل بعد الاجتماع مع وزير الدفاع صدقي صبحي منذ عدة أيام.
وفيما يلي أبرز قادة الجيش الذين أطاح بهم "السيسي" عقب انقلابه العسكري:
12 آب/ أغسطس 2013،
إقالة قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري اللواء العربي السروي، وتم تعيينه محافظا للسويس، (تمت الإطاحة به أيضا من منصب المحافظ في 25 كانون الثاني/ ديسمبر 2015).
17 آذار/ مارس 2014، إقالة قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي، وتعيينه رئيسا لهيئة التدريب.
17 آذار/ مارس 2014، إحالة رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة اللواء إبراهيم نصوحي للتقاعد.
17 آذار/ مارس 2014، إقالة مدير إدارة شؤون الضباط اللواء مصطفى الشريف، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع، ثم رئيسا لديوان رئاسة الجمهورية.
17 آذار/ مارس 2014، إقالة قائد المنطقة الجنوبية اللواء محمد عرفات، وتعيينه رئيسا لهيئة التفتيش.
30 حزيران/ يونيو 2014، إقالة رئيس الهيئة الهندسية اللواء طاهر عبد الله طه، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع.
30 حزيران/ يونيو 2014، إقالة قائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء سعيد محمد عباس، وتعيينه مديرا لسلاح المشاة.
30 حزيران/ يونيو 2014، إقالة المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي، وتعيينه سكرتيرا للمعلومات برئاسة الجمهورية، ثم ملحقا عسكريا بإحدى السفارات الأجنبية.
31 كانون الثاني/ يناير 2015، إقالة قائد الجيش الثالث الفريق أسامة عسكر، وتعيينه بوظيفة مستحدثة، وهي قائد منطقة شرق القناة.
12 نيسان/ إبريل 2015، إقالة قائد القوات البحرية الفريق أسامة الجندي، وتعيينه نائبا لرئيس هيئة قناة السويس.
12 نيسان/ إبريل 2015، إقالة رئيس المخابرات الحربية اللواء صلاح البدري، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع.
10 حزيران/ يونيو 2015، إقالة رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء محسن الشاذلي.
10 حزيران/ يونيو 2015، إقالة رئيس هيئة التنظيم والإدارة، اللواء أحمد أبو الدهب، وتعيينه مساعدا لوزير الدفاع.
· 10 حزيران/ يونيو 2015، إقالة قائد المنطقة الغربية العسكرية اللواء محمد المصري، وتعيينه رئيسا لهيئة التنظيم والإدارة.
· 19 أيلول/ سبتمبر 2015، إقالة رئيس هيئة التسليح للقوات المسلحة اللواء محمد العصار، وتعيينه وزيرا للإنتاج الحربي.
6 آيلول/ سبتمبر 2016، إقالة رئيس هيئة الإمداد والتموين في القوات المسلحة اللواء محمد على الشيخ، وتعيينه وزيرا للتموين.
· 17 كانون الأول/ ديسمبر 2016، إقالة قائد القوات البحرية الفريق أسامة منير ربيع، وتعيينه نائبا لرئيس هيئة قناة السويس.
· 17 كانون الأول/ ديسمبر 2016، إقالة قائد الدفاع الجوي الفريق عبد المنعم التراس، وتعيينه مستشارا عسكريا للسيسي.
· 17 كانون الأول/ ديسمبر 2016، إقالة قائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء محمد الزملوط، وتكليف اللواء محمد لطفي قيادة المنطقة بدلا منه.
· 19 كانون الأول/ ديسمبر 2016، إقالة رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة اللواء توحيد توفيق، وتكليف اللواء وحيد عزت بدلا منه (وفقا لموقع دوت مصر).