خضع رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين بن
نتنياهو" للتحقيق في منزله من قبل
الشرطة الإسرائيلية لمدة تجاوزت أربع ساعات ونصف بتهم استغلال المنصب وقبول الهدايا وأخذ الرشاوى من رجال أعمال خلال اليومين الماضيين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها إن الشرطة حققت مع نتنياهو في شبهات تلقي "منفعة شخصية".
وأضافت الشرطة في بيانها :"مساء الإثنين حققت الشرطة مع رئيس الحكومة السيد بنيامين نتنياهو وذلك تحت طائلة التحذير ودائرة الشبهات في تلقي وعلى ما يبدو منفعة شخصية، بحيث امتدت
التحقيقات التي أجريت في مقر سكنه في القدس".
وختمت الشرطة بيانها بالقول إنه لا يمكن في هذه المرحلة الخوض في أي من التفاصيل الأخرى ذات العلاقة، وفق تعبير البيان.
التحقيق جبري
وقال المختص بالشؤون الإسرائيلية علاء الريماوي إن التحقيق تحت "طائلة التحذير" يعني أن نتنياهو خضع إجباريا للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف الريماوي في حديث مع "
عربي21" :"إن الطلب للتحقيق تحت دائرة التحذير يعني أن يؤخذ لجلسة تحقيق حقيقية مع محاميه ويجلس منفردا مع المحققين وهو بمثابة رفع الحصانة عنه".
واوضح الريماوي أيضا إنه في حال عدم خضوع نتنياهو للتحقيق "فإن ذلك يعني إحضاره بشكل جبري، الامر الذي يدلل أن الاتهامات هي جدية وحقيقية".
وأشار المختص أيضا إلى أن المسارات التي تتم فيها القضية الان هو الحديث عن شخصية رئيس الحكومة كفاسد إضافة لأسرته، وقال أيضا:" حتى لو لم يخضع نتنياهو للمحاكمة فإن ذلك سينعكس على شعبيته من خلال استطلاعات الرأي، وذلك بتقدم المعارضة عليه خلال الشهور الماضية".
هل تدخلت أمريكا؟
وأشار الريماوي إلى أنه يميل للاعتقاد أن تحريك دعاوى
الفساد الأخيرة ضد رئيس الوزراء تقف ورائها الإدارة الأمريكية من خلال تحريكها لبعض التيارات في إسرائيل.
وأضاف:" أعتقد أن تيارا في الولايات المتحدة أراد أن يرسل لنتنياهو رسالة تحذيرية بأن لا يتخطى حدوده مع الإدارة الأمريكية الراحلة من خلال تحريك قوى متحالفة معها في اسرائيل، وأعتقد أن ذلك من بين صفعات اوباما الموجهة لنتنياهو".
من جهته قال الأكاديمي والباحث في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر إن تحريك الدعاوى ضد نتنياهو كانت قيد المشاورات الشرطية في إسرائيل منذ أشهر عديدة، وبأنه لا يعتقد أن الإدارة الأمريكية لها أي تدخل.
وأضاف أبو عامر في حديث مع "
عربي21" إلى أن التدخل الأمريكي قد يكون في العادة في القضايا السياسية الحزبية، وليس القانونية التي تحتاج لأدلة وبراهين وتنصت ووثائق وشواهد ومؤشرات، او كما قال.
وقال أيضا :" من أوصى الشرطة بشكل رسمي ببدء التحقيق هو المستشار القضائي للحكومة "أفيخاي مندلبيت"، وهو السكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية وأمين سر نتنياهو وهو مقرب منه بشكل شخصي".
اتهامات نتنياهو
وأشار أبو عامر إلى أن المستشار تروى كثيرا في إحالة الملف الى الشرطة نظرا للعلاقة الشخصية مع نتنياهو، وبأنه بعد اكتمال الملف من قبل الجهات القضائية والشرطية التقى معه قبل أيام وطلب منه رسميا إحالة الموضوع للشرطة للتحقيق معه، وأشار أبو عامر إلى أن انتظار المستشار أكثر من ذلك يعد بالنسبة له تستر وخيانة للأمانة.
وقال أبو عامر أيضا إن فساد نتنياهو كان مادة إعلامية في قنوات إسرائيل المتعددة، وأضاف:" القناة الثانية بثت برنامجا لمدة ساعة ملخصه أن سارة_ وهي زوجة نتنياهو_ هي من تدير الدولة، إضافة لتحقيق صحفي شهير كتب كلاما مطولا بأن نتنياهو يسيء للدولة ما دفع نتنياهو للرد على الموضوع، واتهمه بالعمل لصالح اليسار الإسرائيلي وبالعمل على هدم أركان حكومته".
وذكر أبو عامر أن المعطيات تؤكد أن نتنياهو عليه شيء ما أو ما قد يدينه في قضيتين جنائيتين.
وقال:" الأولى تم الكشف عنها بتلقي هدايا وتسهيلات ورشاوى، والثانية ما زالت طي الكتمان، ويقول الإسرائيليون أنفسهم أنها ستكون الضربة القاضية له ولكن لم يكشف عنها بعد، هذا قد يحصل في قادم الايام".
العد التنازلي
وأشار أبو عامر إلى أن عام 2017 قد يكون عام هزة سياسية لنتنياهو، وقد يضطر لمغادرة مقعد رئاسة الحكومة.
وختم الأكاديمي حديثه قائلا :"الأجواء في اسرائيل تشير إلى أن العد التنازلي قد بدأ فعليا ضد نتنياهو بالاستقالة أو الإقالة وذلك من خلال تقديم قانون لسنه في الكنيست يوم أمس لشغر موقع رئيس الحكومة في حال عدم قدرته على مزاولة أعماله بسبب انشغاله مع المحامين أو الشرطة أو القضاء بالتالي لن يكون متفرغا لقراءة تقارير الموساد والجيش وغيره، بالتالي الدعوة لانتخابات مبكرة خلال العام الحالي".