قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، إن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بدأ بالتراجع أمام
روسيا، وذلك من خلال توفير سلاح الجو الروسي الغطاء لتركيا في عملياتها العسكرية لتحرير مدينة الباب من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما اختارت أمريكا دعم الأحزاب الكردية السورية المعادية لتركيا.
خروج أمريكا والسعودية
وأضاف هيرست في المقال المنشور على "
عربي21" باللغة العربية، أن ما يحصل هو نظام عالمي جديد بدأ من
سوريا على الأقل وقال: "يمثل سقوط حلب ما يشبه التغير في النظام بين تلك الدول التي كانت توجه المعارضة السياسية والعسكرية السورية وتتحكم بها، فقد خرجت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودخلت
تركيا".
وأشار إلى أن "السعودية كانت تتحكم بمسار كل تحرك تقوم به المعارضة السورية مهما كان صغيرا في ما سبق، وهذا ما لم يعد الآن، و وفقا للكاتب فإن الملك سلمان خطب حديثا في مجلس الشورى المعين، قبل أيام قليلة من سقوط حلب، ولم يشر سلمان في خطابه إلى سوريا ولا مرة واحدة في الجزء الذي تناول فيه الشؤون الخارجية، ولم يأت ذكرها إلا في جملة واحدة عابرة في الفقرة التي خصصها للعمل الإغاثي".
وأوضح هيرست أن السعودية بعثت برسالة للثوار السوريين بأنها غير مهتمة بهم.
خيبة الأمل التركية
وعلى المحور التركي قال الكاتب إن خيبة الأمل التركية من إدارة أوباما مستمرة، حيث طلب الأتراك منذ سنوات مناطق حظر طيران دون جدوى، كما طالبوا بتزويد الجيش الحر بأسلحة لتغير مسار الحرب لكن أوباما اعترض على ذلك وحال دون تحقيقه.
وذكر الكاتب أن المسؤولين في الحكومة التركية يعتقد معظمهم بأن واشنطن إما أنها كانت ضالعة في المحاولة الانقلابية، أو أنها كانت على علم مسبق بها.
وقال هيرست إن جميع التطورات السابقة كانت بمثابة المن والسلوى على حليف أردوغان ويقصد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف الكاتب:" بات الملف التركي في غاية الأهمية بالنسبة لموسكو، وبلغ من الأهمية بمستوى لا يسمح عنده بتعطيله أو تخريبه ولا حتى بسبب حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة".
وقال إن انسحاب تركيا من الناتو وهي ثاني أكبر جيش فيه سيكون إنجازا كبيرا لبوتين.
ونوه الكاتب إلى أن روسيا ليست مهتمة على ما يبدو بالقضاء على الثوار السوريين في إدلب، ولا حتى بإثارة الغالبية العظمى من المواطنين المسلمين السنة ضدهم. ولذلك جاء نشر 400 شيشاني مسلم من السنة، ضمن الشرطة العسكرية الروسية في حلب ثمرة أخرى من ثمار الاتفاق التركي الروسي.
تباعد المصالح الروسية الإيرانية
ويقول ديفيد إنه عند هذه النقطة تتباعد المصالح الروسية والإيرانية وتتباين، حيث لم تجد روسيا مشكلة في أن يشن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على خطوط إمداد حزب الله في جنوب سوريا.
وأشار إلى أن التدخل الروسي في سوريا كان على النقيض من دوافع التدخل الإيراني في سوريا ذات الطابع العقائدي (الأيديولوجي) كما قال.
واتهم الكاتب إيران بأنها العقل المدبر لخطة إعادة رسم خريطة التقسيمات الإثنية والعرقية في وسط سوريا. بحيث لا تريد إيران وجود أي مناطق يسيطر عليها السنة بين دمشق والحدود اللبنانية.
وقال الكاتب إن إيران دفعت لهجوم شامل على إدلب بكل قوة، ولكن دون أن يحالفها التوفيق بسبب الرفض الروسي.
وحول أبرز الخاسرين من الحلف التركي الروسي قال هيرست إنها المليشيات المدعومة من قبل إيران ووحدات حماية الشعب الكردية.
وفي ختام مقاله قال الكاتب إن ذلك ليس نهاية القصة، فإيران والأسد لا يمكن ردعهما بسهولة كما أثبتت الانتهاكات الأخيرة لوقف إطلاق النار، ولا تريدان أن تتركا المجال لتركيا أن توحد وتعيد تأهيل الجيش السوري الحر، كما أنه لن يكون سهلا على الإطلاق التحكم بفصائل الثورة السورية وتشغيلها وتوقيفها متى أرادوا.
لقراءة المقال كاملا باللغة العربية
من هنا