كشفت صحيفة "ستار" التركية؛ عن معلومات جديدة متعلقة بالهجوم الدموي الذي استهدف ملهى "رينا" الليلي في إسطنبول، وأسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة 60 آخرين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مصادر أمنية أفادت بأنّ منفذ الهجوم جاء إلى
تركيا برفقة زوجته وطفليه بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وذهب بعد يومين إلى قونية، والتقى هناك بـ"الشيخ يوسف"، وهو اسم مستعار لأحد عناصر
تنظيم الدولة، وفق قول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن المعلومات ذاتها أشارت إلى أنّ "الشيخ يوسف" جاء برفقة منفذ الهجوم إلى إسطنبول، وأجلسه في بيت ظهر لاحقا بأنه أحد منازل خلايا تنظيم الدولة. وأظهرت لقطات فيديو الشخصين وهما يشتريان تذكرة حافلة للتوجه من قونية إلى إسطنبول.
وأضافت صحيفة ستار أن منفذ الهجوم حاول تضليل الجهات الأمنية من خلال طلبه من أحد سائقي سيارات الأجرة التي استقلها بعد الهجوم؛ بأن يستخدم جواله ليتصل بصديق له سيتكفل بدفع أجرة التاكسي. لكن الهاتف كان مغلقا، حيث بحثت السلطات التركية حول صاحب هذا الرقم، ليتبين لها بأنه مغلق منذ ثلاثة أيام، وأن منفذ الهجوم ربما استخدم هذه الحيلة لتضليل الجهات الأمنية.
وعن دلائل جديدة حول تصرف مُنفذ الهجوم باحترافية عالية بهدف قتل أكبر عدد ممكن من الناس، ذكرت المصادر الأمنية بأنه قام بإلصاق مخازن الرصاص بصورة معكوسة، حتى لا يضيع المزيد من الوقت في عملية تبديل مخزن الرصاص الفارغ من سلاحه.
ونقلت الصحيفة وجهة نظر الجهات الأمنية التي تعتقد أن منفذ الهجوم من "الذئاب المنفردة"؛ التي استخدمها تنظيم الدولة في وقت سابق لتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا في أورلاندو، وفي نيس الفرنسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن منفذ الهجوم تصرف ببرودة أعصاب كبيرة بعد تنفيذه المجزرة وخروجه من المكان، ولم يبدُ عليه الهلع أو الخوف، بل استقل سيارة أجرة وذهب بها. وفي الطريق طلب من السائق التكلم مع صديقه بحجة طلب تأمين أجرة التكسي منه.
وبعد ذلك استقل سيارة أخرى وطلب من السائق التوجه إلى منطقة "زيتن بورنو"، وأخبره بأنه لا يملك نقودا، وأنه سيدفع له الأجرة حالما يصل، عن طريق أصدقائه. وبعد وصوله، توجه منفذ العملية إلى مطعم من مطاعم "الإيغور" في المنطقة، وأيقظ العاملين فيه وأخذ منهم نقودا ودفعها لسائق الأجرة. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات التركية اعتقلت العاملين في المطعم وبدأت باستجوابهم.
وأضافت الصحيفة أن منفذ الهجوم استخدم زوجته وطفليه بهدف تضليل السلطات الأمنية، مما سهل عليه الحصول على مكان للإقامة، حيث بدا وكأنه مصحوبا بعائلته. في المقابل، استجوبت السلطات التركية عددا من وسطاء تأجير العقارات، الذين يقومون بتأجير البيوت للأجانب.
وتتضارب الأنباء حول اعتقال زوجة منفذ الهجوم. فوفقا لمصادر أمنية، فإن زوجة منفذ الهجوم محتجزة، حيث قالت خلال التحقيقات إنها لم تكن على علم بانضمام زوجها إلى تنظيم الدولة. ومن جهة أخرى، نفت مصادر أخرى خبر اعتقال زوجة منفذ الهجوم.
وأفادت الصحيفة أن السلطات التركية أوقفت شخصين في مطار أتاتورك الدولي، يحملان الجنسية التركية، حيث تم التحقيق معهما لمدة ساعة، والتحقق من جوازي سفرهما وحقائبهما، قبل أن يتم اعتقالهما ثم نُقلوا إلى دائرة مكافحة
الإرهاب من أجل مواصلة استجوابهم والتحقيق معهم.