أعرب سوريون لاجئون من مدينة
حلب السورية إلى
تركيا؛ عن خشيتهم من العودة إلى مدينتهم بعد سيطرة نظام
بشار الأسد عليها، وذلك خوفا من إلحاق أبنائهم قسريا بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام.
وقالت مصادر سورية محلية لـ"
عربي21" إنه خلال الشهر الأخير، وبعد سيطرة النظام على كامل الرقعة الجغرافية لحلب؛ سُجلت عودة العشرات من العائلات الحلبية من تركيا إلى حلب، إلا أن مسؤولا أمنيا تابعا لفصائل الثورة؛ أكد أن غالبية هذه العائلات تعود إلى أراض تسيطر عليها هذه الفصائل، بعد "تحريرها" من
تنظيم الدولة ضمن "عملية الفرات".
وأفاد سائق شاحنة يعمل في شركة نقليات سورية مقرها مدينة غازي عنتاب التركية، بأن عشرات العائلات يوميا تغادر باتجاه الأراضي السورية، عن طريق معبر جرابلس الحدودي.
وقال السائق الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الكثير من العائلات الحلبية تصطحب الأثاث المنزلي معها، وذلك بعد تعرض محتويات بيوتها في مدينة حلب للسرقة، مضيفا أنه من "اللافت أن يعود هؤلاء إلى مناطق يسيطر عليها طرف لم يستطيع حماية ممتلكاتهم من السرقة، بل إنه قد يكون المسؤول الأول عن تلك السرقات"، وذلك في إشارة إلى "تعفيش" قوات النظام لأحياء حلب التي كانت تسيطر عليها
فصائل الثورة.
إجراءات سهلة
وأضاف السائق لـ"
عربي21" أن إجراءت الدخول إلى الأراضي السورية "سهلة"، موضحا أنه يقوم بنقل الأثاث والأدوات المنزلية إلى معبر جرابلس الحدودي من الجانب التركي، لتقوم سيارت وجرارت معدة لهذا الغرض بتوصيلها إلى الأراضي السورية.
وفي ما يتعلق بإجراءات دخول اللاجئين إلى الأراضي السورية من البوابة الحدودية؛ بيّن السائق أن الجانب التركي يقوم باستلام البطاقة الشخصية المؤقتة (الكملك)، ومن ثم يسمح للشخص بالدخول، وبذلك يكون اللاجئ ممنوعا من دخول الأراضي التركية مجددا.
"نوع من الغباء"
من جهته؛ وصف الناشط الإعلامي، أبو محمود الناصر، عودة الأهالي إلى مدينة حلب، وخصوصا الشباب، بأنه "نوع من الغباء"، مبديا استغرابه من الإقدام على هذه الخطوة "في ظل اعتقالات يشنها النظام في المدينة بالجملة".
وأكد الناصر لـ"
عربي21" أن "قوات النظام تقود المعتقلين من الشباب إلى الخدمة الاحتياطية، ليجبروهم بعد ذلك على القتال".
بدوره؛ قال الحلبي أمجد (38 عاما) إنه "بالرغم من كل التطمينات التي يسوقها له شقيقه المقيم في مدينة حلب؛ بأن اسمه غير مطلوب للجهات الأمنية التابعة لنظام الأسد؛ إلا أنه لا يزال يخشى العودة".
وأوضح أمجد (اسم مستعار) المقيم في مدينة غازي عنتاب التركية، أنه لا يريد اتخاذ قرار قد يندم عليه فيما بعد، قائلا لـ"
عربي21" إن "أقاربي هناك يصفون أوضاع مدينة حلب بأنها تتجه للأفضل، ولكن النظام يقتاد كل الشباب للخدمة الاحتياطية".
ولم يشارك أمجد في الثورة السورية؛ لا من قريب ولا من بعيد، ومع ذلك فهو يرى أن قرار العودة "أمر في غاية الخطورة"، مشيرا إلى أن شوقه إلى مدينته، وأوضاعه الاقتصادية المتردية الناجمة عن ارتفاع إيجار المنازل والفواتير الشهرية؛ تدفعانه باتجاه المجازفة بالعودة إلى حلب.
العائلات تعود إلى مناطق "الثورة"
من جانبه؛ ذكر أمني معبر جرابلس، الملقب بـ"أبي جلال" أن حوالي 50 عائلة تدخل يوميا باتجاه الأراضي السورية بشكل شبه يومي.
وقال الأمني التابع لفرقة الحمزة المناهضة للنظام السوري، إن نسبة العائلات التي تتوجه إلى مدينة حلب "ليست كثيرة كما يتم تصويرها، فغالبية هذه العائلات من سكان ريفي حلب الشمالي والشرقي، وهي المناطق ذاتها التي استطاعت قوات الثورة أن تحررها من قبضة تنظيم الدولة؛ في إطار عملية درع الفرات".
وتابع أبو جلال لـ"
عربي21": "لقد سيطرت قوات درع الفرات على أكثر من 160 بلدة وقرية في ريف حلب، وهذه البلدات والقرى بدأت تعود إلى حياتها الطبيعية تدريجيا".