تضاربت الأنباء خلال الأيام الماضية حول الوصول إلى اتفاق بين النظام السوري، والمليشيات الداعمة له، من جهة، والفصائل في
وادي بردى وعين الفيجة، من جهة أخرى.
وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام قد ادعت دخول مهندسين روس إلى منشأة عين الفيجة، التي تمد أحياء دمشق بالمياه، لإصلاحها، وهو ما نفاه المفاوض الأول باسم هيئات وادي بردى، الشيخ صافي علم الدين، بحسب وكالة "سمارت" السورية.
وأكّد عضو الهيئة الاعلامية لوادي بردى، أبو محمد البرداوي، أنّ النظام أرسل الجمعة، عددا من وجهاء المنطقة للمطالبة بإجراء مصالحة شاملة على غرار ما جرى في قدسيا والتل، إلا أنّ الأمر قوبل بالرفض الشديد من الفصائل وأهالي المنطقة، وفق ما نقلته صحيفة "عنب بلدي".
وشدد البرداوي على أن أهالي وادي بردى؛ رفضوا بشكل كبير إجراء أي هدنة، أو التوصل إلى تهدئة مع قوات الأسد، مضيفا "لو أرادوا الموافقة لوافقوا منذ شهرين على ذات الطرح قبل أن تهدّم قراهم، ويستشهد أبناؤهم ويصاب عدد كبير من أبناء المنطقة وجلهم أطفال ونساء".
في المقابل، كشف منسق الفصائل، عبد المنعم زين الدين، أن "ما حصل هو إعلان لوقف إطلاق النار من قبل العدو فقط، مع أنه استمر بالقنص وقتل المدنيين. وجاء الوفد الروسي لحاجز دير قانون، والتقى وفدا من المدنيين، ثم تم تحميل رسالتهم (الروس) للثوار مع وفد مفاوض من اهالي البلدة"، بحسب ما نشره على قناته على "تلجرام".
والتقى الوفد بالثوار والأهالي، "ولم يكن همه وقف القصف أو إعادة المياه، إنما رفع علم البعث على النبع كي يقول لأهالي دمشق إن المياه من نعمة القائد وإنجازات الحركة التصحيحية، في حين رفض الثوار هذا العرض الذي لا يتضمن أي ضمانة لوقف إطلاق النار، مما أغضب الجنرال الروسي وهدد بمسح قرى عين الفيجة وبسيمة، ورفع سقف شروطه بإدخال كتيبة مشاة من الحرس الجمهوري ترافق ورشة الصيانة"، بحسب زين الدين.
وبعد تعثر المفاوضات، شنت المقاتلات الحربية التابعة للنظام السوري غارات جوية مركزّة على قريتي بسيمة، وعين الفيجة، وتسبب القصف بجرح عدد من المدنيين، نقلوا إلى المشافي الميدانية في المنطقة. كما قصفت قوات النظام بالمدافع الثقيلة وصواريخ أرض – أرض الأحياء السكنية في قرية عين الفيجة.
وقالت وكالة "قاسيون" للأنباء إن "قوات النظام ومليشيا حزب الله قصفوا بعشرات الصواريخ قرية بسيمة في وادي بردى"، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين الثوار وقوات النظام على أطراف قرية الحسينية بريف دمشق الغربي.
ويأتي استمرار التصعيد العسكري للنظام السوري عقب انهيار المفاوضات بين الثوار وروسيا، إذ تسعى قوات النظام وحزب الله للسيطرة على وادي بردى والضغط على السكان والفصائل للخروج إلى إدلب، شمال
سوريا.
وأكد البرداوي أن النظام السوري وحزب الله يتذرعان بمحاربة عناصر جبهة فتح الشام في حملتهم الأخيرة على المنطقة، رغم عدم وجود عناصر للجبهة في المنطقة. كما انتقد عجز
روسيا، أمام "صبية وزعران حزب الله"، كما قال.
ومنع حاجز لحزب الله وفدا روسيا من الدخول إلى المنطقة للاطلاع على وضع المنطقة؛ مرتين خلال الأيام القليلة الماضية.
وكانت قوات الأسد قد بدأت هجوما على قرى وادي بردى، قبل حوالي عشرة أيام، ما أدى إلى انقطاع المياه عن مدينة دمشق وريفها، نتيجة خروج نبع عين الفيجة عن الخدمة، بينما منع النظام وحزب الله دخول ورش الصيانة إليها.