تخوض دولة
الإمارات المشاركة ضمن
التحالف العربي الذي تقوده السعودية، آخر عملياتها العسكرية ضد المتمردين الحوثيين وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح، في جبهة باب المندب على طول الساحل الغربي اليمني المطل البحر الأحمر.
وتشرف الإمارات على التحرك العسكري الأخير، الذي انطلق قبل أيام لتحرير الشريط الساحلي الممتد من منطقة كهبوب بمحافظة لحج والواقعة غرب عدن، مرورا بذوباب التابعة في باب المندب التي تطل على الممر المائي الدولي، يحمل الاسم نفسه، وصولا إلى مدينة المخا غرب مدينة تعز.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها "عربي21" من مصادر مقربة من الحكومة باليمن إلى أن أبوظبي تخوض آخر جولات الحرب ضد الحوثيين وكتائب صالح في ساحل باب المندب، بعد استدارتها نحو دعم خارطة الحل السياسي الذي تتبناه الأمم المتحدة، واستبعاد الحسم العسكري.
وأضافت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، لـ"عربي21"، أن الإماراتيين رفضوا المشاركة في عمليات تحرير الساحل الغربي، قبل أن ترضخ لضغوط مورست عليها من قبل السعودية لإدارة هذه الجولة، على أن تكون آخر عملياتها ضد المتمردين وقوات صالح.
ونقلت المصادر عن قائد قوات التحالف العربي، العميد الركن سلطان الحبسي، وهو ضابط إماراتي، قوله: إن قوات بلاده تخوض آخر معاركها البرية في جبهة باب المندب، لقطع خطوط تهريب السلاح للحوثيين، وإسناد مهام تأمينه للقوات اليمنية، الأمر الذي يشير إلى "انتهاء مهمة الجنود الإماراتيين كما سبق ولمح لذلك بعض المسؤولين منتصف العام الماضي.
لكنها لفتت إلى أن المخاوف من تراجع التحالف في حسم معركة الساحل في باب المندب التي يمسك بزمامها الإماراتيون "غير واقعية" عقب إقناع السعوديين لهم بضرورة الحسم وأن تكون هذه الجولة آخر الأداء البري لجنود أبوظبي.
وأوضحت المصادر المقربة من الحكومة في عدن أن القرار الإماراتي هذا يستند على دعمها الخيار السياسي ومبادرة المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ الأخيرة، الذي تهمش دور الرئيس عبدربه منصور هادي في السلطة، كون "الخيارات البديلة مظلمة".
وكان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أن بلاده تدعم خطة ولد الشيخ التي تمثل حلا سياسيا للأزمة اليمنية. مؤكدا أنه "آن الأوان لتغليب العقل وترك منطق السلاح والعنف بين اليمنيين".
وتنص مبادرة المبعوث الأممي على نقل هادي صلاحياته لشخصية يتوافق عليها مع قطبي الانقلاب تتولى منصب نائب الرئيس، فيما يبقى هو رئيسا شرفيا حتى إجراء انتخابات في البلاد.
وتشير المصادر اليمنية إلى أن التبدل في موقف سلطات أبوظبي إزاء دعم الرئيس هادي يفسر عودته إلى مدينة عدن الساحلية التي باتت نهائية، بإيعاز سعودي؛ للتموضع في المدن المحررة، وتكريس سلطته فيها.
وأكدت أن الإمارات تغلف أدوارها البديلة بشعار "تمكين القوات الحكومية في المدن المحررة"، وأغلبها في جنوب وشرق اليمن، لكن الجانب الخفي لها "تكريس مفاعيل نفوذها في تلك المدن، ورصد ترتيبات معينة في هذا السياق".
وهذا الدور، بحسب المصادر، يكشف أحد مكامن الصراع الحقيقي بين الرئيس هادي و"أبوظبي" وحلفائهما في الجنوب.
وعلي ما يبدو ردا على مواقفها منها الرغبة في إنهاء أي أداء عسكري لها على الأرض، ودعم مبادرة أممية تقصيه من السلطة.
وتفيد المصادر ذاتها بأن رفض الإمارات المشاركة في معركة الساحل اعتبر انقلابا ناعما قبل أن تتراجع عنه، من وجهة نظر الساسة السعوديين، على بلدهم الذي قاد "عاصفة الحزم" وأهدافها الاستراتيجية في إنهاء الانقلاب على السلطة الشرعية منذ أكثر عشرين شهرا.
يذكر أن الجيش اليمني بدأ بإسناد من التحالف العربي، بشن هجوم واسع على مسلحي الحوثي وحلفائهم بقوات صالح في جبهة باب المندب، تمكن من خلالها من السيطرة على أجزاء من مديرية ذوباب ومعسكر العمري من الجهة الشرقية للمديرية.