شهد
المغرب، في ظرف أسبوع واحد،
وفاة حوالي 17 شخصا في عدد من المدن بسبب استنشاقهم لغاز البوتان الذي أطلق عليه نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي لقب "القاتل الصامت"، ما أدى بوزارات الصحة والداخلية والصناعة إلى دق ناقوس الخطر.
وتعرف العديد من المدن والقرى المغربية خلال فصل الشتاء انخفاض درجات الحرارة ما يستدعي معها استعمال آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز، الأمر الذي ترتفع معه مخاطر تسرب الغاز وبالتالي مخاطر الوفاة.
وبسبب وفاة 17 شخصا في كل من الخميسات (وسط)، وسطات (وسط)، وتنغير (جنوب)، ووارزازات (جنوب)، ووزان (شمال)، بسبب استنشاقهم للغاز سارعت وزارتا الداخلية والصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، الخميس، إلى إصدار بلاغ مشترك يدعو المواطنين إلى احترام ضوابط تركيب واستعمال سخانات الماء واتباع سلسلة من التوصيات الخاصة بها لتفادي حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون.
وكشف البلاغ المشترك أنه سجل مؤخرا تنامي حالات الوفاة أو الاستشفاء جراء التسمم بأحادي أكسيد الكربون خلال استعمال آلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز، مشيرا إلى أن هذه التسممات ناجمة أساسا عن سوء تشغيل هذه الأجهزة، من قبيل غياب التهوية الكافية.
وأبرز البلاغ ذاته، أن غياب التهوية المتواصلة بالأوكسجين، وعدم توجيه الغاز المحترق نحو الخارج عبر قنوات ملائمة، هما السببان الرئيسيان وراء تسجيل مثل هذه الحوادث.
ودعت الوزارتان مستعملي هذه الأجهزة إلى اتباع سلسلة من التوصيات، لاسيما الاطلاع على الإرشادات التقنية الخاصة بالجهاز قبل تركيبه، والإرشادات الخاصة بالتشغيل، وتكليف تقني مهني مؤهل بعملية التركيب، وعدم تثبيت سخان الماء في مكان مغلق يفتقد للتهوية، وتركيب قنوات لتوجيه الغاز المحترق نحو الخارج.
وأكدت الوزارتان أن احترام هذه التوجيهات سيمكن المستعملين من الاستفادة من مزايا هذه الأجهزة دون مخاطر، مشيرة إلى أن لجانا إقليمية مشتركة، تضم ممثلين عن الوزارتين، مكلفة بمراقبة نقاط بيع سخانات الماء بالغاز، من أجل ضمان ملاءمة هذه الأجهزة مع معايير السلامة الضرورية.
وكانت وزارة الصحة قد قدمت عددا من التوجيهات الضرورية الواجب اتخاذها في حال تسرب الغاز بالمنازل، وذلك بعد تسجيل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية التابع للوزارة، العديد من حالات الوفيات الناتجة عن التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، بشكل "يثير القلق" خلال الأيام الماضية.
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، توصلت "
عربي21" بنسخة منه، أنه في حالة التسمم يجب تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ، وتوقيف مصدر انبعاث الغاز إذا أمكن مع خروج كل من يوجد بمكان الحادث، والاتصال بالمركز المغربي لمحاربة التسمم.
وأكد البلاغ أن السبب الرئيسي للتسمم بغاز "أحادي أكسيد الكربون"، هو آلات التدفئة وآلات تسخين الماء التي تشتغل بالغاز وآلات التسخين التقليدية كالكانون، مشيرة إلى أن التسمم يحدث خصوصا عندما لا تتوفر الآلات على معايير الجودة والسلامة، وعندما يوضع سخان الماء في الحمام أو في مكان ضيق أو يستعمل الكانون أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية.
وأوضحت الوزارة أنه للوقاية من التسمم بالغاز، وجب تجنب وضع سخان الماء في الحمام أو في أي مكان ضيق، والحرص على عدم استعمال "الكانون" (موقد تقليدي) أو قنينة الغاز داخل المنزل بدون تهوية، وعدم النوم تاركا الكانون أو أية آلة للتدفئة مشغلة، والتأكد من أن الآلات بها علامة الجودة والسلامة، والالتزام بكيفية استعمال الأجهزة مع صيانتها مرة في السنة من طرف مهني.
وحصد غاز "أحادي أكسيد الكربون" المنبعث من سخانات الماء وقنينات الغاز بالمنازل، أرواح عدد من الأشخاص خلال الأسبوع الماضي، حيث لقي 6 أشخاص من نفس العائلة، مصرعهم، يوم الجمعة الماضية، فيما نجت سيدة، بسبب تسرب للغاز من سخان للماء بمنزل بالخميسات، كما لقيت سيدتان من عائلة واحدة، مصرعهما، في اليوم نفسه، اختناقا بعد تسرب الغاز من سخان للماء، بدوار "أيت يعقوب" التابع لجماعة "سكورة" بإقليم ورزازات، فيما توفي 4 أشخاص في محلبة بسطات، و4 طلبة تشاديين في شقة كانوا يكترونها كذلك بمدينة سطات، وتلميذ بمدينة وزان.