سياسة عربية

جهود تركية قطرية لحل أزمة كهرباء غزة ..هل تصطدم بالعراقيل؟

يحتاج قطاع غزة إلى نحو 500 ميجا وات من الكهرباء بينما ما تنتجه محطة التوليد 157 فقط-أرشيفية
أفضت لقاءات واتصالات أجراها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، حول أزمة انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، إلى استجابة قطرية تركية للمساهمة في حل المشكلة المتفاقمة.

 وتكفلت تركيا بإرسال وقود عاجل لمحطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة، فيما وعد أمير قطر بالعمل الجاد على إنهاء المشكلة عبر سلسلة من الخطوات العاجلة. 

لكن الجهود التركية القطرية، ربما تصطدم بعوائق كثيرة، من شأنها عرقلة مساعي حل مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، الذي يعاني أزمات إنسانية خانقة في عدة ملفات ظلت عصية على الحل إلى الآن.

بدوره اعتبر الباحث الاقتصادي نهاد نشوان، أن مشكلة الكهرباء في قطاع غزة شائكة ومعقدة ؛ وأشار في حديث مع "عربي21"  أن الحلول التي يمكن أن تطرح لابد أن تراعي الظروف الفنية والسياسية التي تقف حائلا أمام الحل.

مكاسب خزينة رام الله
وحول العقبات التي وقفت في وجه حل الأزمة، لفت نشوان أن الحكومة برام الله بلغت نسبة ضرائبها على الوقود المدخل للكهرباء أكثر من 108% الأمر الذي يعقد الحلول.

وفي هذا الصدد قال نشوان " تركيا وقطر تقدمتا بحلول سابقا لحل المشكلة، منها استبدال تزويد المحطة من وقود السولار إلى الغاز، بالإضافة لمشروع تركي لرفد المرافق الضرورية في غزة بالطاقة البديلة" .

وأضاف " الأتراك أعطوا مهلة سنة لتنفيذ مشاريعهم، وتبقى 4 أشهر لبحث النتائج التي وصلت إليها الجهود التركية في هذا الإطار".

وقال الباحث الاقتصادي :" الحكومة برام الله تجني شهريا أكثر من 30 مليون شيكل (حوالي 8.5 ) مليون دولار، كضرائب على الوقود المدخل للمحطة، وأي حل لأزمة الكهرباء يحرم خزينة رام الله من الملايين، واستمرار الظلام في غزة يعني استمرار مكاسب خزينة رام الله". 

حل استراتيجي
من جهته قال المحلل السياسي أن المظاهرات التي شهدها قطاع غزة قبل أيام كانت احتجاجا على كل الأزمات التي يعيشها قطاع غزة ومن ضمنها أزمة الكهرباء التي كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير".
وقال المدهون في حديث لـ"عربي21" .." الخروج بالمظاهرات مناداة حقيقية من الشعب الفلسطيني لضرورة التحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي المتسبب الرئيسي في هذه الأزمة وضد قوى أخرى في المنطقة". 

وتابع المحلل السياسي "التحرك الفلسطيني الذي يرأسه هنية مع كل من تركيا وقطر، مقدر لدى قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني، وأعتقد أنه جاء في وقته، لكن يجب حل مشكلة الكهرباء بشكل استراتيجي ودائم فالحلول المؤقتة لا يمكن أن تنهي الأزمة ".

وعدد العقبات الحقيقية التي تقف في وجه الجهود القطرية التركية وهي إسرائيل بالدرجة الأولى ثم السلطة الفلسطينية التي ارتضت أن تتصدر الأزمة وهي أداة في يد الاحتلال للتضييق على أهالي القطاع في أزمة الكهرباء.

 انفجار وشيك
وقال المحلل السياسي :"السلطة الفلسطينية لا تقوم بما يلزم تجاه حل الأزمة ويجب عليها أن تلتقط الجهود القطرية التركية للحل وعدم وضع العراقيل في وجهها .وإذا كان موقفها سلبيا فان هذه الجهود للأسف لن يكتب لها النجاح. 

وحذر المدهون من انفجار وشيك قد يحدث في غزة إذا لم يستجب الاحتلال لجهود الحل وتابع :" 
معادلة التهدئة مع الاحتلال والعلاقة مع السلطة الفلسطينية في مهب الريح إذا ما استمرت الأزمة".

يذكر أن مظاهرات عمت مناطق عدة في قطاع غزة قبل أيام، احتجاجا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل، حيث بلغت ساعات الوصل 3 ساعات يوميا فقط.
 
وعزت سلطة الطاقة في غزة الأزمة، إلى ضعف القوة الانتاجية للمحطة، بالاضافة إلى تكرار تعطل الخطوط الاخرى المغذية التي تصل من مصر وإسرائيل، وقالت إنه في الوقت الذي يحتاج فيه قطاع غزة إلى نحو 500 ميجا وات، تنتج المحطة 157 ميجا واط فقط.