أفادت تقارير غربية متطابقة بأن اللواء المنشق خليفة
حفتر، الذي يزعم بأنه يقود الجيش الليبي، طلب من
روسيا التدخل في
ليبيا لصالحه ضد خصومه، كما فعلت في سوريا لدعم بشار الأسد ومنع سقوط نظامه، كما كشف تقرير لوكالة "رويترز" أيضا بأن حفتر يتفاوض لشراء أسلحة بالمليارات من روسيا؛ حتى يتمكن من تعزيز موقفه في الصراع الدائر بليبيا منذ ستة سنوات.
ولم يكشف تقرير "رويترز" من هي الجهة التي تمول حفتر بالمال حتى يتمكن من شراء هذه الكمية الضخمة من الأسلحة، كما لم يتضح ما هو الموقف الروسي من ذلك.
وقالت جريدة "إنترناشيونال بزنس تايمز"، في تقرير اطلعت عليه "عربي21"، إن حفتر يحارب ضد القوى الإسلامية في ليبيا وضد الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا والمدعومة من الأمم المتحدة، وكان قد زار حاملة الطائرات الروسية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي، وبحث وهو على متنها مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الوضع في ليبيا من خلال "اتصال فيديو"، وطلب منه دعما روسيا عسكريا في ليبيا ضد من أسماها "المجموعات الإرهابية".
وقالت صحيفة "إنترناشيونال بزنس تايمز" إن اللغة التي تم استخدامها بين حفتر وشويغو هي ذاتها التي تستخدمها كل من موسكو ودمشق في الحديث عن المعارضة السورية، في إشارة إلى أن حفتر يريد من موسكو أن تفعل في بلاده ما فعلت في سوريا لتضمن له الحكم بالقوة كما ضمنت لحليفها بشار الأسد البقاء في الحكم.
ونفى ناطق باسم حفتر أن يكون تم التوقيع على أي عقود جديدة مع روسيا من أجل الحصول على أسلحة، إلا أن المتحدث أكد أن ليبيا ستتسلم أسلحة حديثة بقيمة 4.2 مليار دولار بمجرد صدور قرار عن الأمم المتحدة ينهي حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.
ورغم أن "انترناشيونال بزنس تايمز" لم تتمكن من تأكيد مصدر تمويل الأسلحة التي يشتريها حفتر من أجل القتال في ليبيا، إلا أن الصحيفة تؤكد بأن حفتر يتلقى الدعم من كل من مصر ودولة الإمارات العربية، ولديه طموح بأن يحصل أيضا على دعم من روسيا التي زارها مرتين العام الماضي، وعلى إثر تلك الزيارات أعلنت روسيا بأنها عرضت على حفتر أسلحة قيمتها 2.9 مليار دولار؛ من أجل تقوية القوات التابعة له في ليبيا.
يشار إلى أن حفتر يقود قوات الكرامة التي تسيطر على أجزاء محدودة من ليبيا، وهي القوات التي حاولت احتلال عدد من الآبار والمصافي النفطية للسيطرة على مفاصل الاقتصاد الليبي، كما أن قوات الكرامة لا تعترف بحكومة التوافق الليبية التي قررت كل الأطراف السياسية تشكيلها لإنقاذ البلاد من الفوضى. وفي الوقت نفسه، فان حفتر يزعم أن قواته تحارب القوى الإرهابية، رغم أن قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة التوافق هي التي تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة وطرد قواته من مدينة سرت العام الماضي.