وصل إلى القاهرة، الخميس، اللواء متقاعد خليفة
حفتر، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا، وذلك على متن طائرة خاصة قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية، في زيارة تستمر عدة أيام، بهدف الحصول على دعم
مصري قوي لعملية تصعيده سياسيا وعسكريا، ودفعه إلى سُدة القيادة، في
ليبيا، وفق مراقبين.
واستُقبل حفتر استقبالا رفيعا بمطار القاهرة الدولي، وفُتحت له، وللوفد المرافق له، استراحة صالة كبار الزوار بالمطار. ومن المقرر أن يجتمع مع الفريق محمود حجازي، رئيس الأركان المصري، صهر رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، ومسؤول الملف الليبي في قيادة الانقلاب.
ولم تعلن السلطات المصرية بشكل رسمي عن زيارة حفتر، الذي زار القاهرة آخر مرة في تموز/ يوليو الماضي.
وتأتي زيارة حفتر بعد أقل من أسبوع من مغادرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، للقاهرة، ولقائه عددا من مسؤوليها، وعلى رأسهم رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
كما تأتي قبل يومين من اجتماع دول جوار ليبيا، الذي يعقد السبت بمقر وزارة الخارجية المصرية، بحضور وزراء خارجية مصر وليبيا والسودان والجزائر وتونس وتشاد والنيجر.
وشهدت القاهرة خلال الشهر الماضي لقاءات عدة جمعت شخصيات ليبية سياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية؛ لبحث مدى الالتزام باتفاق الصخيرات الذي وقعته وفود ليبية لحل أزمة بلادهم، وسبل تعديله.
وتمت تلك اللقاءات بحضور رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازي، وبعضها بمشاركة وزير الخارجية المصري، سامح شكري.
وكان رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، قد التقى، في الأسبوع الماضي، رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، مؤكدا سعي بلاده لدعم الوفاق بين مختلف مكونات الشعب الليبي، وإيجاد حل داخلي يرسخ دعائم المؤسسات الوطنية دون أي تدخل خارجي.
كما التقى السراج، قبل لقائه بالسيسي، برئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، حيث تم التطرق بشكل معمق وتفصيلي للأوضاع الراهنة في ليبيا.
وكانت تقارير غربية متطابقة ذكرت أن اللواء المنشق خليفة حفتر، الذي يزعم بأنه يقود الجيش الليبي، طلب من روسيا التدخل في ليبيا لصالحه ضد خصومه، كما فعلت في سوريا لدعم بشار الأسد ومنع سقوط نظامه.
كما كشف تقرير لوكالة "رويترز" أيضا بأن حفتر يتفاوض لشراء أسلحة بالمليارات من روسيا؛ حتى يتمكن من تعزيز موقفه في الصراع الدائر بليبيا منذ ست سنوات.
ولم يكشف تقرير "رويترز" ما الجهة التي تمول حفتر بالمال حتى يتمكن من شراء هذه الكمية الضخمة من الأسلحة، كما لم يتضح ما هو الموقف الروسي من ذلك.
وقالت جريدة "إنترناشيونال بزنس تايمز"، في تقرير اطلعت عليه "
عربي21"، إن حفتر يحارب ضد القوى الإسلامية في ليبيا، وضد الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا، والمدعومة من الأمم المتحدة.
وكان قد زار حاملة الطائرات الروسية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي، وبحث وهو على متنها مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الوضع في ليبيا من خلال "اتصال فيديو"، وطلب منه دعما روسيا عسكريا في ليبيا ضد من أسماها "المجموعات الإرهابية".
وأكدت الصحيفة أن حفتر يتلقى الدعم من كل من مصر ودولة الإمارات العربية، ولديه طموح بأن يحصل أيضا على دعم من روسيا التي زارها مرتين العام الماضي، وعلى إثر تلك الزيارات أعلنت روسيا أنها عرضت على حفتر أسلحة قيمتها 2.9 مليار دولار؛ من أجل تقوية القوات التابعة له في ليبيا.
ويقود حفتر قوات الكرامة التي تسيطر على أجزاء محدودة من ليبيا، وهي القوات التي حاولت احتلال عدد من الآبار والمصافي النفطية للسيطرة على مفاصل الاقتصاد الليبي، كما أنها لا تعترف بحكومة التوافق الليبية، التي قررت كل الأطراف السياسية تشكيلها لإنقاذ البلاد من الفوضى.
وفي الوقت نفسه، يزعم حفتر أن قواته تحارب القوى الإرهابية، برغم أن قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة التوافق هي التي تمكنت من هزيمة تنظيم الدولة وطرد قواته من مدينة سرت العام الماضي.