ذكر موقع "سي أن أن" أن الإمام الذي كان من المتوقع أن يقدم خطابا إسلاميا في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، قام بدلا من ذلك بتلاوة آيتين من القرآن الكريم، تتضمنان رسائل سياسية واضحة للرئيس الجديد وإدارته.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الإمام، وهو محمد ماجد، المدير التنفيذي لجمعية مسلمي منطقة دالاس، هو شخصية معروفة في واشنطن، لكنه تعرض لانتقادات حادة من المسلمين لموافقته على المشاركة في هذا الحدث يوم السبت في كاتدرائية واشنطن الوطنية، لافتا إلى أنه كان من بين 26 من رجال الدين من مجموعة متنوعة من الأديان للمشاركة في هذا الحدث، وهو تقليد في مراسم التنصيب منذ جورج واشنطن.
ويورد الموقع نقلا عن منظمي برنامج الحدث، قولهم إنه كان من المفترض أن يلقي ماجد كلمة يدعو فيها المسلمين إلى الصلاة "الدعاء"، ما دفع كثيرين إلى الاعتقاد بأنه سيرفع الأذان، والدعوة إلى الصلاة، وبدلا من ذلك، اختار الإمام آيتين من القرآن الكريم، لهما رسائل سياسية واضحة، خاصة في وقت الصراع العرقي والديني، عند كثير من المسلمين الأمريكيين الذين يشعرون بالتهميش وعدم الثقة.
ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين في العاصمة، بما في ذلك عائلة ترامب ونائب الرئيس مايكل بنس، فوجئوا عند قراءة ماجد للآيتين بداية باللغة العربية، وبعد ذلك قدم ترجمة إنجليزية، مشيرا إلى أن الآية الأولى التي قرأها الإمام كانت من سورة الحجرات، حيث يقول الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، أما الآية الثانية فكانت من سورة الروم، ويقول الله تعالى فيها:" وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ".
وينقل الموقع عن المتحدث باسم ماجد، قوله إنه تمت الموافقة على تلاوته الآيات من المسؤولين في الكاتدرائية الوطنية في واشنطن، وقال رئيس مجلس إدارة جمعية مسلمي منطقة دالاس رضوان جاكا: "بعد الانتخابات، عندما قيل الكثير من الأشياء حول المسلمين، كانت هناك تساؤلات حول انتماء المسلمين، وكان الهدف من هذه الآيات نقل رسالة مفادها أننا يجب أن نكون متوحدين ونحترم التنوع، هكذا خلقنا الله".
وينوه التقرير إلى أن الأسقفية تعرضت، مثل ماجد، لانتقادات للصلاة مع ترامب، الذي شن هجوما قاسيا على المسلمين والمكسيكيين والنساء أثناء حملته الانتخابية، لافتا إلى أن عميد الكاتدرائية القس راندولف مارشال هولليريث، اختار كلمة في الصلاة، تتحدث عن الانقسام السياسي في البلاد، سائلا الرب أن "يحطم الجدران التي تفصل بيننا"، و"يسلب الغطرسة والكراهية التي تصيب قلوبنا ".
ويذكر الموقع أن ماجد وجه مألوف في المناسبات التي تجمع بين رجال الدين والحكومة في واشنطن، وقد اجتمع مع الرئيس السابق باراك
أوباما لمناقشة الأبوة، واستضاف أعضاء من إدارة أوباما في مجمع كبير من المراكز الإسلامية في شمال ولاية فرجينيا، مشيرا إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي منح في العام الماضي، جمعية مسلمي منطقة دالاس جائزة القيادة المجتمعية في تعزيز الروابط بين المسلمين المحليين والجهة المنفذة للقانون.
ويستدرك التقرير بأن بعض المسلمين الأمريكيين انتقدوا ماجد لموافقته على المشاركة في حفل تنصيب ترامب، مشيرا إلى أن كثيرا من المسلمين الأميركيين اتهموا ترامب بتأجيج الشك حول دينهم، بالقول إن "الإسلام يكرهنا"، واقترح تسجيل بيانات المسلمين لمراقبتهم، وتعهد بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، "حيث يقول فريق ترامب إنه يمكن التعديل على هذه الخطة وخضوعها إلى (التدقيق الشديد)"، وكان مستشار الأمن الوطني الجديد، والرئيس المتقاعد الجنرال مايكل فلين، وصف الإسلام بأنه "سرطان".
ويفيد الموقع بأن مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في لوس أنجلوس حسام عيلوش، قال إن مشاركة ماجد في حفل التنصيب "يقوض النشاطات الشجاعة للعمل على التغيير السياسي والاجتماعي من الكثير من المسلمين وحلفائهم"، الذين اعترضوا على خطاب ترامب ومقترحاته.
ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى أن ماجد رد على ذلك، بالقول إن دور رجال الدين يقتضي "مشاركة الجميع في فهم الحق والتعريف بقيم الإسلام، بما في ذلك من هم في السلطة".