دعا
المجلس الثوري المصري جموع الشعب إلى "إعلاء الهمم والالتحام بالكتلة الصلبة الصامدة في الشوارع والميادين منذ ست سنوات وحتى الآن، وذلك من أجل تفعيل كافة أشكال المقاومة الشعبية السلمية لدحر هذا الانقلاب العسكري، وعودة الحرية لمصر من جديد".
وأعلن خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم بمدينة إسطنبول التركية تحت عنوان "يناير كرامة شعب" عن إعداده لقوائم سوداء تضم شخصيات إنقلابية، وأنه انتهى من القائمة الأولى التي ضمت 100 شخصية، مؤكدا أن "تلك القوائم سوف تتسع لتطال كل من أجرم في حق مصر في شتى المجالات، تمهيدا لمحاكمته أمام قضاء ثوري يحظى بصلاحيات العدالة الناجزة فور كسر هذا
الإنقلاب".
وقال المجلس:" تحل علينا الذكرى السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير وقد شهدت تلك الفترة لحظات من الانتصارات ومشاهد من التضحيات، ولا يفوتنا مع حلول هذه الذكرى العطرة إلا أن نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار، وأن نتوجه بخالص الدعوات بالشفاء لكل المصابين، وتجديد العهد لأسرانا في السجون بأننا على الدرب سائرون حتى ننتزع لهم الحرية من جديد".
وشدّد على أن التضحيات التي قدمها الثوار طوال ست سنوات مضت لم يتوقف فيها عطاء الأحرار تحتم علينا أن نؤكد أننا على درب الثورة سائرون حتى تخليص مصر من الانقلاب وعودة الشرعية كاملة غير منقوصة للرئيس محمد مرسي، وكذلك استعادة كافة مكتسبات ثورة 25 يناير، وأنه لا تفاوض مع القتلة، ولا تصالح على الدماء، والقصاص قادم من كل من ظلم وتجبر حتى يعود الحق لكل مظلوم أحب مصر وضحى من أجلها".
ووجهت رئيسة المجلس الثوري، مها عزام، إلى الثوار على الأرض الذين واجهوا الانقلاب وقاوموه منذ أول يوم للإنقلاب، قائلة:" كل التحية والتقدير لكم، فأنتم العمود الفقري والطليعة للثورة، فقد رأيتم منذ البداية الخطر على مصر وعلى الحريات التي اكتسبناها في 2011، ونزلتم الميادين ولم تتوقفوا أو تتقاعدوا لحظة واحدة، نحييكم ونشد على أياديكم".
وأكدت أن منظومة الانقلاب فشلت في إدارة البلاد وفي حماية أمن الوطن وفي بناء الاقتصاد، وتاجروا في أراضينا، وانقلبوا على إرادة الشعب المصري كله، وانقلبوا على أول رئيس مدني منتخب، وقتلوا الأبرياء في رابعة والنهضة والمنصة وفي شوارع وميادين مصر".
وواصلت "عزام" هجومها على سلطة الإنقلاب بقولها:" بكل المقاييس ما فعلته هذه المنظومة يعتبر خيانة عظمى وجرائم ضد الإنسانية، ورسالتي لأعضاء هذه المنظومة اليوم: الشعب المصري الحر سيحاكمكم وسيسألكم على خيانتكم وجرائمكم".
وتابعت:" لقد آن الأوان لكل المصريين أن يتخذوا الخطوات لإنهاء هذه المنظومة الفاسدة، ولابد أن ترفض جميع أطياف الشعب المصري أي شرعية لهذه المنظومة مهما كانت توجهاتهم، فماذا كانت نتيجة قبول البعض وتمكين الآخرين لهذه المنظومة؟ النتيجة أنها فرطت بأراضينا ومواردنا، النتيجة هي انعدام الأمن للمواطن، النتيجة هي نقص الطعام والدواء وخدمات الصحة والسكن؛ أي منظومة هذه التي لا تعطي المواطن حماية القانون بل بالعكس تستعمل السجن والتعذيب والاختفاء القسري وإذا احتج المواطن فجزاؤه القتل. هذه منظومة باطلة ونحن لن نعترف بها أبدا".
واستطردت "عزام" قائلة:" من الخطوات التي بيدنا أن نتخذها لإعلان رفضنا لشرعية هذه المنظومة الباطلة البدء في تفعيل العصيان المدني، كما فعلت شعوب أخرى من قبلنا وحققوا النصر من خلاله".
وأكملت:" نحن نمر الآن بفترة تاريخية حرجة في المنطقة وعلى المستوى الدولي، وقوات الفاشية ترسخ نفسها على أراضينا، بعد فشلنا في أن نحرر أنفسنا حقا من الاستعمار، واليوم نرى تجلي قوى مستعمرة جديدة دولية وإقليمية تريد السيطرة على مصير وثروات بلادنا، وكفانا حكم الديكتاتورية في مصر، كفانا حكم الفسدة والدولة العميقة، نريد نظام يمثل إرادة الشعب يحترم حرياته وحقوقه".
وأردفت:" أمامنا خيار: إما أن نكافح لننتزع حقوقنا بأيدينا أو نستسلم ونتحمّل نتيجة خنوعنا، لكن علينا أيضا أن نذكر أنفسنا رغم أننا نواجه محنا كثيرة إلا أننا قطعنا شوطا كبيرا في طريقنا لتحرير بلدنا، والشعب يرفض هذه المنظومة الإنقلابية الخائنة في قلبه، وشبابنا سيعد العدة ولن يستسلم أو يساوم، بل سيقود الطريق إلى تحقيق الثورة والنصر".
واستطردت "عزام" قائلة:" سنستمر شبابا ورجالا ونساء في العمل حتى تستمر حركة التحرير من طغيان العسكر في النمو داخل وخارج مصر، ويقينا سنسقط هذه المنظومة بالإعداد والعمل والصبر وبإيماننا بالله سبحانه وتعالى".
من جهته، رأى الداعية السلفي، محمد عبد المقصود، أن المجلس الثوري هو المنبر الوحيد الذي يعبر عن رأيه ومواقفه، لافتا إلى أن المجلس ثابت على موقفه، فلم يبدل أو يغير المطالب والأهداف التي يتبناها، وأن فكرة الثبات على المبادىء من علامات النصر.
وأشار رئيس محكمة الاستئناف السابق، المستشار محمد عوض، إلى أن الثوار قادرون على إسقاط قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، كما أسقطوا سابقا "مبارك" رغم جبروته وطغيانه وظلمه ومخابراته وعسكره بفضل صمود الثوار في ميدان التحرير.
وذكر أن الثوار وقعوا في بعض الأخطاء، فقد تعجلوا قطف الثمار السياسية للثورة، وهو الأمر الذي مهد الطريق للسيسي من أجل الإنقلاب على مصر والإرادة الشعبية والرئيس المنتخب، مشدّدا على أنه يجب عليهم الاستمرار في الثورة دون مصالحة مع الإنقلاب ودون تنازل عن شرعية الرئيس مرسي أو القصاص من القتلة.
واستهل رئيس حزب البديل الحضاري ومؤسس حملة "الشعب يدافع عن الرئيس"، أحمد عبد الجواد، كلمته بتوجيه التحية إلى مصر واصفا إياها بمولاتي مصر، وتحية إلى شهداء وجرحى ومعتقلي الثورة المصرية، وخص بالذكر الرئيس مرسي ومرشد الإخوان السابق مهدي عاكف والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.
وأضاف "عبد الجواد" خلال كلمته بالمؤتمر، :" لا عجب عندما تجدوني أشارك كل تيارات وكيانات ثورية مقاومة الإنقلاب، العجب يزول عندما أقول إنني لست في منافسة مع أحد، أنا مع كل من يهتف بالثورة، هذا مبدئي وتلك قناعتي ويسقط حكم العسكر".