أعلن شيوخ ووجهاء عشائر عربية في محافظة الحسكة شمال شرقي
سوريا، رفضهم انخراط أبنائهم ضمن صفوف "الحشد الشعبي"، الذي تم تشكيله مؤخرا من قبل قوات النظام السوري في منطقة الجزيرة.
وجاء ذلك خلال اجتماع عقده مسؤولو النظام السوري، برئاسة محافظ الحسكة، جايز الحمود الموسى، مع مجلس شيوخ ووجهاء
العشائر والقبائل العربية في مدينة الحسكة، يوم الاثنين، لحثهم على انضمام أبناء العشائر إلى صفوف "الحشد الشعبي" للمشاركة بجانب قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له في معارك
دير الزور ضد
تنظيم الدولة الذي يهاجم المدينة منذ الأسبوع الماضي.
وأكد الناشط الإعلامي خالد خليفة؛ رفض العشائر العربية التي حضرت الاجتماع؛ طلب محافظ الحسكة بأن تقوم هذه العشائر بإرسال أبنائها لهذا التشكيل، مشيرا إلى أن وجهاء العشائر العربية في مدينة الحسكة، طالبوا النظام السوري بضرورة تجنيد أبناء دير الزور النازحين إلى محافظة الحسكة؛ للدفاع عن مدينتهم، بدلا من تجنيد أبناء الحسكة، كما قال.
وأضاف خليفة لـ"
عربي21" أن الاجتماع جاء بعيد التعميم الذي أصدرته مديرية التجنيد على الدوائر الرسمية؛ بعدم تسليم رواتب العاملين الذين تترواح أعمارهم بين 18 و35 إلا بعد مراجعة شعبة تجنيد للالتحاق بخدمة الاحتياط.
وكانت مجموعة شخصيات من دير الزور تقيم في دمشق؛ قد دعت في وقت سابق، لاجتماع أعلن فيه تشكيل مليشيا مسلحة باسم "حشد الجزيرة والفرات" بحجة "مكافحة الإرهاب"، وقالت إن شخصيات من عشائر العكيدات والبكارة والخرشان والمعامرة في الجزيرة والفرات حضرت الاجتماع.
من جهته، قال نايف الشيخ، وهو أحد وجهاء العشائر في منطقة الجزيرة، إن "النظام يدرك الشبه بين التكوين العشائري في المنطقة الشرقية خاصة في دير الزور والحسكة، لذا بادر إلى تنظيم اجتماع مع ما يسمى مجلس القبائل والعشائر العربية".
وأضاف: "الاجتماع ضم عددا من المرتزقة الذين يعملون تحت يد عصابات حزب العمال الكردستاني (ب ي د)، إضافة لحضور شخصيات تنتمي لعائلات معروفة عشائريا لإضفاء شيء من الشرعية على هذا الاجتماع"، كما قال.
وربط الشيخ، في حديث لـ"
عربي21"، طلب النظام السوري بالانضمام للمليشيات التي أنشأها؛ بحالة الاستنزاف التي تتعرض له قواته على جبهات القتال مع تنظيم الدولة في مدينة دير الزور، "ما دفعه إلى محاولة الاستعانة بعشائر الحسكة لجمع وتحشيد مقاتلين جدد لرفد جبهات القتال التي تعاني من عجز في صفوف مقاتليه".
يشار إلى أن النظام السوري كثّف حملاته في المناطق الخاضعة تحت سيطرته بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، داعيا للانتساب إلى تشكيل عسكري جديد سماه "قوات الحشد الشعبي" قوامه المدنيون والعاملون في الدوائر الرسمية، معلنا أن هدفه "المساهمة في طرد تنظيم الدولة من منطقة الجزيرة السورية".