واجهت واشنطن، الأحد، غضبا متصاعدا في عدد من الدول العربية اثر إصدار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مرسوما يمنع موقتا سفر رعايا سبع دول من إلى الولايات المتحدة التي تعد حليفا رئيسيا للعراق في حربه ضد الإرهاب.
ودعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأحد، الإدارة الأمريكية، إلى مراجعة قرار حظر دخول رعايا عرب إلى الولايات المتحدة.
وأعرب أبو الغيط عن قلقه العميق تجاه الإجراءات التي أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة اعتزامها اتخاذها خلال الفترة المقبلة، بشأن فرض قيود غير مبررة على دخول مواطني دول عربية إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى ما سينتج عنها من تعليق لقبول اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة.
وقال أبو الغيط، في بيان له إن "هذه القيود تتناقض مع التطورات الإيجابية التي شهدها العالم على مدار العقود الأخيرة والتي اتسمت بالانفتاح بين الدول في السماح بحرية تنقل الأفراد خاصة إذا لم تكن هناك أسباب أو مبررات أمنية، أو ما يخل بسيادة الدول على نحو يمنع ذلك".
وأضاف البيان أن "أبو الغيط أعرب عن تطلعه لأن تقوم الإدارة بمراجعة موقفها لما يمكن أن يؤدي إليه من آثار سلبية فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة الأسر واستمرار التواصل بين المجتمعات العربية والمجتمع الأمريكي في العديد من المجالات".
وأشار إلى أن "تعليق قبول لاجئين سوريين في الولايات المتحدة، حتى ولو كان لفترة محددة، يمثل مصدر قلق خاص في هذا الصدد، بالنظر إلى عمق وفداحة المأساة التي يواجهها السوريون والتي نتج عنها تدفقات ضخمة من اللاجئين على مدار السنوات الأخيرة".
وحذر البيان "ما يبعث على القلق أيضا وجود مؤشرات على أن هناك توجها لكي يتم إعمال معيار ديني رسمي لتحديد مدى إمكانية قبول أو عدم قبول اللاجئين".
غضب عراقي
واثأر هذا القرار غضب
العراقيين الذين يقاتلون تنظيم الدولة منذ أكثر من عامين بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بمعاملة المواطنين الأمريكيين بالمثل.
وصرح النائب حسن شويرد نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي "طالبنا الحكومة العراقية بشكل واضح بالتعامل بالمثل في كل الأمور التي تحصل مع الولايات المتحدة، لان العراق بلد لديه سيادة، مع أننا نتطلع أن تكون لدينا علاقات طيبة مع الولايات المتحدة".
وأضاف "اليوم العراق يقاتل الإرهاب نيابة عن كل دول العالم بالتالي هكذا قرار غير مدروس يتضمن الكثير من الشوائب، ونحن نتوقف عنده".
وتابع شويرد "طالبنا الحكومة العراقية ووزارة الخارجية العراقية بان يكون لهما موقف بالمثل، لأنه لا يمكن أن يقاتل العراق داعش نيابة عن كل دول العالم، ويعامل معاملة الدول الباقية".
وعن مدى تعلق الأمر بالعسكريين الأمريكيين الموجودين في العراق، قال إن "الأمر لا يتعلق بالعسكريين لأنهم موجودون في إطار قوات التحالف الدولي" موضحا "لكن في حال مطالبة أمريكا بإعادة خمسة أو عشرة من ممثلينا في واشنطن، فعلينا أن نقوم بالمثل".
وكشف مصدر دبلوماسي عراقي أن اجتماعات مكثفة تعقد حاليا، فضلا عن تشكيل خلية أزمة في وزارة الخارجية لبحث موقف الإدارة الأمريكية من العراق.
وفي وقت سابق الأحد، طالب النائب أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي في بيان "بمنع دخول الأمريكيين إلى العراق وإخراج المتواجدين منهم من كافة الأراضي العراقية".
ولم يوضح الأسدي في بيانه ما إذا كانت تلك الدعوة تنطبق على العسكريين الأمريكيين المتواجدين في العراق لمساندة القوات العراقية ضد تنظيم الدولة.
وتشارك قوات أمريكية ووحدات من قوات الحشد الشعبي في معارك ضد تنظيم الدولة في الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة التي تعد آخر اكبر معاقل الجهاديين في العراق.
السودان ترد
من جهتها، استدعت وزارة الخارجية
السودانية الأحد القائم بالأعمال الأمريكي احتجاجا على قرار الرئيس دونالد ترامب منع دخول السودانيين للأراضي الأمريكية لمدة ثلاثة أشهر.
وقالت الخارجية السودانية في بيان "تم ظهر اليوم (الأحد) استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي السيد ستيفن كوستيس بوزارة الخارجية بشأن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضافت أنه تم "التعبير للقائم بالأعمال عن استياء حكومة السودان إزاء ما اتخذ من إجراءات تجاه المواطنين السودانيين".
والجمعة وقع ترامب قرارا يقضي بمنع رعايا سبع دول غالبية سكانها من المسلمين هي العراق وليبيا وإيران وسوريا والسودان والصومال واليمن، من دخول الأراضي الأمريكية لمدة 90 يوما على الأقل، ما أثار موجة انتقادات دولية واسعة.