في الوقت الذي تعالت الإدانات الدولية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، الذي حظر دخول سبع دول ذات أغلبية مسلمة، التزمت
دول الخليج العربية الصمت حيال هذا القرار.
ويرجع غياب دول الخليج العربية عن الإدانات الدولية لقرار الإدارة الأمريكية الجديدة، إلى أملها في إقامة علاقات مع ترامب أفضل من علاقاتها مع سلفه.
والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين من الحلفاء المقربين من
الولايات المتحدة. ولم يشمل الحظر هذه الدول لكنه يغطي خصومها الرئيسيين بالمنطقة وهم إيران والعراق وسوريا.
وانتقد أوثق حلفاء واشنطن في أوروبا قرار حظر السفر بشدة. كما نددت به جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
لكن من بين الدول الخمس التي تتمتع بثروة كبيرة من النفط والغاز، كانت قطر الوحيدة التي عبرت عن رفض محدود إذ نقل عن وزير خارجيتها قوله، خلال زيارة لصربيا، إنه يأمل أن تعيد واشنطن النظر في قرارها.
وتحدث العاهل السعودي الملك سلمان هاتفيا إلى ترامب، الأحد الماضي، لكن لم يذكر أي من الجانبين التطرق بالنقاش لمسألة حظر السفر. من جانبه قال الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات، الأربعاء، إنه "قرار سيادي" للولايات المتحدة ولا يستهدف ديانة بعينها، بل إن بعض المسؤولين الخليجيين أيدوا القرار علنا.
وفي تغريدات على موقع "تويتر"، الاثنين الماضي، قال ضاحي خلفان المسؤول الكبير بشرطة دبي "يحق لأي دولة أن تتخذ من التدابير الاحترازية ما يؤمن سلامة أراضيها ومواطنيها والمقيمين فيها... ترامب ما تفعله صحيح".
العلاقة مع إيران
توترت العلاقات بين دول الخليج والرئيس باراك أوباما الذي اعتقدت أنه كان متساهلا جدا مع غريمتها الرئيسية إيران.
وهي تأمل أن تجد في ترامب زعيما يبدي مزيدا من الانحياز لصفها فقد وصف مرارا موقف أوباما من إيران بأنه "ضعيف" ويحط من شأن الاتفاق الذي أبرمته الإدارة السابقة مع طهران لرفع العقوبات عنها مقابل أن تحد من أنشطة برنامجها النووي.
وكتب الصحفي عبد الرحمن الراشد في مقال بصحيفة الشرق الأوسط يقول: "يفترض ألا يؤثر علينا الآخرون بمواقفهم حيال الرئيس ترامب وإدارته وسياساته الداخلية والخارجية وألا نُطلق أحكاما انطباعية مسبقة. الأهم أن نكوّن رؤيتنا من خلال القضايا والحلول التي تطرحها إدارته لمنطقتنا واستعدادها للتعاون الإيجابي".
وقال طارق يوسف مدير مركز بروكنجز الدوحة إن دول الخليج ما زالت "تترقب بحذر لترى كيف سيكون المنحى نظرا للغموض بشأن اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط في ظل الإدارة الجديدة".
وأضاف: "عزل إيران واحتواء طموحاتها الإقليمية في نهاية المطاف سيفوق تحفظاتها (دول الخليج) على القيود على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة".
وما دام حظر السفر يزيد التوتر بين الولايات المتحدة والحكومات التي يقودها الشيعة في إيران والعراق وسوريا، فإن حكام دول الخليج يمكن أن يعتبروا هذا مكسبا فهم يخوضون حربا بالوكالة ضد إيران في اليمن وسوريا.
الإخوان المسلمون
ومن بين الخطوات الأخرى التي ناقشتها إدارة ترامب، إعلان جماعة الإخوان المسلمين المصرية جماعة إرهابية وهو الأمر الذي سيرضي السعوديين الذين يرفضون الجماعة التي تولت الحكم في مصر لمدة عام بعد الإطاحة بحسني مبارك.
وأيدت
السعودية عزل الجيش المصري للرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي عام 2013. ودعمت قطر فيما مضى جماعة الإخوان وإن كانت خفضت من هذا الدعم منذ الإطاحة بها من الحكم في القاهرة.
وفي يناير/كانون الثاني قال محمد المسند وهو رجل أعمال قطري يكتب في صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن احترام القيادة الأمريكية بالمنطقة تراجع في عهد أوباما الذي اعتبر مترددا، وإن هناك أملا في سياسة أقوى في عهد ترامب.
وقال: "بمساندة كونغرس يقوده الجمهوريون يستطيع السيد ترامب أن يغير سير الأحداث الحالي بالشرق الأوسط. تحتاج المنطقة إلى توجيه أمريكي حازم... للمساعدة في تنويع وتحديث اقتصاداتنا. يجب أن تحدد الولايات المتحدة جدول الأعمال لا أن تبدي رد فعل على الأحداث الإقليمية".