فتحت التصريحات المتسارعة من الإدارة الأمريكية الجديدة ضد
إيران، التي تأخذ لهجة تصعيدية، باب التساؤل عن سقف هذا
التوتر وانعكاساتُه على مستقبل العلاقة بين الطرفين، ومصير
الاتفاق النووي.
وفي آخر تغريدة له على "تويتر"، قال
ترامب: "إيران تلعب بالنار، ولا تقدر كم كان الرئيس أوباما طيبا معها".
وسبق أن انتقد ترامب بشدّة التدخل الإيراني في العراق، وتعزيز نفوذها فيه، رغم تبديد الولايات المتحدة مليارات الدولارات هناك.
و قطع ترامب وعدا أثناء حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى.
ولم تتأخر الولايات المتحدة الأمريكية، حين وجهت الأربعاء، تحذيرا رسميا لإيران "بشأن نشاطها المزعزع للاستقرار"، بعدما أجرت اختبارا على صاروخ باليستي في مطلع الأسبوع.
وقال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، مايكل فلين، إن الولايات المتحدة حذرت إيران رسميا بشأن نشاطها المزعزع للاستقرار، مضيفا: "نحذر إيران بشكل رسمي اعتبارا من اليوم".
وحول هذا التصاعد غير المسبوق في التصريحات ضد إيران، قال المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي، إن "إدارة ترامب تحاول البدء بجمع كل الفردية الممكنة لتطويق إيران".
محاصرة إيران
وقال الكبيسي في حديث سابق لـ"
عربي21": "إن تحذير واشنطن لإيران عقب إجرائها التجربة الصاروخية الأخيرة، تأتي في إطار جمع ملف يستطيع ترامب تسويق رؤيته التي طرحها في حملته الانتخابية حول محاصرة إيران".
وحول ما إذا كان ترامب بحاجة لمبررات حتى يبدأ بتسخين الملف الإيراني، قال الكبيسي: "بالتأكيد، هناك حاجة لإقناع الجمهور الأمريكي بهذه القضية، وإذا ما عدنا إلى تجربة جورج بوش الابن، لوجدنا أنه أيضا جمع فرديات حول الخطر العراقي في تلك اللحظة، لتسويق ضرب العراق".
اقرأ أيضا: ثلاث أوراق ضاغطة بيد ترامب لكبح إيران.. تعرف عليها
وقال الكبيسي: "إذا كان ترامب جادا في محاولة تطويق إيران وتحديد نفوذها، في محاولة الوصول إلى عقوبات اقتصادية أو عسكرية على إيران، فإنه بحاجة إلى قرار من الكونغرس الأمريكي، وإقناع الجمهور الأمريكي بالخطر الإيراني".
وأضاف أنه "بجمع هذه الروايات حول الصواريخ وقضية الملف النووي، وقضايا أخرى، يستطيع ترامب بالتعاون مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يجهز المسرح الأمريكي لعمل شيء ضد إيران".
"لا تصل حد الحرب"
من جانبه، رأى الخبير في الشأن الأمريكي، صبري سميرة، أن إدارة ترامب يمكن أن تطرح الملف النووي الإيراني للمراجعة، وبعدها سيتبين هل أن الإدارة الأمريكية الجديدة تريد التشديد حتى النهاية؟ أم أنها تريد تحسين شروط العلاقة مع إيران، للحصول على مكتسبات أخرى؟
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21": "تصعيد إدارة ترامب ضد إيران غير معروف حتى الآن فيما إذا كان هو استراتيجية دائمة مستمرة ومتلاصقة، أم أنها تأتي استمرارا لما طُرح في حملة دونالد ترامب الانتخابية، وبدأت الآن هذه التصريحات تترجمه".
وقال سميرة إن "مساعدي ترامب لهم مواقف مختلفة، فمنهم من يريد أن يشدد ويحارب إيران، وآخرين يريدون أن يرفعوا السقف معها، ولكن بالحفاظ على توازنات معينة لا تصل إلى حد الضغط الشديد والحرب".
ويرى مراقبون أن الضغوطات التي تمارسها ادارة ترامب والتصريحات المتلاحقة ضد ايران، خاصة فيما يتعلق بإلغاء الاتفاق النووي؛ قد يدفع إيران إلى مربع ما قبل الاتفاق، من حيث إخفاء أنشطتها النووية، بالإضافة إلى توتر العلاقة مع واشنطن، واتجاهها نحو المزيد من الصدام.