حذر الوزير السابق والبروفيسور التونسي أبو يعرب المرزوقي، من السقوط في فخ
الدعاية لإيران، من خلال الترويج لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب التي يهدد فيها طهران، وهاجم القاعدة ودعش واعتبرهما "أيدي"
إيران في العالم العربي.
وقال
أبويعرب المرزوقي إن "
الإعلام العربي كعادته وقع في الفخ وهو يلدغ من نفس الجحر ما لا يتناهى من المرات، وحتى قناة الجزيرة وقعت في الفخ وصارت تروج دون وعي لما تريده إيران".
وتابع المرزوقي في تغريدات على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فبعد أن فقد ما يسمى بمحور الممانعة كل مصداقية وانفضحت كل أكاذيبه، ها هي إيران ترد على ترامب باستفزاز مبالغ فيه عليه ليمدها بورقة توت تحتاجها".
وأضاف أن "إيران تحتاجها ضعفين: أولا لرص الصف الداخلي وثانيا لاسترداد صورة محور المقاومة التي خسر الحرب ولجأ إلى حام روسي سيخرجه من المولد بلا حمص".
وأوضح: "لكن هيهات، فقد انتهت اللعبة بالنسبة إلى إيران وستخضع لأنها ليست قادرة على الصمود إذا استغنى الغرب عن خدماتها: إيران ليست بطلة بل مترتزقة".
وأفاد أن "ما يتفوه به قادة إيران الآن هو بقصد استفزازي لتحقيق هاتين الغايتين: وحدة الصف الداخلي وصورة الممانعة. لكن ذلك لن ينجح. نظام الملالي يحتضر".
وزاد: "صحيح أنها استفادت من غباء القزم الذي غزا العراق وتنوي الاستفادة من المتعنتر الذي غزا سوريا لكنها عند اللوبي صاحب القرار وراءهما مجرد أداة".
وسجل: "فإذا واصل الإعلام العربي مجاراة لعبة إيران فستنشأ من جديد أسطورة إيران ممثلة الإسلام المقاوم وحاملة الممانعة ولا أستغرب دور الأيدي السنية".
وشدد على أن "السنة أخرجت الأمريكان من العراق والسنة أخرجت الروس من سوريا لكن المجد يعود لإيران بسبب سذاجة من يقاوم والثمرة للأعداء لأنه مجرد يد".
ومضى يقول: "فالقاعدة وداعش أيد سنية بتخطيط إيراني ليحسب الإرهاب الإيراني على السنة، فهي تستفيد من كل شيء ألم يشر المستشار لتمريغ أنف أمريكا في العراق؟".
واعتبر أن "عناية الإعلام العربي بالعلاقة بين إيران وأمريكا حاليا دعاية مجانية لما تريد إيران استرداده من صورة ممثلة المقاومة الإسلامية لاستكتبار، وهي الكذبة التي عاش عليها نظام الملالي ثلاثين سنة كان خلالها يحارب السنة لا الاستعمار واحتل العراق وسوريا وكاد اليمن والبحرين والكويت".
وأفاد: "كان الرمز الموت لأمريكا وتهديد إسرائيل بالعنتريات وهو يخترق كل المجتمعات العربية بمليشيات السيف والقلم والعرب نيام يمولون إعلام الكذب، وقد قلت حتى الجزيرة لأني البارحة شاهدت برنامج ما وراء الخبر: ففيه بقصد أو بغير قصد هذا الجنس من الدعاية بمجرد الكلام على استهانة إيران بالتهديد".
وأضاف: "لكن من يدرك حقيقة الوضع يعلم أن إيران وحتى روسيا بدأوا يدركون أن الوضع يمكن أن يكون شديد الخطورة وأن ترامب ليس إلا ناطقا بلسان رؤية أخرى، فمدة أوباما كانت ربما ضرورية حتى تسترد أمريكا أنفاسها من "تغفيص" بوش والحروب غير المحسوبة والوضع الأمريكي الداخلي اقتصاديا واجتماعيا".
وأشار المرزوقي "إلى أن الإعلام العربي يجهل المشرفون عليه إن تصورناهم على حسن نية -لأني لا أتهم أحدا بالعمالة- أن الخبر يؤثر ليس بمضمونه بل بمنزلته، فكل تأثير رمزي فاعليته مستمدة من منزلته في المنظومة الرمزية التي ينتسب إليها: والمنزلة في الخبر هي الموقع والمدة في سلسلة الأخيار والتردد".
وشدد: "فعندما تجعل الجزيرة خبر الخلاف بين إيران وترامب فاتحة أخبارها وتعطيه أكثر مدة طويلة فأنت تتساءل لفائدة من؟ فالمفروض معرفة قصد إيران، فقصدها كما أسلفت هو استرداد صورة ورص الصف الداخلي. فهل الإعلام العربي يريد ذلك؟ هل إعلام إيران تهتم بالقضايا العربية بهذا القدر والغاية؟".
وهاجم الإعلام قائلا: "بئس الإعلام الذي إما بغير قصد لغباء هيئة التحرير أو بقصد لولائها لغير قضايا شعبها أو للجهل بأبجديات التأثير الرمزي: العرب يمولون فاعلية عدوهم، التركيز على استهداف ترامب لإيران المزعوم -على فرض صحته- يحقق أهداف إيران للعلتين اللتين ذكرت. فهل تريدون أن تسترد إيران صورة حامية الإسلام؟".
وزاد: "تردد الخبر والتركيز عليه والبداية به والحرص على الاستماع لرأي المراسل والخبراء فيه ليس بسبب قواعد الفن أو الحرفة بل هو في خدمة أجندة بينة، فإذا بقصد فالأمر مفهوم وإذا لم تكن بقصد فالأمر أخطر لأن ذلك يعني أن القائمين على السياسة الإعلامية تنقصهم الخبرة في أدوات الحروب النفسية".
واعتبر: "الملوم أن الإعلام من أهم أدوات الحرب النفسية والتأثير الرمزي. وهو يؤثر بالتناسب الكمي والكيفي المحدد لمنزلته وبدروه التىواصلي: مهملان، ولا يمكن أن يكونا مهملين بغير قصد ومن ثم فمرتب حصص الأخبار يخدم أجندة إيران دون أدنى شك. من؟ هذا أمر يعني ممولي الإعلام إن كانوا ذوي عقل".
وسجل: "في إقليمنا فقد انتهى دور إيران وستصبح إسرائيل الشرطي الوحيد في هذه الخطة. ومعنى ذلك أن العرب سيعاملون مثل أوروبا: محميات بوسط إسرائيل، فدور روسيا وإيران وحلفائهما انتهى ولم تعد أمريكا تحتاج إليهما وستخضع أوروبا للهيمنة الأمريكية مباشرة بحلف صهيوني يميني من جنس ترامب: الصدمة".
وزاد: "لن تحتاج أمريكا للحرب إلا بضربات تأديبية ضد أي متنمر وخاصة إيران، إذ يكفيها سباق التسلح لتسقط روسيا المنهارة أصلا فتتضح المعركة كما وصفت، وهذه ليست نبوءات بل هي الفرضيات الضرورية ليكون ما يجري ذا انتظام نسقي يضفي عليه معنى الاستراتيجية التي هي عمل على علم كما يتوقعه أي عاقل".