نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الرسالة التضامنية التي أرسلتها امرأة يهودية إلى أحد الأئمة في مركز إسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، كرد فعل ضد قرار الرئيس دونالد
ترامب بخصوص حظر دخول
المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته "عربي21"، إن هذه المرأة اليهودية هاجرت إلى أمريكا رفقة عائلتها؛ هربا من المحرقة النازية. ومن خلال هذه الرسالة، عبرت هذه السيدة عن حزنها وأسفها الشديد على خلفية الاعتداءات التي تعرض لها المسلمون بعد إعلان ترامب عن قراره التنفيذي الذي يمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية. وأبدت هذه السيدة اليهودية تضامنها مع المسلمين، وقالت إنها سعيدة لوجودهم في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن إمام المركز الإسلامي في ولاية تينيسي، أحمد الهادي شريف، وهو شاب أمريكي من أصل صومالي، تسلم هذه الرسالة التضامنية، وهو لطالما تمنى أن تصله رسالة من هذا القبيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرسالة البريدية تعدّ دليلا على تضامن بقية الديانات الأخرى مع المسلمين، منذ أن أصدر ترامب قراره التنفيذي.
والجدير بالذكر أن المركز الإسلامي بولاية تينيسي يقع تحديدا في مدينة ناشفيل، التي تعرف باسم "إبزيم الكتاب المقدس"، والتي تعدّ إحدى العواصم الدينية للولايات المتحدة؛ حيث تتمركز أكبر أربع كنائس بروتستانتية في قلب المدينة.
وتضم مدينة ناشفيل، التي تشهد طفرة اقتصادية كبيرة، أكبر عدد من الأكراد في الولايات المتحدة، حيث فر إليها حوالي 14 ألف كردي من العراق في عهد صدام حسين، بين سنتي 1991 و1995. كما تضم جاليات أخرى، خصوصا من الصومال، ليشكل المسلمون نحو 2 في المئة من سكان المدينة، أي نحو 20 ألفا.
من جهته، تحدث الإمام أحمد الهادي شريف عن تجربته مع "الإرهاب"، حيث فر من مسقط رأسه، مقديشو، وقال إن فرع القاعدة في الصومال هدده بالقتل. لكنه اليوم يعيش "في سجن كبير يسمى الولايات المتحدة الأمريكية"، على الرغم من أنه -بموجب القانون- يعدّ أمريكيا مثله مثل دونالد ترامب، ويستطيع الخروج والدخول إلى الولايات المتحدة في أي وقت يريد، كما يقول.
وتحدثت الصحيفة عن موجة الهستيريا التي أصابت كلا من الفنزويليين والكولومبيين؛ بسبب الإشاعة التي حامت حول إدراجهم ضمن الممنوعين من
الهجرة إلى الولايات المتحدة
وأكدت الصحيفة أن موظفي الجمارك قاموا بإجبار
المهاجرين على التوقيع على استمارة "إي-470"، والتنازل عن إذن الإقامة والعمل. وبمقتضى هذا الإجراء، يتحولون على الفور إلى أجانب دون بطاقة خضراء (الإقامة الدائمة)، ويصبحون عرضة للاحتجاز في المطارات.
وأوضحت الصحيفة أن القرار الذي أصدره ترامب ترتب عليه تشتيت عائلات المهاجرين وتفكيكها في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، نقل أحد المهاجرين الشباب، يدعى ياسر عرفات، مأساته؛ حيث ولد هذا الأخير في اليمن، أحد البلدان المتضررة من سياسة الهجرة الجديدة، وقدم إلى الولايات المتحدة إثر فوزه في اليانصيب بالبطاقة الخضراء، الذي يوفر سنويا حوالي 50 ألف تصريح إقامة في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة أن كل الضحايا المتضررين من قرار حظر الدخول الذين تواصلت معهم يعيشون حالة من التوتر الواضح، في ظل إقامة مهددة بالانهيار.
أما المركز الإسلامي، الذي يلتحق به ما يناهز 400 مسلم، فيخضع لحماية أمنية مشددة؛ خوفا من أن يقع التهجم عليه في ظل الفوضى التي تعيشها الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، صرح شاب أوزبكستاني، يبلغ من العمر 18 سنة، بأن هذا الوضع أصبح لا يطاق، واصفا إياه بأنه "مثير للاشمئزاز".
وذكرت الصحيفة أن من الواضح أن المجتمع الأمريكي قسم إلى شقين؛ بسبب القرار التنفيذي لترامب، علما بأن نسبة الذين يعارضون هذا القرار تفوق نسبة المؤيدين له، حيث بلغت المعارضة 60 في المئة في الأسبوع الماضي.