يسعى عضو عن الحزب الديمقراطي في
مجلس النواب الأمريكي إلى طرح قانون الأسبوع القادم، يتم من خلاله تشريع يلزم البيت الأبيض بتعيين طبيب نفسي للاهتمام بالصحة العقلية الخاصة بالرئيس "دونالد
ترامب" وذلك بسبب القلق من قبله وقبل آخرين.
وقال النائب "تيد ليو" اليوم في تقرير نشرته صحيفة "هافنغتون بوست" الأمريكية، وترجمته "
عربي21"، "إن الرئيس، أي رئيس يجب أن يتاح له الحصول على طبيب نفسي بسبب طبيعة عمله والضغوطات التي يتعرض لها بسبب وظيفته".
قانون قديم
وكان
الكونغرس مرر قانونا عام 1928 ينص على أن البيت الأبيض يجب أن يكون فيه طبيب نفسي، لكنه أوقف بعد فترة قصيرة بسبب الخشية من الوصم بالعار.
وأضاف "ليو" :"أنا انظر إلى ذلك بتحفظ، إذا كان هناك أسئلة بخصوص صحة الرئيس العقلية، فما هي أفضل طريقة لمعالجته؟" وأوضح "ليو" في مقابلته أيضا :"نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، والصحة العقلية هي مهمة جدا كالطبيب النفسي تماما".
ويشير عضو الكونغرس أن القانون ليس هدفه الرئيس المستقبلي، حيث قال إن الإشارات التي يطلقها ترامب مثيرة للقلق بسبب سلوكه الخاطئ وميله للكذب في كثير من الأحيان سواء أكانت كذبة كبيرة أو صغيرة، وهي سهلة لإثبات ذلك.
إقرأ أيضا : مستشارة أمريكية سابقة تطرح ثلاث طرق للإطاحة بترامب
وأوضح النائب الديمقراطي :"ليس من الطبيعي على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يكتب خلال 24 ساعة فقط حول الموت والتدمير والأخبار المزيفة والشر"، وأضاف:"أكثر ما يصيبني بالقلق هو أن ذلك جدا واضح بأنه منفصل عن الحقيقة..منذ أول مؤتمر صحفي عقده في إدارته، كان من الممكن أن يتحدث عن فرص العمل والتأمين الصحي، لكنه تحدث عن حجم الحشود التي حضرت حفل تنصيبه، وكذب حولها" وعلق قائلا :"إنها من أكثر الأمور غرابة التي شهدتها في حياتي السياسية".
كذب ترامب
ومنذ قسمه كرئيس، كذب الرئيس في أمور أكثر خطورة من موضوع حشود يوم التنصيب، مثل ادعائه أن ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين صوتوا بطريقة غير شرعية في الانتخابات، كما ادعى زورا أيضا أن هناك دولا أخرى إلى جانب روسيا قد تكون مسؤولة عن قرصنة الحواسيب الأمريكية الخاصة بالانتخابات، واتهم بشكل خاطئ وسائل الإعلام بعدم تغطيتها "الواسعة" حول الهجمات الإرهابية.
كما هاجم ترامب بشكل شخصي الشركات الخاصة على حسابه في تويتر كما حصل مع شركة "نوردستورم"، التي قامت بإلغاء خط إنتاج الملابس والأحذية الخاصة بابنته "إيفانكا"، كما هاجم القضاة الفيدراليين الذين لم يحكموا بما يريد.
وقال عضو الكونغرس الأمريكي إنه ليس بطبيب، ولكن الكثير من المواطنين مثله قلقون على أنماط تصرف الرئيس.
"تصرفاته المنفصلة عن الواقع تزيد من القلق"، ويضيف "ليو"، :" عندما يضع الرئيس أولوية أولوياته خنق المعارضة، هجوم متواصل على وسائل الإعلام، وعلى مجلس القضاء، مما يقودنا نحو نظام تسلطي... لذلك أنا وصلت إلى نتيجة بأنه خطر على العامة".
من جهته رفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق على طلب القانون المزمع طرحه.
إزاحة ترامب عن الحكم
يذكر أن بعض منتقدي ترامب شككوا بأهليته العقلية التي كانت هي القلق الأساسي قبل أن يصبح رئيسا، وعقب ذلك قالوا إن ذلك قد يشكل مدخلا لإزالته من الرئاسة وفقا للمادة 25 من
القانون الأمريكي التي تسمح بإزالة الرئيس من خلال تصويت ثلثي أعضاء الكونغرس إذا ما تمت توصية لجنة خاصة في المجلس بأنه غير قادر على مزاولة مهامه، ولكن هذا القانون لم يستخدم من قبل حتى الآن لإزالة أي رئيس أمريكي.
وبالإضافة إلى "ليو" أبدى عدد من أعضاء الكونغرس عن قلقهم، حيث طالبوا بتقييم الصحة العقلية لترامب، وذكرت صحيفة "هافنغتون بوست" الأمريكية أن "جاسون تشافيتز" وهو عضو عن الحزب الجمهوري وعضو في لجنة الإصلاح والإشراف الحكومي قال سابقا لصحيفة "واشنطن بوست" في شهر كانون ثاني/ يناير الماضي إنه يأخذ بعين الاعتبار التشريع القانوني الذي يطالب الرؤساء بالخضوع للفحص الطبي المستقل، ومن بين الفحوصات الطبية المتطلبة هي الأهلية "العقلية".
إقرأ أيضا : نبوءة لعراف روسي يوضحها آخر: ترامب آخر رؤساء أمريكا
ولكن العضو الجمهوري أضاف أن القانون لا يستهدف ترامب بأنه غير مؤهل، ولكنه أضاف :" إذا كنت ستضع يديك على الأكواد السرية للأسلحة النووية، عليك أن تعرف ما هي حالتك العقلية التي أنت بها".
ووفقا لمساعد لـ "تشافيتز" فإنه سيتم طرح القانون في المستقبل لتطبيقه على المرشحين للرئاسة.
دعم للقانون
من جهتها قالت "نانسي بيلوسي" زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، الأسبوع الماضي إنها ستدعم القانون المقترح الذي يتطلب من ترامب الخضوع لامتحان الأهلية العقلية.
أما عضو مجلس النواب عن الديمقراطيين "ماكسين واترز" ذهبت إلى أبعد مما قاله زملاؤها في مجلس النواب، حيث أشارت إلى أن ترامب يمشي بخطى ثابتة نحو عزله من الرئاسة بإعلان عدم أهليته، وقالت :"لا نستطيع أن نستمر في وجود رئيس يتصرف بهذه الطريقة، هذا خطير جدا للولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن زعيمة الأقلية الديمقراطية "بيلوسي" تراجعت في حديثها قائلة إن إعلان عدم أهلية ترامب سيتم فقط إذا ما قام بارتكاب مخالفات قانونية.
من جهته أشار مُقترح القانون "تيد ليو" أنه يحاول توسيع المشاركين في طرح القانون في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن عضوا واحدا من الحزب الجمهوري يؤيده في ذلك.
ووفقا للقانون الحالي :" فإن الرئيس يستطيع في أمر واحد إطلاق أربعة آلاف صاروخ نووي، مما يقود لتدمير الولايات المتحدة" وختم قائلا :"لا نستطيع أن نتخيل المحددات التي تسمح لمثل هذا الوضع بالحدوث".