أعلن البنتاغون، مساء أمس الجمعة، استهداف المتشدد البارز في
تنظيم الدولة،
رشيد قاسم، الذي يعتبر ملهم العديد من الاعتداءات في فرنسا، بغارة للتحالف الدولي، قرب مدينة
الموصل العراقية هذا الأسبوع.
وقال الميجر أدريان جيه. تي رانكين غالوي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): "نقيم الآن نتائج هذا الهجوم وسنقدم مزيدا من المعلومات عندما تصبح متوفرة" دون أن يقدم تفاصيل عما إذا كان قاسم، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، قتل في العملية.
لكن مصادر من فرنسا والولايات المتحدة رجحت مقتل قاسم، فيما فيما تقوم سلطات البلدين بالتحقق من مصيره. وقال مسؤول عسكري أمريكي إن قاسم قتل "على الأرجح" في الغارة.
وفي باريس، أكد مسؤول كبير عن مكافحة الإرهاب، طالبا عدم كشف اسمه، أن رشيد قاسم قتل على الأرجح، مضيفا "ليس لدينا تأكيد تام"، موضحا أن احتمال مقتله كبير.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية الجمعة بأن القيادي في تنظيم الدولة قد يكون قتل في غارة شنها
التحالف الدولي على الموصل.
وأشار مصدر فرنسي قريب من التحقيق إلى أن قاسم "ألهم" العروسي عبد الله منفذ قتل شرطي ورفيقته في 13 حزيران/ يونيو في مانيافيل في ضاحية باريس.
كما أنه "وجه تعليماته مباشرة" إلى عادل كرميش وعبد المالك بوتيجان اللذين ذبحا كاهنا داخل كنيسته في سانت اتيان دو روفريه بالقرب من روان (غرب) في 26 تموز/ يوليو، بحسب المصدر نفسه.
ويعتقد أنه وجه مجموعة النساء اللواتي اعتقلن في مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي بتهمة الضلوع في محاولة تفجير سيارة مفخخة بواسطة قوارير غاز في وسط باريس.
وفي تسجيل فيديو دعائي للتنظيم الجهادي نشر في أواخر تموز/ يوليو، ظهر قاسم وقد أطلق لحيته وهو يرتدي زيا عسكريا مرقطا ويضع عمامة، وأشاد في التسجيل بمحمد الحويج بوهلال منفذ اعتداء نيس في فرنسا الذي أسفر عن 86 قتيلا في 14 تموز/ يوليو.
ويعتبر قاسم، الجزائري الأصل، من أخطر "المدبرين عبر الانترنت" لهجمات تنظيم الدولة حيث يقوم بالتجنيد وإعطاء التوجيهات عبر الانترنت من العراق أو سوريا لجهاديين متدربين لينفذوا اعتداءات.
وعثر المحققون على اسمه وألقابه وأثار الاتصالات التي قام بها في عدة قضايا خصوصا في قضية اغتيال الكاهن في أواخر تموز/ يوليو.
وأوقفت السلطات الفرنسية منذ الصيف الماضي نحو 15 شخصا في الغالب من الشباب وحتى من القاصرين ووجهت إليهم اتهامات بالتهديد أو الإعداد لهجمات مستلهمة من دعوات قاسم إلى القتل والتي غالبا ما ينشرها على تطبيق "تلغرام" للرسائل المشفرة.
وقال قاسم في تسجيل فيديو يعود إلى تموز/ يوليو "مزق بطاقة السفر إلى تركيا، الفردوس في انتظارك"، وأضاف "استخدم اثنين أو ثلاثة من المجرمين وستجد سلاحا في أي حي".
وفي تحقيق استغرق فترة طويلة تم عرضه مؤخرا ادعت صحافيات من برنامج "آنفواييه سبسيال" التلفزيوني بأنهن فتيات انتقلن إلى التطرف واتصلن برشيد قاسم.
ورد عليهن في تسجيل صوتي "هناك أمران يمكنكن القيام بهما: إما القدوم إلى هنا أو القيام بأمر مهم هناك إذا فهمتن قصدي".
ويهدد تنظيم الدولة الذي يتراجع ميدانيا في سوريا والعراق، فرنسا بانتظام بالرد على مشاركتها في التحالف الدولي الذي يقصف مواقعه في هذين البلدين.
وتعرضت فرنسا في 2015 و2016 لسلسلة اعتداءات جهادية أوقعت 238 قتيلا ومئات الجرحى. واستهدفت هجمات عدة عسكريين أو شرطيين.